يكتسي الكاريكاتير أهمية بالغة في وسائل الإعلام الجزائرية لا سيما المكتوبة منها ، في الصحف كما في المجلات ، حيث بات هذا الفن القائم بذاته ، يستقطب أكثر فأكثر القارئ ، و يزاحم المقالات الصحفية في ذلك ، من خلال طرحه و نقده العديد من القضايا الاجتماعية و السياسية و الثقافية و الاقتصادية ، و مسايرته للأحداث الراهنة ، و تناولها بنظرة نقدية تحمل الكثير من السخرية حيال ما يجري من حولنا ، من ظواهر و مشاكل و مشاهد ، شغلت الرأي العام في الداخل و الخارج على حد سواء ، اختزلت كلها في رسم كريكاتيري ، فرغم بساطته و سخريته ، إلا أن معظمها في الحقيقة ، يلامس جوهر الأمور، و يخترق عمق الأشياء ، و يلخص الواقع في صورة واحدة ، كفيلة بفهم كل الأفكار الرائجة هنا و هناك ، لكن كل هذا يتوقف على قدرات و مهارات الفنان و ملكاته الفنية و موهبته في ترجمة الواقع ، حسب ما تمليه عليه مخيلته ، برسم يؤثر في القارئ و المتلقي ، و يساهم في تحريك الرأي العام في الكثير من الأحيان ، بأسلوب لا يخلو من الفرجة و الفسحة ، يمكنه أن يصنع الفارق بين هذا و ذاك الرسام. فن يلخص الواقع ويختزل الكلام يرى الباحث و الأستاذ الجامعي بوخموشة إلياس ، أن تراكم التجربة خلال ممارسات فن الكاريكاتير، آل به لأن يصبح حرفة واسعة الانتشار في جل المجالات ، بما فيها السمعية البصرية ، لا سيما السينما و التلفزيون ، التي أصبحت تمثل صنفا ضروريا لوسائلنا في الاتصال والإعلام ، وحتى التسلية وبلورة الذوق ، كما هو الحال عليه في الكاريكاتير الاجتماعي ، الذي يسعى إلى تصوير قضايا وتناقضات الواقع ، و يحرص على أن يعري عيوب المجتمع ، و غالبا ما تكون سخريته لاذعة وتهكمه شديد ، لكن تأثيره يبقى محدودا ، إذا ما قورن بالكاركاتير السياسي الأكثر شيوعًا وانتشارًا ، حيث أن مهمته تحريضية بحتة ، تسعى إلى نقد الواقع، و الحراك السياسي المحلي أو العالمي ، و هناك أيضا الكاريكاتير الرياضي ، الذي بدأ يحتل مكانة مهمة و مساحة واسعة في الصحافة الجزائرية ، و يعتبر في الأساس فرعًا من فروع الكاريكاتير الاجتماعي، فكل هذه الأنواع ، جعلت وظيفة و ملامح الكاريكاتير ، تتجلى بوضوح ، كفن قائم على النقد ، و هو ما جعله يلعب دورًا أساسيًّا في الدفاع عن حقوق الإنسان ، و القضايا العادلة ، و المطالب المشروعة ، و يغوص في أعماق المجتمع ، ليستلهم من يومياته ، و يظهر للجميع ، القدرة العجيبة لهذه الخطوط البسيطة ، في نقل المعنى والمضمون، و تحريك الضمائر و نشر الوعي بين الناس ، و التقيد بنقد منفتح و بناء و إيجابي ، يستند على الحكمة و العقل و يختزل كل الكلام ، و يدعو باحترافية إلى قراءة ما بين الخطوط ، في محاولة لفتح آفاق جديدة للمستقبل والواقع ، للتغيير أو لبناء أسس اجتماعية وإنسانية جديدة ، من شأنها إصلاح الواقع ، و المساهمة في استقامة سلوكيات المجتمع ، و تلاشي صوره المشينة ، عوض فتح المجال على مصراعيه للانحراف و الإساءة و التجريح ، و لا بأس إن تم تحريف ملامح الأشخاص و الأشياء ، لأن هذا الفن يقتضي ذلك ، و مبني على المبالغة في التصوير و الرسم ، حسب الكلمة الإيطالية ، التي اشتقت منها التسمية . طيب عراب.. عراب الكاريكاتير لا يمكننا أن نستعرض واقع هذا الفن في الصحافة الجزائرية ، دون الرجوع إلى الرواد ، ممن صنعوا الصورة من خلال المعلومة ، و ساهموا في تأسيسه منذ تأميم الصحف الجزائرية ، وخير نموذج يمكن أن نستحضره اليوم من باب الاعتراف و العرفان ، هو ابن "لا ريبوبليك" أو "الجمهورية" حاليا، الصادرة باللغة الفرنسية في السابق طيب عراب ، هذا الاسم الراسخ في ذاكرة الصحافة الجزائرية ، و جيل الستينيات و السبعينيات على حد سواء ، لا تزال رسوماته محفوظة في أرشيف جريدتنا ، كما في مجلة "أفرك أزي" أو "إفريقيا آسيا" التي عمل بها ، عندما انتقل للعيش بالعاصمة الفرنسية باريس ، بعدما ظل يتربع على عرش الرسم الكاريكاتيري في الصحافة الجزائرية ، طوال عقد من الزمن ، امتد من نهاية الستينيات إلى منتصف سبعينيات القرن الماضي ، بأسلوبه الساخر و الراقي ، البليغ و الغني عن أي تعليق ، كان عراب يرسم ما يعجز اللسان عن التعبير عنه ، حول فظاعة الحروب ، و ينتفض على الظلم و اللاعدل ، و يسخر بسلاسة و أحيانا بغضب شديد ، من بعض الظواهر الاجتماعية المتفشية بين الجزائريين ، كما سايرت رسوماته معظم الورشات الكبرى ، التي شهدتها الجزائر في تلك الفترة ، الصناعية منها و الثقافية ، عراب كان عميقا في طرحة للأفكار و في تناوله للقضايا الحساسة و الأحداث المهمة ، و كانت رسوماته تحمل أكثر من دلالة و رسالة في قالب ساخر، حتى يتسنى للقارئ فك شفراتها و فهم معانيها ، لقد استطاع هذا الفنان العصامي ، الذي تعلم من مدرسة الحياة ، و تخرج منها برتبة رائد الرسم الكاريكاتيري في الجزائر بلا منازع ، أن يؤسس قاعدة متينة لهذا الفن ببلادنا ، من خلال توقيعه لأكثر من 7000 رسم ، و يرفع التحدي أمام فنانين كبار ، من أمثال الكاتب كاتب ياسين ، و الفنان التشكيلي محمد إيسياخم ، خلال تعاونهما بجريدة " لا ريبوبليك" ، رائدة الصحف على المستوى الوطني و حتى الإفريقي آنذاك ، و المدرسة العريقة التي تخرج منها خيرة ما أنجبت الجزائر من أقلام ، و ما صنعت من أسماء في عالم الصحافة و الأدب ، فموهبته الخلاقة جعلته يتحول من "تليكسمان" إلى رسام محنك ، و فرضته فرضا على الساحة الإعلامية ، و فتحت له أبواب قاعة التحرير على مصراعيها ، ما كان هذا ليكون لولا المدير السابق ل " لا ريبوبليك" بشير رزوق ، الذي تفطن لموهبته ، و خصص له مساحة على صفحاتها ، ليصبح بذلك الأب الروحي للكاريكاتير، حتى بات يلقب ب "دوميي الجزائر" ، نسبة إلى الفنان و الرسام الكاريكاتيري الشهير ، الفرنسي "أونوري دوميي" ، كل هذا ينطبق تماما على زميله الفنان الكبير محمد حنكور خريج مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر و باريس ، الذي ساهم بدوره في ترسيخ هذا الفن في المشهد الإعلامي ، من خلال إسهاماته الكثيرة و المتميزة و الراقية ، عبر العديد من الصحف