-"فيزا كارت و أمان" قريبا لتسهيل تحويل العملة الصعبة إلى الخارج - الزبائن ينتقدون الإجراءات الإدارية التي تفرضها البنوك عرف القطاع المصرفي في الجزائر قفزة نوعية في إطار عصرنة الخدمات المالية و الانتقال من التعاملات الكلاسيكية إلى التعاملات الالكترونية و الرقمية التي تتبع احدث الوسائل و أسرع الطرق و تواكب التطور التكنلوجي و الآلي فيما يتعلق بعمليات صرف وإيداع و سحب و تحويل الأموال، و إن كانت حركة التقدم و سرعة انتشارها بطيئة بين زبائن البنوك إلا أن التقنيات و البرمجيات التي طبقت و التي في طريقها للتطبيق من اجل ضمان خدمة أرقى تتماشى مع متطلبات الاقتصاد الرقمي و التكنولوجيات الحديثة التي من شأنها أن تحقق الهدف المنشود و هو رقمنة المؤسسات المصرفية و تطوير التعاملات و تحريرها من مواعيد الإدارة، و نطرح في هذا الصدد أهم التطورات التي عرفتها أنظمة الدفع و التبادلات المصرفية انطلاقا من البطاقة المصرفية الالكترونية إلى بطاقات الائتمان الممغنطة الأخرى على غرار بطاقة فيزا و غيرها من البرمجيات التي أعطت للبنك الجزائري مكانة بارزة، و قد أخدنا في هذا الصدد كل من القرض الشعبي الجزائري و البنك الوطني الجزائري كأهم نموذجين يسعيان لتطبيق أحدث التقنيات لعصرنة نظام التبادلات المالية و تقديم خدمات عصرية للزبون. يعتبر القرض الشعبي الجزائري سباقا في مجال إنتاج البطاقات الممغنطة و التي تسهل عمليات إيداع و سحب و تحويل الأموال مابين البنوك و في أي نقطة من الوطن و حتى خارجه، و قد أفاد السيد قليل عمار المدير الجهوي للقرض الشعبي وهران "المدينة" أن المؤسسة تضمن في إطار عصرنة و تطوير خدماتها جملة من التسهيلات العملية التي توفرها عبر خدمة البطاقات الممغنطة المتنوعة الهادفة إلى تحسين نوعية التعاملات المالية للزبائن وفق ما يتماشى مع السرعة التكنولوجية، وقد حققت هذه البطاقات إقبالا كبيرا لزبائن القرض الشعبي وصل إلى نسبة 90 بالمائة خاصة فيما يتعلق باستعمال بطاقة سيب. بطاقة "فيزا الأمان" سارية المفعول ابتدء من الشهر الجاري أصدر بنك القرض الشعبي الجزائري مؤخرا منتجا جديدا سيدخل حيز الخدمة بداية من الشهر الجاري و بموافقة من البنك المركزي و يتعلق ببطاقة "فيزا الأمان" و هي بطاقة جد متطورة تحتوي على شريحة و رقم حساب خاص و هي مؤمنة برقم سري، و يتم شحنها من قبل الزبون كلما نفذ الرصيد و هي صالحة للاستعمال من أي بلد أجنبي و تستعمل أيضا في عمليات الشراء عبر الانترنيت و مختلف العمليات التجارية و الخدماتية الاخرى، و تسمح هذه البطاقة لرجال الأعمال أو أي مواطن يسافر خارج الوطن بنقل أمواله بكل أمان عن طريق عملية جد بسيطة يتم من خلالها شحن المبلغ الذي يريده الزبون و في وقت قصير جدا و صرفه في كل تعاملاته التجارية المختلفة خارج الجزائر، ما يسمح بتوفير الكثير من الوقت مع التخلص من عبء نقل الأموال و تضمن البطاقة المزيد من الحماية و الأمان، و ترتبط البطاقة بمدة صلاحية منها أقل من 6 أشهر، و منها بطاقة صالحة من 6 أشهر إلى سنة، و منها من سنة حتى 18 شهرا، و مدة صلاحية أخرى من 18 شهرا إلى 24 شهرا و الحصول على "فيزا الأمان" يتم كغيره من البطاقات بطلب من الزبون و وفق إجراءات قانونية تتم بينه و بين إدارة البنك. بطاقة "ايبانكينغ" و نظام "كنيس" لخدمة و تطوير الاقتصاد و من ضمن العروض المتطورة و المغرية التي يوفرها القرض الشعبي الجزائري أيضا و يسهر على انجاحها بطاقة "ايبانكينغ" و هي خاصة بالشركات و المؤسسات و تعتبر وسيلة حديثة لتحويل الأموال عبر الانترنيت بالنسبة للشركات و