اعتبر كدار علي مدير المصالح الفلاحية لسيدي بلعباس كمية الأمطار التي تهاطلت في اليومين الأخيرين على مختلف مناطق الولاية منقذة للموسم الفلاحي في جوانب عدة في حال استمرار نزول الغيث بكيفية منتظمة في شهري مارس وأفريل .وعلى كل -يضيف – فان ال 30ملم المتساقطة في هذه المدة أعادت الأمل إلى نفوس المزارعين وانتعشت الأجواء بفضلها.فهي نافعة لنمو نباتات حقول الحبوب التي كادت تذبل بسبب شح الأمطار وفيها مواقع بهذه المساحات جفت وفسدت بذورها كما حصل ببعض مناطق جنوب الولاية و هي أيضا مفيدة في ارتفاع منسوب المياه الجوفية و امتلاء السدود والوديان والآبار وقد جاءت في الوقت المناسب لتتفتح بفعلها براعم أشجار الفواكه كما أنها ستساهم في توفير الكلأ والعشب كغذاء مهم لعديد الدواب خاصة الأبقار والأغنام لافتا الانتباه إلى صعوبة معرفة نسبة محصول الحبوب الذي يمكن جنيه في الصائفة القادمة ويتوجب الانتظار إلى غاية نهاية أفريل لتحديد ذلك . مؤكدا حرصه الشديد على توسيع السقي التكميلي تدريجيا عبر تراب الولاية من خلال توعية الفلاحين و دفعهم لاعتماد الرش المحوري كوسيلة مكملة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه كلما كان هناك نقص في الأمطار . وفي هذا الإطار قامت تعاونيات الحبوب الأربع ولأول مرة بتوزيع 144 آلة رش حيث مكنت العملية هذه من سقي 2000 هكتار من المساحات الزراعية ولو أنها ضئيلة جدا مقارنة بالمساحة الإجمالية التي تم بذرها والمقدرة ب 176300هكتارا . والشيء اللافت أن المواطنين وبخاصة الفلاحين ابتهجوا كثيرا لهذه التساقطات المطرية بعدما استبد بهم اليأس لأسابيع عديدة. هذا وكانت مديرية المصالح الفلاحية عند بداية الموسم الفلاحي الحالي أعدت العدة بمعية الهيئات المعنية كتعاونيات الحبوب وغرفة الفلاحة واتحاد الفلاحين ووفرت كافة الوسائل والإمكانيات ...لأجل أن تمر حملة الحرث و البذر في ظروف جيدة ومما زاد في نجاحها إقدام المزارعون على حرث وبذر أراضيهم بحزم وعزم وحماس كبير حفزهم على ذلك المردود الذي حصلوا عليه في الأعوام الثلاثة الأخيرة. الطاهر نعيمي الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين من جهته لم يبد تفاؤله بخصوص نجاح الموسم الفلاحي الحالي للحبوب والمبرر الذي يستند إليه أن الأمطار تأخرت كثيرا في السقوط كما يبرزها الواقع ما أثر سلبا على البذور القابعة في عمق التربة حيث فسدت مكوناتها ولم تعد غالبيتها صالحة للنمو متوقعا نسبة نجاح لا تتجاوز 10في المائة أملا في أن تلتفت الوزارة الوصية إلى المتضررين فتعوضهم عن الخسارة.. أما الحاج عباس عمراني فلاح من منطقة السهالة ورث المهنة كابرا عن كابر فقد أوضح للجمهورية بأن بذور الحبوب التي نمت وظهرت أوراقها بمناطق السهالة وتسالة وعين التريد المعروفة بخصوبة تربتها وقد قدر نسبتها ب 40 في المائة سيكتمل نموها وتنضج في حال تواصل نزول الغيث في مارس وأفريل وتعطي مردودا لا بأس به بينما تلك التي لا زالت في داخل التربة فمن الصعوبة بمكان الحكم على نجاحها. مهداوي فلاح آخر ينشط بنواحي تيلموني يؤكد أن هذه الكمية من الأمطار مفيدة فقط لمساحات الحبوب التي تم بذرها في جانفي أما الأراضي التي تم بذرها في أكتوبر ونوفمبر وحتى ديسمبر فلن يفيدها المطر في شيء لكون أن البذور المردومة في عمق التراب أتلفت ولم تعد صالحة. فيما يرى حمو ميمون وهو باحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي الكائن بلمطار أن تأخر تساقط المطر جعل الكثير من البذور المردومة في التربة تفقد خصائصها وتكون عرضة للتلف لعدم قدرتها على مقاومة الرطوبة الشديدة باستثناء بعض الأماكن التي احترم فيها المزارعون المسارالتقني وقاموا بالحرث الميكانيكي المعمق ضف إلى ذلك وجود فلاحين قلائل اعتمدوا السقي التكميلي إذ في إمكانهم ضمان منتوج لا بأس به مشيرا إلى أن عددا من المزارعين ممن فقدوا الأمل نهائيا يتأهبون الآن لتحويل أراضيهم المزروعة حبوبا إلى بساتين للبطيخ والدلاع علهم يظفرون بمنتوج وفير ويعوضوا الخسارة التي لحقت بهم. الجدير بالذكر أن مديرية المصالح الفلاحية لسيدي بلعباس سجلت في الموسم الفلاحي محصولا زراعيا قارب(2) مليوني قنطار من الحبوب نجد نحو (1)مليون قنطار ذهبت إلى مخازن تعاونيات الحليب.