لا يختلف اثنان حول تطور الجريمة في المجتمع الجزائري التي بدأت تأخذ أبعادا خطيرة استدعت مواكبة الأجهزة الأمنية لأساليب المجرمين لدحض تحركاتهم والحفاظ على أمن العباد والبلاد .. و تعد الجريمة الإلكترونية نتاج تطور ظاهرة الإجرام بالجزائر حتى وإن لم تصل بعد إلى درجة ما تشهده الدول المتقدمة من تسارع لا من حيث نوع القضايا ولا عددها ومع التقدم التكنولوجي بالجزائر لا سيما في مجال الاتصالات و الإنترنيت بجيلها الثالث الذي سهل المرور إلى المواقع المحظورة و الخطيرة مباشرة من الهاتف الذكي الذي أضحى في متناول الجميع نظرا لسعره الجد معقول ناهيك عن العروض التي يمنحها متعاملو الهاتف النقال لزبائن إلى درجة يمكنك رصيد 100 دج فقط من ولوج العالم الافتراضي واستخدام التطبيقات و مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر شيوعا للإبحار في عالم مجهول قد يأخذك إلى مصير لا يحمد عقباه بكبسة زر . و يفضل الكثيرون استخدام الهواتف الذكية و الحواسيب واللوحات قصد التوغل في عالمهم الافتراضي و حتى تنفيذ جرائمهم المختلفة كالتشهير بأعراض الأشخاص من خلال نشر الصور والفيديوهات المخلة بالحياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "الفايس بوك" و "يوتوب" قصد الانتقام أو الابتزاز ناهيك عن المضايقات و المحاولات المتكررة لإصطياد ضحاياهم من أجل الجنس أو السرقة و حتى استمالتهم للنظام إلى جماعات إرهابية متشددة من خلال المواقع التكفيرية التي تركز عليها الجماعات المتطرفة و التي أضحت الشغل الشاغل لكل الحكومات خاصة عقب تفجيرات باريس و بروكسل . مقاهي الإنترنيت هي الأخرى قد تكون ملاذ الكثير من هؤلاء المنحرفين أو حتى أشخاص عاديين يدفعهم الفضول في أول وهلة إلى زيارة هذه المواقع التكفيرية وحتى تصفح المواقع الإباحية أو محاولة الابتزاز وسرعان ما يجرهم الفضول إلى الإدمان عليها و بالتالي احترافها و هذا كله في غياب الرقابة على مثل هذه المواقع والتي تبدأ من أصحاب هذه الفضاءات الذين عزف الكثير منهم على تجاهل ما يتصفحه زبائنهم من المواقع لاسيما مواقع الإباحية بعدما جعلت معاملته الصارمة لهم في أول وهلة والرافضة لمثل هذه التصرفات التي كثيرا ما تكون من قبل مراهقين من الجنسين إلى عدم التردد على محلاتهم وبالتالي فقدان شريحة كبيرة من أبرز الزبائن مما يعني الإفلاس المحتوم كما حصل لعدد من مقاهي الإنترنيت بوهران . والأكيد أن هذه الفئة من الأشخاص تفضل مقاهي الإنترنيت هروبا من مراقبة الأولياء لهم سواء كان ذلك من خلال المتابعة المستمرة لما يتصفحون أو استعمال نظام الحماية الذي تمنحه اتصالات الجزائر بالمجان . علما أن المراقبة على مستوى فضاءات النت سهلة للغاية و لا تتطلب الكثير فمجرد ميزة ' – جمعها مزايا - بسيطة يمنحه بالمجان نظام تسيير أجهزة الحواسيب المتواجدة بالمقهى حيث تظهر على شاشة حاسوب المسيّر رأي أرنب بالأحمر فوق كل حاسوب الزبون بمجرد دخول موقع محظور .. لكن هيهات الكثير من أصحاب الفضاءات الإنترنيت يرفضون المراقبة بنية ربح المال لا أكثر ولا اقل بالرغم من أن تبريراتهم تصب في مجملها في حرية الزبون هذا من جهة ناهيك عن وجود مراهقين وقصر لا تراوح أعمارهم 18 سنة هم من يتكفلون بتسيير المقاهي و الفضاءات خاصة في الفترة المسائية من جهة جهة لاسما خلال هذه الفترة من العطل المدرسية.