تتميز هذه الخدمة بسرعة التنفيذ لجميع العمليات الحسابية و تسهل عملية تحويل الأموال عبر الانترنيت إلى أرصدة العمال البنكية و تخليص عملية دفع الأجور بالضغط على زر فقط دون التنقل من مكان الى آخر، و قد دخل هذا الإجراء الرقمي حيز الخدمة منذ 3 سنوات حسب المدير الجهوي للقرض الشعبي و هو يضمن لأصحاب الشركات الوقت و السهولة و الأمان أيضا في تحويل أموالهم من أي مكان في العالم و من أي بنك و من خلال عملية بسيطة، و قدم هذا البرنامج خدمة كبيرة لرجال الأعمال سمحت لهم بتطوير تعاملاتهم التجارية و ربح الوقت و السير نحو تطوير و خدمة الاقتصاد. و يعمل القرض الشعبي أيضا في إطار عصرنة نظامه المصرفي الحالي بتقنية خدمة التحويل الالكتروني للوثائق بين البنوك بعد أن كانت العملية تتم عبر الفاكس و بمشقة كبيرة و تستغرق وقت أطول، أو تتم عبر إرسال المستندات و الوثائق مع الموظفين من بنك لآخر و جاءت هذه الخدمة لتساهم ترقية مستوى الخدمة و تحسينها من كل الجوانب مما يساعد على في ربح الكثير من الوقت مع سرعة التنفيذ و انجاز مختلف المعاملات المتعلقة بالتجارة الخارجية في وقت وجيز. ويواصل القرض الشعبي سلسلة برامجه المنجزة في سياق تكنولوجيا الخدمات المصرفية حيث يعرض خدمة "نظام كنيس" التي يعمل خلالها بالتنسيق مع مصالح الجمارك لمتابعة و مراقبة التجارة الخارجية و تقصي وصول السلع و البضائع المستوردة إلى الجزائر مع التأكد من وصولها و تحويل الأموال إلى الممول بالطريقة القانونية و الدقيقة المتبعة، و كل هذا حتى تتم عمليات التبادل التجاري و المالي بصورة سليمة و قانونية و آمنة فضلا على الدقة و السرعة التي تعنون لنظام مصرفي عصري و راقي. بطاقة "سيب" و خدمة "آس أم أس" لتقريب البنك من الزبون و من ضمن البطاقات المتداولة منذ أكثر من 3 سنوات بطاقة "سيب" المعروفة بين زبائن القرض الشعبي الجزائري و التي يملكها كل شخص له حساب بالبنك حيث يسوق هذا المنتوج حسب السيد قليل عمار بصفة جيدة و بكمية كبيرة و تنقسم البطاقة الى نوعين: بطاقة "سيب" الكلاسيكية و يحصل عليها العامل الذي يتقاضى أقل من 50 ألف دينار و بطاقة "سيب" الذهبية التي تخص الزبون الذي يتقاضى أكثر من 50 ألف دينار، و تستعمل البطاقتين لسحب و دفع الأموال من كل الموزعات الآلية و من أي بنك على مستوى الوطن و حتى عبر حساب البريد و مدة صلاحية البطاقة عامين قابلة للتجديد بطلب من الزبون. و أفاد السيد قليل المدير الجهوي للقرض الشعبي لوهرانالمدينة التزام المؤسسة بتقريب البنك من الزبون أكثر و مواكبة تطور تكنولوجيا الاتصال بتطبيق خدمة الرسائل النصية القصيرة للزبائن المشتركين في برنامج بطاقة "سيب" حيث تصل المشترك تلقائيا رسالة "آس أم آس" إلى رقم الهاتف المحمول الذي يكون ضمن ملف طلب الاشتراك في بطاقة "سيب" لتصله كل المعلومات المتعلقة بحساب الرصيد البنكي و وصول الراتب و غيرها من المعلومات التي تهم الزبون و يصعب عليه في كثير من الأوقات التنقل الى البنك و تقديم طلبه للحصول على المعلومات اللازمة، فالخدمة جاءت لتوصل أي جديد يخص الزبون دون أن يحرك ساكنا. كما يعتبر القرض الشعبي الجزائري أول بنك استعمل بطاقة "فيزا" منذ 3 سنوات و يشترط للاشتراك في الخدمة أن يكون الزبون لديه حساب بنكي بالعملة الصعبة و تستعمل لسحب الأموال بالعملة الصعبة من الخارج حسب المتوفر في رصيد الزبون و أيضا تستعمل في عمليات الشراء، وحسب أحد مسوقوا هذه البطاقات من شركة "بي تي في" للإعلام و الاتصال و خدمات الانترنيت و التسويق فان بطاقة "فيزا" الافتراضية أو البلاستيكية تصلح للشراء من كل مواقع الانترنيت، و هي تضمن السرعة في الانجاز كما تسوق بنسبة كبيرة و هي مطلوبة خاصة لدى رجال الأعمال .
