في إطار التفاعل الفني وضمان الاحتكاك والتبادل بين دول العالم في لغة الركح وإشارة الإبداع بشتّى أبعاده ، تفتح العاصمة السورية دمشق أحضانها لاستقبال عرس للفنون الدرامية يتمثل في مهرجان دمشق المسرحي في دورته ال 15 بعد قطيعة دامت أكثر من 15 سنة ، تجدر الإشارة إلى أن مهرجان دمشق المسرحي كان ميلاده منذ سنة 1969 على يد المسرحي المعروف " سعد الله ونوس" . لتبدأ فيما بعد دوراته المتقاطعة مع قرطاج ومرة أخرى بدمشق ، لتحصل القطيعة النهائية عام 1990 ، إلا أنه وبفضل جهود بعض المهتمين والضالعين في الميدان الفني تمّ إقرار إضاءة شمعته من جديد ليكون محورا للتواصل والعطاء مع الضفاف الأخرى وذلك سنة 2006 ، لتكون هته الدورة ال 15 انطلاقة فعلية لمدّ مسرحي وعطاء لا نظير له بحكم كثافة المشاركة وكمّ العروض المسرحية وتنوعها . كما أنه سيكرم المهرجان في هذه الدورة نحو 20 شخصية مسرحية في حفلي الافتتاح والاختتام من بينهم تكريم المدير العام للمسرح الوطني " محيي الدين بشطارزي" السيد " أمحمد بن قطاف" لتكون دلالة على مدى الانتماء والتواصل الحضاري بين الأشقاء العرب ، ورسالة واضحة نحو عطاء مستقبلي واعد. والعروض المسرحية بشكل عام موزعة على خشبة مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون ، وخشبة مسرح القاعة المتعددة الاستعمالات ، بالإضافة إلى خشبة مسرح الدراما ، خشبة مسرح المجمع الثقافي ، خشبة مسرح القباني ، ومسرح الحمراء بدمشق . وأهم الدول المشاركة في العرس المسرحي الدمشقي في دورته ال 15 نجد تونس ، قطر ، الأردن ، المغرب ، لبنان ، المملكة المتحدة ، السعودية ، الكويت ، السويد ، ليبيا ، الأردن ، السودان ، سوريا ، العراق ، فلسطين ، والجزائر التي تشارك في المهرجان بعرض " شظايا " للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس اليوم الأربعاء الفاتح من ديسمبر وذلك على ركح مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون . تجدر الإشارة إلى أن عرض " شظايا" مستوحى من نصوص الأب الروحي للمسرح الجزائري كاتب ياسين والعمل المسرحي من إخراج السيد أحسن عسوس بمشاركة فاعلة لنخبة من الممثلين الشباب مع تقنية "مرآة السقف" في السينوغرافيا ذات اللمسة الإبداعية لعبد الرحمان زعبوبي ، العرض الذي يعد تصويرا حيّا وواقعيا لحمّى الصراع الأبدي بين قوى الشر والخير في لمسة تراجيدية بغية الظفر بحرية وشغف العيش الرّغيد لدحض سياسة حياة مضطهدة تطغى فيها الأحلام الوردية للنيل من أمّة ستظل شامخة رغم كلّ التصدّعات . أين كانت " نجمة" الأم ، الوطن ، الأرض الطيبة المزكّاة بدماء الشهداء الذين استماتوا لينعم أبناءهم وذويهم بنعمة الاستقرار والحرية المطلقة ، إن " شظايا" تعدّ رسالة واضحة لدحض الطغيان بشتى أشكاله ، أين يجسّد كل ذلك بطريقة فنية تعبيرية راقية وعليه ، تبقى المهرجانات بمختلف أشكالها وتعدّد أبعادها وانتماءاتها شكلا من أشكال التعبير الحرّ والسّعي وراء إقرار رسالة السلام الإنساني بشكل ركحي محض مع العمل الجاد للتركيز على مسرح الشباب الذي يعد أساسا في العمل الدرامي .