التعاون بين المختصين لتحديد الأطر الدينية في العلوم والتكنولوجيات دعا المشاركون في اليوم الدراسي حول أثر المقاصد في محاكمة نوازل القرن 21 المنظم من قبل مخبر الدراسات القرآنية والمقاصدية بكلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية جامعة وهران 1، إلى ضرورة تعاون أهل الشريعة مع أصحاب الميدان العلمي، لتحديد الأطر الدينية التي تسمح بمباشرة مختلف العلوم والتكنولوجيات التي يحتاجها الفرد المسلم في حياته اليومية، وشدد المتدخلون في هذا اللقاء العلمي الذي شارك فيه العديد من أساتذة الشعرية الإسلامية وخبراء في مجال التكنولوجيا، الإعلام والاتصال والطب، إلى ضرورة تبيان جميع جوانب هذه النوازل التي يشهدها القرن ال21، حيث تم تبيان الحالات التي وصلها إليها العلم ومدى تعارضه أو توافقه مع الشريعة الإسلامية، وبالمناسبة فقد أكد الدكتور الأخضر الأخضري، ل"الجمهورية "، على هامش فعاليات اليوم الدراسي، أن الملتقى فرصة للموازنة بين علوم الشريعة الإسلامية وبين النوازل العلمية المعاصرة، "حتى ندفع الكثير من التصورات السلبية عن الشريعة، المحصورة فقط في العبادات، الوضوء، الصلاة والزكاة فقط" ومن ثمة نبين أنها (الشريعة) قادرة أن تدخل من كل باب، من أبواب هذه الدنيا... طبعا فيه قسم يتعلق بالجانب العبادي، حتى لا يبتعد العبد عن ربه سبحانه وتعالى، لكن الأصل في الشريعة الإسلامية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "الدين المعاملة"، وعليه نقوم بإنزال ديننا الحنيف منزلته الشاملة الكاملة، كي نجيب عن الإشكالات العلمية المعاصرة، ويكون مرافقا للفرد والمجتمع، مشددا في تصريحه لنا على أن الأساتذة المشاركون حاولوا من خلال الملتقى إبراز هذا المقصد لاسيما وأنه تبين بعد استشارة أهل العلم في التخصصات الكثيرة التكنولوجيا، الإعلام والاتصال وغيره أن هناك إشكالات كثيرة وتساؤلات بحاجة إلى إجابات شرعية، مشيرا إلى أن الجلسة الأولى التي يشرف على تنظيمها مخبر الدراسات القرآنية والمقاصدية، جاءت لتحديد كيفية محاكمة هذه النوازل، بعد تصويرها من لدن أهل التخصص العلمي، وقد التمس أساتذة الشريعة من العلماء المختصين في البيولوجيا، التكنولوجيا، الإعلام والاتصال والطب...إلخ المشاركة في الملتقى حتى يقدمون للطلبة رؤية كاملة عن النوازل ويبين أهل الشريعة ما هي الإجابات التي نحاكم بها هذه النوازل وندفع بطلبة الماستر والدكتوراه أن تكون بحوثهم في المستقبل، في هذا المجال الخصب والمتطور. من جانبه أكد الدكتور بكي عبد القادر، أن اليوم الدراسي حول "أثر المقاصد في محاكمة نوازل القرن ال21" مهم جدا في هذا الزمن الذي يشهد ثورة تكنولوجية كبيرة، وأضاف في تصريح ل"الجمهورية" أننا اليوم بتنا نتناول أشياء لا نعرف مصادرها، لاسيما وأن الكثير من الأشياء المحرمة التي ينفر منها المسلم أصبحت موجودة في العديد من المواد الاستهلاكية كجلود الخنازير، التي تستعمل في المنظفات والمواد الغذائية على غرار الصابون الذي يستعمله المسلم يوميا باعتبار أن يدخل في باب الطهارة من النجاسة، إلا أن الكثير من هذه المواد مصنوعة من مكونات محرمة شرعا، ومن ثمة فإن الملتقى هو فرصة للحد من هذه الأشياء التي تخالف ديننا الحنيف، عدا إذا تطورنا وأوجدنا بديلا آخر لهذه الأمور التي نجلبها من الخارج، ولهذا يقول الدكتور بكي "يجب استشارة المشرع الديني لتبيان جميع حيثيات المسألة، فمثلا في حالة المنظفات التي تستعمل فيها مختلف المواد المحرمة، يمكن الاستغناء عنها أو لم لا استعمال مستخلصات مستخرجة من النبات ...إلخ.