البنك الوطني الجزائري المصرف الأوتوماتيكي للقضاء على الشيك يسعى البنك الوطني الجزائري من خلال تطوير برامجه المصرفية للوصول إلى نظام رقمي لترقية التبادلات المختلفة و يصبو من وراء ذلك إلى القضاء على التعاملات المالية القديمة و دمج الزبون مع التقنيات الحديثة للدفع و السحب و الإيداع و التحويل حتى يتخلى نهائيا عن استعمال الشيك، كما يسعى البنك أيضا إلى إتباع مسار السياسة المصرفية الأوروبية حسب ما ذكره السيد كحول كتيب مدير بالنيابة للوكالة الرئيسية بوهران 951، و يحتل البنك الوطني الجزائري مكانة مميزة في الجهاز المصرفي بالجزائر بفعل أدوات الدفع الجديدة التي خلقها من أجل عصرنة نشاطه وفقا مع ما يتماشى و التقدم التكنولوجي الحاصل و خدمة لمتطلبات الزبون مع ضمان سرعة التنفيذ في كل التعاملات المختلفة. و قد جسد جملة من الإصلاحات في أرض الواقع عملت على تحديث أجهزته الآلية، و من ضمن البرامج التي شرع في تنفيذها برنامج "دالتا" الذي يحوي برمجيات رقمية خاصة بالأنظمة المعلوماتية و تكنولوجيا الخدمات المصرفية و هو يعمل على تطوير الوسائل الالكترونية بدءا بالبنك الأوتوماتيكي إلى البطاقات الممغنطة. كما يعتبر الموزع الآلي للنقود أهم عناصر البنك الأوتوماتيكي الذي أطلقه البنك الوطني الجزائريبوهران منذ 4 سنوات و الذي يسمح للمواطن بسحب الأموال باستعمال بطاقة سيب التي يحصل عليها كل زبون له حساب في البنك الوطني، و يضع هذا الأخير الموزع الآلي للأموال بكل الأماكن العمومية و الشوارع و الساحات المعروفة بوهران و بالقرب من وكالاته كحي سيدي الهواري و حي السلام، و أكدت في هذا الصدد مديرة الوكالة بالمنطقة المذكورة أن زبائن البنك بدؤوا في الإقبال على الموزعات الآلية لسحب أموالهم و تسجل العملية أكثر من 20 شخص يوميا لا سيما و أن الخدمة متوفرة 24 ساعة و حتى أيام العطل و نهاية الأسبوع مما يسمح للزبون بسحب أمواله في أي وقت دون الارتباط بموعد محدد و و تتم العملية من أي بنك و حتى من خارج الولاية لذلك سميت بطاقة "سيب" ببطاقة مابين البنوك و هي خدمة يستحسنها زبائن البنك و إن كان الإقبال عليها محتشما يعيق سرعة انتشارها. بطاقة "فيزا" مشروع قيد الانجاز. و تحدث السيد كحول كتيب أيضا في سياق عصرنة النظام المصرفي للبنك الوطني الجزائري عن مشروع جديد يتم التحضير لانطلاقه و يتعلق الأمر بإنتاج بطاقة "فيزا" و هي عبارة عن بطاقة ممغنطة يتم شحنها من قبل البنك بطلب من الزبون و بالعملة الصعبة و لكن المبلغ الذي يتم شحنه يتم تحديه من قبل البنك حيث يحرص هذا الأخير على عدم إخراج مبلغ يفوق الحد الأقصى الذي سيكون محددا للزبون من طرف البنك هذا بالنسبة لشحن بطاقة "فيزا" التي تستعمل طبعا لكل الراغبين في السفر إلى خارج أو لرجال الأعمال المتنقلين باستمرار عبر مختلف دول العالم حيث يتم التعامل بالبطاقة من أي بنك في العالم، أما فيما يخص الوافدين من الخارج إلى الجزائر فيسمح لهم بشحن المبالغ المالية الممكنة دون وضع حد أقصى للقيمة المشحونة، و ذلك حسب ما أفاد به السيد المدير للرفع من قيمة و حجم العملة الصعبة الواردة الى الجزائر و محاولة التقليص من حجم الأموال المنقولة بالعملة الصعبة نحو الخارج.