الوطنية ، لاسيما "لا ريبوبليك" ، التي عمل فيها إبان السبعينيات. "لو إيك".. الحرية و المسؤولية و بالمرور إلى مرحلة التعددية الحزبية و الإعلامية ، التي شهدتها الجزائر نهاية الثمانينيات و مطلع التسعينيات ، فان هذا الانفتاح شكل تحولا هاما و منعرجا حاسما في تاريخ الصحافة المكتوبة ببلادنا ، التي خرجت من جلباب القطاع العام ، لترتدي لباسها الخاص ، و قد أسفر ذلك عن ظهور العديد من العناوين ، التي تعدى عددها اليوم ال 170 صحيفة ، بعضها اليوم بات يحتل الصدارة ، و يحظى بمقروئية جد معتبرة ، بل و يشكل مرجعية في الاحترافية ، اكتسبت من ورائها شهرة كبيرة ، تعدت حدود الوطن ، باللغتين العربية و الفرنسية ، و مما لا شك فيه أن الكاريكاتير في الصحف الرائدة ، التي تصدر بالفرنسية ، يعكس بشكل جلي مدى أهمية هذا الفن في الصحافة الوطنية ، و المستوى العالي الذي بلغه ، من توقيع أسماء كبيرة و معروفة لها وزنها و ثقلها في المشهد الإعلامي ، بل أضحت رمزا للكاريكاتير الصحفي في الجزائر ، على غرار سليم بيومية "لوسوار دالجيري" و "ديلام" بجريدة "ليبارتي" ، الذي حال سفره دون أخذ رأيه في الموضوع ، و أيضا هشام بابا أحمد ، المشهور باسم "لو إيك" بيومية الوطن ، الذي صرح في هذا الشأن قائلا " إن المساحة التي يحتلها الرسام الصحفي ، هي فضاء للتعبير بكل حرية و دون أدنى قيود ، و هو أمر مهم و جد ضروري في العمل الصحفي ، لكنها في الوقت نفسه ، تحمله مسؤولية كبيرة حيال القارئ ، و تجعله شديد الحرص على طرح قضايا و أفكار جوهرية و جادة ، ليس أي شيء قابل للرسم ، فالكاريكاتير هو بمثابة افتتاحية موازية للكتابية ، باعتبار أنه يستقطب أعدادا هائلة من القراء ، على اختلاف اللغات التي يتقنونها و يتحدثون بها ، شخصيا ، أحظى بمتابعة كبيرة من قبل ، المعربين و المفرنسين و حتى الأنجلوفونيين ، و هنا يكمن الفارق بين الرسم و المقال الصحفيين" ، و بخصوص تعامله مع الظواهر السلبية و القضايا و الأحداث قال هشام "حقيقة نحن نرى الأشياء بمنظار مختلف و زاوية مغايرة تماما ، فمثلا أنا لا أنظر إلى الأشخاص بل إلى مناصبهم ، أعتقد أن الكاريكاتير يساهم ، بطريقة أو بأخرى ، في معالجة بعض السلوكيات غير المستقيمة و الظواهر السلبية ، و ربما يكون في بعض الأحيان سببا في حل مشاكلها ، بمعنى أن فكرة الرسم يكون لها صدى ، لدى الجهات المسؤولة ، بغض النظر عن الأثر و الانطباع ، الذي يتركه لدى القارئ ، و هذا ما ألمسه يوميا ، من خلال تعليقات القراء على "فايسبوك" ، و التي تتعدى ال 3000 تعليق كل يوم". "أيوب".. عين على العيوب إن هذا الفن لا يعدو أن يكون إلا عملا روتينيا بالنسبة للرسام الكبير أيوب ، الذي خاض فيه تجربة طويلة ، تمتد إلى نهاية سبعينيات القرن الماضي ، مكنته من صنع اسم مهم في الصحافة المكتوبة ، من خلال أسلوبه المتميز و بصمته الخاصة ، التي حرص على تطويرها عن طريق الممارسة ، خلال عمله بيومية "الخبر" في السابق ، و عناوين أخرى ، إلى أن استقربه الأمر في نهاية