كانت الضربة التي تلقاها التنظيم الارهابي الذي نفذ العملية الدموية يوم 7 مارس الأخير في الجنوب الشرقي لتونس درسا التحم فيسه التونسيون مع جيشهم من أجل تجنيب البلاد عدد معتبر من الضحايا و الخسائر المادية التي كانت ستلحق بالاقتصاد ، و اعتبر الرأي العام الدولي ردة الفعل التي تحلت بها القوات التونسية العامل الأول الذي جنب البلاد ما لا يحمد عقباه رغم أن الارهابيين كانوا يخططون لهذا الهجوم منذ سنتين بدليل المخابئ الضخمة للأسلحة التي وجدت بذات المنطقة غير البعيدة عن ليبيا حيث يستقر التنظيم المتطرف المسمى دولة الخلافة . العملية الإرهابية التي وقعت في بن قردان جنوب البلاد ، هي ردّ فعل على العملية العسكرية الأمريكية التي جرى تنفيذُها عبر الطائرات الحربية في مدينة صبراتة الليبية ، القريبة من الحدود التونسية ، الجماعات الناشطة على الحدود أرادت الوصول إلى تونس، لاستهدافها. التحوّلٌ في العمل الإرهابي نابع من أنّ المنطقة كلها في حربٍ ضده ، وما ساعد الإرهابيين على تنفيذ علمية بن غردان ، وعمليات أخرى في ليبيا خاصة ، هي امتلاكها السلاح والمعدات المتطورة . و أمام هذا الوضع الذي بات يتكرر فأن تونس و على لسان مسئوليها ترى من الضروري زيادة التنسيق الاستخباراتي مع الدول الصديقة خاصة الجزائر ، وأن تتطابق المواقف الشعبية والرسمية والحزبية ، في حرب المنطقة المغاربية ضد الإرهاب الذي تطور و نقل " معداته " البشرية من سوريا و العراق وارتكازه في ليبيا ، التي بها عدة مدن خارج السيطرة ، وساعده في هذا عدم قدرة السلطات الأمنية على مواجهتهم ، وتوفّر السلاح المتطور. ويعتبر الهجوم على بن قردان ليس العملية الأولى التي تقوم الجماعات الارهابية في تونس. فقد وجهت لها اتهامات رسمية بالتخطيط وتنفيذ عدة عمليات ، أهمها عمليتا سوسة ومتحف باردو. هذه العملية استنكرتها كل الدول و منها الجزائر التي تراهن على أن مكافحة الارهاب مسألة الجميع .