* نسبة نجاح الموسم لا تتعدى 20في المائة و أمطار شهري فبراير ومارس تفيد الأشجار المثمرة حسب المختصين عرفت منطقة سيدي بلعباس مثل عديد مناطق الوطن خلال شهري فبراير ومارس تساقطات مطرية هامة تعدت المعدل الشهري فأنعشت شيئا امال الفلاحين وبددت اليأس الذي استحوذ عليهم بعد شح طال أمده واستبشروا بها خيرا لما لها من منافع كثيرة . لكن هل هذه الكمية المعتبرة من الأمطار التي ساهمت في امتلاء السدود والوديان وارتفاع منسوب المياه الجوفية كافية لأن تضمن موسما فلاحيا ناجحا ؟ هذا السؤال طرحناه على مختصين ومزارعين فتلقينا أجوبة تكاد تكون متطابقة . فالباحث المتمرس بالمعهد الوطني للحقول الزراعية ميمون حمو كان جوابه بأن الأمطارفي هذا الموسم الفلاحي تأخرت كثيرا عن موعدها وتهاطلها في المدة الأخيرة جعل الحقول تنتعش والانتعاش كان أكبربالنسبة لتلك التي استفادت من الري التكميلي ومع الأسف نجد مساحتها ضئيلة مقارنة بالمساحة الاجمالية التي تم بذرها قمحا وشعيرا يضاف اليها حقول أخرى مثل ما يعرف بأراضي البور اعتمد فيها أصحابها مسارا تقنيا جيدا كالحفر المعمق واستعمال الأسمدة أما معظم الحقول ورغم الانتعاش فنمو النباتات بها مازال متأخرا وهي الان في مرحلة الانشطاء (le tallage ) وفي حال ارتفاع درجة الحرارة في الأيام المقبلة فان ذلك سيؤدي الى تبخر الأرض ويكون النمو سريعا مما لا يتيح للنبتة في أن يزيد طول ساقها وهكذا يبقى ساقها قصيرا ولا يمكن قصها وبالتالي لا تصلح الا أن تستعمل ككلا وعلف للدواب . ويضيف الباحث ميمون قائلا أتوقع نسبة نجاح لاتتعدى 20في المائة حتى ولو استمر تهاطل الأمطار في الأسابيع القادم وتشمل بالخصوص الحقول التي استخدم فيها المزارعون طريقة الري التكميلي . وبالنسبة لباقي النباتات فأؤكد بأن هذا الغيث يعود بالنفع على حقول الخضروات و البقول الجافة خاصة الحمص والعدس وكذا الأشجار المثمرة وأقدر نسبة النجاح هنا ب 60في المائة ناصحا المزارعين أصحاب أراضي البور بعدم تقليب التربة في هذه الفترة التي تسودها الحرارة لأن ذلك سيتسبب في تبخر التربة . *فلاح منذ60 عاما يندهش من هذه الحالة الفريدة أما نعيمي الطاهر الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين الذي يبدو متشائما بخصوص نتائج هذا هذا الموسم الزراعي فيرى ىأن نسبة النجاح لن تتجاوز 10 في المائة في أحسن الأحوال رغم التساقطات المطرية الأخيرة مشيرا الى أن الحرارة لها تأثير سلبي كبير على النباتات ويستثني هنا نباتات الخضر والأشجار المثمرة وبساتين البطيخ بنوعيه التي سيكون مردودها لابأس به.فيما يذهب قدور قناديل تقني سام في الفلاحة ورئيس بلدية سهالة الى القول بأن النباتات نمت نموا محدودا وأفرزت النبتة في بعض الحقول سنبلة واحدة عوض 7سنبلات وفي حقول أخرى لم تظهر هذه السنبلة على الاطلاق لافتا نظرنا الى أنه يقف مندهشا على مثل هذه الحالة لأول مرة في مساره المهني وفي حياته كلها ويضيف حتى لو تهاطلت الأمطار في الأيام القادمة بغزارة فلن تفيد حقول القمح والشعيرفي شييء لأن عامل الوقت في الفلاحة مهم جدا باستثناء الأشجار المثمرة والبقول والخضر التي يتوقع نموها ونضجها بشكل طبيعي في أماكن كثيرة. بوسهلة مصطفى فلاح حيوي ونشيط بمنطقة السهالة مختص في الأشجار المثمرة سيما التفاح والخوخ وحتى العنب أكد من جهته أن الموسم الفلاحي الحالي لن يعدو أن يكون فاشلا والسبب واضح للعيان لأن الأمطار تأخرت عن موعد سقوطها المفيد لمساحات الحبوب بكل أنواعها أما الأشجار المثمرة وبساتين البطيخ بنوعيه التي تشتهر بها مناطق تسالة والسهالة وعين التريد فسيكون منتوجها لا بأس به لأن الغيث نزل في الوقت الملائم لمثل هذه النباتات. هذا ومن خلال تجوالنا عبر أنحاء الولاية استرعى انتباهنا اكتساء الأرض في أماكن عدة بحلة خضراء تسر الناضرين وأضحى الجو مناسبا للعائلات للخروج الى الريف والى الغابات للتنزه والاستمتاع بالمناظر الطبيعة غير أن هذه المناظر لن تحجب عنا فشل الموسم الفلاحي بنسبة عالية لكون أن شهور نوفمبر وديسمبر وجانفي غابت فيها الأمطار وبالتالي ستكون النتيجة غير سارة كما يتوقعه المختصون والمزارعون .