و في هذا السياق أكد السيد كحول كتيب أن كل الإصلاحات و التطورات المسجلة على مستوى المؤسسة البنكية تعاني من عائق واحد يقف أمام تطوير انتاجاتها و هو عدم ثقة المواطن بالبنك و عدم التفاعل مع برامجه الجديدة و هذا يعكس عقلية المواطن لكن الجهود تبقى متواصلة لعصرنة البنك الوطني و تطوير خدماته المصرفية و الهدف هو تفعيل كل البطاقات ليتم فيما بعد اتخاذ قرار توقيف التعامل بالشيك، و أضاف المتحدث أن البنك الوطني الجزائري يعتبر الأكثر تقدما بالنسبة للبنوك العمومية و لكنه متأخرا جدا إذا ما قورن بالمؤسسات المصرفية في دول أوروبا و هذا ما يجعله أكثر إصرارا بالعمل على تحقيق كل الأهداف المسطرة و السهر على تطوير كل الوسائل الالكترونية و تحديث تكنلوجيا الخدمات البنكية و بالتالي تطوير تعاملات الزبون مع النظام الالكتروني و الرقمي الذي سيكون عنوانا جديدا للبنك الوطني الجزائري. مواطنون يشتكون من خدمات الموزع الآلي و بالمقابل يشتكي بعض المواطنين من زبائن البنوك من عدم كفاءة الشباك الالكتروني و في محاولة للاستفسار عن طبيعة علاقتهم و تعاملهم مع البطاقات الممغنطة و الموزع الآلي وجدنا أن الإقبال بالفعل قليل جدا إذ يفضل الأغلبية حتى الفئة المثقفة و الإطارات سحب أموالهم من البنك كما هو معتاد دون المغامرة كما سماها البعض و التوجه نحو الشباك الآلي هذا الذي أكد أغلب الزبائن أنه يشكوا من عدة مشاكل بدوره حيث أفاد أحد الزبائن انه تعطل أكثر من مرة أثناء عملية السحب، كما أكد آخرون أن العملة غير متوفرة بعد الساعة السابعة مساءا و كانت هذه أهم أسباب عزوف الزبائن عن الموزع الآلي ما يعكس انعدام الثقة بالوسائل الآلية و الخوف من أي عارض أو مشكل و بذلك لا يزال التعامل مع المعدات الآلية التي من المفترض أن توفر خدمات أفضل محتشما جدا مع العلم أن كل زبائن البنوك يملكون بطاقة "سيب" على الأقل و لكن لا زالت مظاهر الطوابير و الانتظار أمام موظفو الدفع لدى البنك متواصلة أمام خوف الزبون و عدم ثقتهم بالموزع الآلي و يفضلون الاحتفاظ بالبطاقة إلى وقت الضرورة. و بالمقابل التقينا في هذا الصدد ببعض الشباب أمام احدى الموزعات الآلية للأموال بوسط المدينة و كانت الساعة تشير الى حدود الخامسة مساءا و قد كان الشباب من زبائن أحد البنوك ينقرون أزرار الآلة بصفة عشوائية في محاولة الوصول الى الطريقة الصحيحة التي تمكنهم من سحب أموالهم مع العلم أنهم يعملون بوهران و يقطنون بولايات مجاورة قال احدهم أنه يجرب لأول مرة سحب المال من الشباك الآلي ببطاقة "سيب" و انه لا يعرف كيف يتم ذلك و أضاف أن أحد أصدقاءه نصحه بذلك تفاديا للوقوف في طابور البنك خاصة و أنه لا ينتهي من دوامه إلا بعد الساعة الخامسة، أما عن البطاقات الممغنطة الأخرى فيقول بعض زبائن البنك الوطني الجزائري و القرض الشعبي انهم لم يسمعوا بها في حين يؤكد آخرون أنهم على علم بالتقنيات الجديدة للبنك و لكنهم يبحثون دائما عن تفسيرات و توجيهات عبر النت على وجه الخصوص في كيفية التعامل بهذه البطاقات. و يتفادى الكثيرون الوقوع في ما سموها بيروقراطية الإدارة التي باتت تفرض جملة من الوثائق للاستفادة من أي خدمة من الخدمات المتوفرة و تعمل المؤسسات المصرفية في هذا الجانب على محاولة التخفيف على زبائنها و تطوير هذا الحيز. رغم ذلك يستحسن الزبائن هذه الخدمات و يروا أنها مسألة وقت و يعتادون عليها و لكن ذلك لن يتم إلا بمبادرات من القطاع المصرفي في مراقبة التقنيات الجديدة من أجل خدمة أحسن الى جانب تنظيم أيام تحسيسة لفائدة الزبائن يتم فيها شرح التقنيات الجديدة و الحديثة للتعاملات البنكية و تقديم مزيد من الشروحات في كيفية التعامل بها و اعطاء فرصة للتحاور و التواصل المباشر بين الزيون و البنك و ذلك هو السبيل الوحيد لتطوير التعاملات المصرفية بصفة ملموسة.