المطاف اليوم بجريدة "الشروق اليومي" ، يقول أيوب الذي تفنن في انتقاد العديد من الظواهر الاجتماعية ، " إن الكاريكاتير لا يعترف بالمجاملة ، كما أن الرسام اليوم بات يحظى بهامش كبير من الحرية ، للتعبير عما يريد ، قد تفوق بكثير ما هي عليه في أوروبا ، التي ساير فيها هذا الفن كل مراحل تطور الصحافة ، أما في الجزائر فهي متفاوتة من جريدة إلى أخرى و حسب الحصانة التي تتمتع بها ، لكنها في النهاية هي تعكس مستوى الصحيفة ، فنظرتنا الثاقبة كرسامين لكثير من الأمور و الأشياء ، تجعلنا نحرص على إظهار أو بالأحرى إبراز، الجوانب السلبية و الخفية و المسكوت عنها ، من خلال صورة مبسطة و محددة ، حتى تصل الفكرة للقارئ ، كل حسب قدراته الفنية ، و جرأته في معالجة الظواهر و الأحداث ، و تقديمها في قالب ساخر و بأسلوب لاذع ، مطعم بروح الفكاهة ، و هذا شرط أساسي لابد من توفره ، لأن الرسم الذي لا يضحك القارئ أو المتلقي ، لا يمكن أن نسميه كاريكاتير " ، و يضيف محدثنا في هذا السياق ، "على الرسام أن لا يتمرد على نفسه ، فبالنسبة لي هناك خطوط حمراء لا أتجاوزها احتراما للقارئ ، أقول هذا اليوم بعدما كنت متهورا في السابق ، خلال معايشتي و معالجتي لكل الأحداث التي شهدتها العشرية السوداء ، لكن لن أنكر بأن هذه الظروف الأمنية و الاجتماعية الصعبة ، و ما أفرزته من مشاكل ، منها البطالة و تسريح العمال ، خدمتني من الناحية الفنية رغم المجازفتي في طرحها ، يبقى أن أشير هنا ، أن فن الكاريكاتير في الجزائر ، قطع أشواطا كبيرا ، بالمقارنة إلى ما كان عليه في عهد الحزب الواحد ، و أحرز تقدما و تطورا إلى حد ما ، لكنه في الوقت نفسه ، لا يزال رهن المد و الجزر ، حسب الحالة و الوضع". أصداء من مواقع التواصل الاجتماعي لقد فرضت مواقع التواصل الاجتماعي ، حضورها في المشهد الإعلامي بشكل لافت ، و صار "فيسبوك" و "تويتر" و "أنستغرام" و غيرها من الشبكات ، جزءا من يوميات الناس ، و ضرورة ملحة في الحياة العادية و المهنية على حد سواء ، و هي وسائل لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال ، باعتبارها الطريق الأسهل بل و الأمثل ، لنشر الأخبار و الأحداث و تداول الصور و الفيديوهات بسرعة البرق ، و إجراء المحادثات الفورية و إنشاء المدونات ، التي باتت تصل إلى المتلقي في حينها و حال نشرها ، مهما كان موقعه الجغرافي على وجه الأرض ، من خلال صفحات هذه المواقع ، التي اختصرت كل المسافات ، و ألغت كل الحدود ، و جعلت العالم برمته على تواصل و تفاعل دائم ، حيث أصبح الجزائريين من الفاعلين الأساسيين في هذا الحراك ، الذي انصهروا فيه إلى أبعد الحدود ، و هو ما جعل الجزائر تحتل المركز الرابع عالميا ، في استعمال شبكات التواصل الاجتماعي ، بأكثر من أربعة ملايين مستخدم ، لاسيما على الفايسبوك ، حسب ما جاء في التقرير المنشور على الموقع الإلكتروني "سوشيال باكرز" ، المتخصص في رصد إحصائيات مواقع التواصل الاجتماعي ، الذي كشف عن استحواذ الشباب على حصة الأسد ، حيث باتت هذه الفئة الهامة من المجتمع ، تتفاعل اليوم مع كل الأحداث و الظواهر المتفشية ، و ملمة بكل ما يجري في الداخل و الخارج ، و تثور و تنتفض حيال كل ما يمس وطنها و كرامتها و عقيدتها ، من خلال ردود أفعال إيجابية تارة ، و سلبية تارة أخرى ، و بعيدا عن التعليقات و التغريدات الخارجة عن حدود اللباقة و الأدب ، يكفي أن نستحضر هنا كاريكاتير الرسام النمساوي ماريان كيمينساكي ، الذي نشره ساعات قبل لقاء منتخبنا الوطني بنظيره الألماني ، في مونديال البرازيل 2014 ، المتداول من قبل عدد كبير من نشطاء "الفايسبوك" و "تويتر" ، و الذي سخر فيه هذا الرسام من لاعبي فريقنا الوطني ، بسبب صيامهم شهر رمضان ، الذي تزامن مع خوضهم لهذه البطولة العالمية ، حيث أظهر الرسم لاعبينا و هم يلهثون وراء الكرة من شدة العطش ، في إشارة إلى عدم قدرتهم على تحمل أعباء المباراة بسبب الصيام ، أمام منافس قوي توج بكأس العالم في نهاية المطاف ، بعدما فاز بصعوبة كبيرة ، و بشق الأنفس أمام منتخبنا الوطني، في مقابلة تاريخية لا تزال عالقة في الأذهان ، انتهت بنتيجة هدفين مقابل واحد ، و كان هذا أحسن رد على الرسام الكاريكاتوري النمساوي ، الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي ، بسخريته المندفعة و أحكامه المسبقة ، التي أسقطت رسمه في الماء و تحلل حبره و تلاشت خطوطه ، قبل حتى الإعلان عن المرور إلى الوقت الإضافي ، إثر تعادل الفريقين في الوقت الرسمي للمباراة ، حيث أبان الشباب الجزائري ، تشجيعا قد يفوق كل الوصف ، و مساندة قوية ، و دعما معنويا كبيرا لفريقهم ، من خلال "الفيسبوك" و "تويتر". ومن المواقف التي تحسب للجزائريين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيضا ، ما حدث مطلع السنة الجارية ، جراء الرسومات التي نشرتها صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية ، و كيف أشعل الجزائريون مواقع التواصل الاجتماعي ، دفاعا عن خاتم الأنبياء و الرسل ، و تنديدا بتجاوز هذه الأسبوعية المصابة بالجنون ، لكل الخطوط الحمراء، و الأخلاقيات المهنية ، من أجل إنقاذ نفسها من الغرق و الإفلاس ، عن طريق استفزازات عقيمة ، لا تمت للاحترافية بصلة ، و لأنها تأبى العصيان ، أعادت هذه الصحيفة المتطرفة الكرة مع الطفل "إيلان" ، حيث نشرت رسومات تسخر فيها من موته ، و من لفظ أمواج البحر لجثثه الهامدة بسواحل تركيا ، و هي الصورة التي اهتز لها العالم و حركت الرأي العام ، و تعاطف معها الحكام و صناع القرار، غير أن أسبوعية "الشر" هذه ، وجدت في المأساة ، مادة دسمة للتعبير عن "هبلها" و انحرافها مرة أخرى ، و لو على حساب البراءة ، و هو ما أثار سخط رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، الجزائريين و العرب و حتى الأجانب ، الذين سارعوا إلى إشعال هذه المواقع ، بالتعليقات و التغريدات المعبرة ، عن استيائهم الكبير و غضبهم الشديد ، إزاء الرسومات الساخرة المنشورة ، لطفل أصبح اليوم رمزا للاجئين السوريين بأوروبا.