أعرب عدد من المستثمرين على مستوى ولاية معسكر ، عن تخوفهم و قلقهم من خوض تجربة الاستثمار في مجال الصناعة التحويلية الغذائية بسبب العراقيل البيروقراطية التي تعيق نشاطهم الفلاحي و الاستثماري ، و المتمثلة أساسا في طول انتظار رخص البناء للشروع في مشاريعهم ، و التي عادة ما تمنح لهم بعد اقتراب الآجال المحددة لانطلاق المشروع ، و منه يتم إلغاء المشروع و مقاضاة صاحبه في حال لم ينطلق في إنشاء الوحدة الصناعية و تجهيزها ، حيث أشار مستثمر من منطقة وهران قدم إلى منطقة القيطنة لإقامة وحدة لإنتاج الحليب و مشتقاته ، أنه بالرغم من أن مشروعه يفتح أفاقا واعدة لإنتاج الحليب و الألبان بالولاية ، و يوفر مناصب شغل لأبناء المنطقة النائية ، إلا أنه و على حد تعبيره تعرض لعدة مضايقات من طرف مصالح أملاك الدولة التي لم تمنحه عقد امتياز للوعاء العقاري الصناعي الذي حاز عليه منذ أكثر من 4 سنوات ، كما طرح مستثمر آخر صاحب مطحنة للحبوب ببلدية عين فكان ، مشكل تعرضه لتحديد الكمية المنتجة من الحبوب ، و تقليصها إلى 220 قنطار في اليوم بالرغم من أن طاقة المطحنة تجاوز إنتاج 900 طن في اليوم من الحبوب ، فيما طرح أحد المستثمرين في مجال تحويل اللحوم مشكل غياب الأمن في منطقة النشاط بالمحمدية ، هذا بالإضافة إلى جملة من مشاكل وعراقيل تعترض طريق الاستثمار بالمناطق الصناعية على مستوى بلدية معسكر و مناطق النشاطات الصناعية ببلديات أخرى بالولاية ، على غرار عدم توفر شبكات الصرف الصحي و شبكات الاتصالات و الضغط الكهربائي الكافي الذي تواجهه الانقطاع المتكررة للكهرباء في بعض المناطق الصناعية. ** 1782ملف استثمار مطروح للدراسة و حسب عدد من المستثمرين فإن معظم العراقيل والمشاكل تنحصر في غياب توجيه المستثمرين إلى توسيع استثماراتهم في مجال الصناعات التحويلية الغذائية ، حسبما يتماشى مع قدرات الولاية الفلاحية المتنوعة و حاجياتها لخلق الثروات تساهم في إنعاش الاقتصاد الوطني ، كإنشاء وحدات صناعية لتحويل البطاطس إلى رقائق الشيبس ، و إن كان الهدف من هذه الصناعات مرافقة الفلاحين و رفع الغبن عنهم في حال تكدس الإنتاج و انهيار أسعار البطاطا في بعض المواسم ، الذي جعل الفلاحين يتخلون عن زراعة البطاطا في معسكر و يتوجهون نحو زراعات أخرى مربحة و منتجة على غرار الجزر الذي يحول منتوجه إلى بعض المصانع التحويلية في شمال البلاد ، لإنتاج العصائر ، فضلا عن ذلك فإن غياب وسائل التخزين في المجال الفلاحي بمعسكر، جعل الراغبين في الاستثمار يتوجهون نحو إنشاء محلات للتخزين و مرافق للتبريد ، مع عزوف شديد للاستثمار في الصناعات التحويلية ،حسبما تؤكده مصالح الفلاحة بمعسكر و ومصالح مديرية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ، بصفتها الجهة المشرفة على الملف ، إذ تشير إحصائياتها إلى وجود 1782 ملف استثمار مطروح للدراسة منه ما تم قبوله بمعدل 243 ملف و 176 ملف مؤجل أو مرفوض ، و من بين العدد الضخم من ملفات الاستثمار المقبولة بولاية معسكر نجد 68 مشروع لم ينطلق فيه بعد و 94 مشروع أخر يراوح حدود 10 إلى 20 بالمئة منها 5 مشاريع استثمار في مجال الفلاحة ، في حين توجه الكثير من المستثمرين نحو قطاع الصناعات الخفيفة غير الغذائية حسب إحصائيات هذه المصالح بعدد 105 مشروع طور الانجاز *أكثر المشاريع في مجال تحويل البطاطس إلى" رقائق الشيبس " . كما بلغت نسبة الاستثمار في مجال الصناعة التحويلية الغذائية 8 بالمائة من مجموع المشاريع الاستثمارية بالولاية بمعدل 6 مشاريع للصناعات الغذائية في مقدمتها مصنع تكرير السكر ، و تليه الصناعات الخفيفة في مجال الألبان و مشتقاتها و أكثر المشاريع في مجال تحويل البطاطس إلى " رقائق الشيبس " ، إضافة إلى بعض النشاطات الخاصة بتحويل الزيتون التي تختص بها منطقة سيق.
من جهته سجل مكتب الشباك الوحيد اللامركزي للوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار بمعسكر " أندي" ، منذ إنشائه في سنة 2011 ، 494 مشروع استثمار منها 8 مشاريع في قطاع الزراعة ، و الأهم أن ما عدده 150 مشروع استثمار ألغي بسبب نقص التمويل على حد تصريحات رسمية لمدير الوكالة .