رحلت إذنْ ... دونما أن تودعنا يا صديقي بدون حقائب سرت إلى جهة المستحيلْ و أنت الذي عودتنا يداه كتابة كل كلام جميلْ و أنت الذي علمتنا شفاهه كيف يقبل فينا القتيل القتيلْ رحلت إذن... مثلما كنت دوما تشاء حكيما بحلم الصبا و صبيا يعاند وحده هذا الزمان الرديء البخيلْ قرأت من الشعر يا صاحبي في الأمسيات البعيدة ما سوف يكفي لنحيا طفولتنا في الأعالي هنالك حيث القصائد و الأغنيات تداوي جراح الفؤاد العليلْ حملت بقلبك يا شاهق الحرف قدسك ضوءاً ومن رئتيك تنفست دوما هواء الخليلْ و خبأت في مقلتيك طيورا تهاجر من بحر وهران حتى تقبل عند المسا بالنيابة عنا تراب الجليلْ هي الأرض أرضك..و الأرض عرضك.. و الأرض رفضك..و الأرض حبك .. و الأرض بغضك..و الأرض نبضك و الأرض موعدك المشتهى بالسماء يراوده الآن خطوك , من بدء منفاك حتى نهاية هذا الطريق الطويل الطويلْ رحلت إذن... واثقا من حضورك فينا غيابا و أخلفت وعدا قطعته لي أنني سأرى و جه أمك دون مساحيق بين المرايا فهل يا ترى قدر الشعراء الرحيلْ وها وجه أمك هذا المساء يشع كدمعة عاشقة فوق خد الأصيل لماذا تكابر يا صاحبي أنت أبهى و نص قصيدك أشهى فعد من هناك لكي يستعيد الحمام الهديلْ و عد من هناك فلا شيء حقا هناك سوى ما هنا و عد من هناك لتقرأ ما قد تيسر من دون فلسفة جرحك العربي فما كنت تقرأ إلا القليل القليل رحلت إذن... أنا لا أصدق أنك يا صاحبي قد رحلت أراك وراء الظلال هنا و خلف الكراسي أراك ، تلوح لي... للتي صيرتها أناملك الوطن المشتهى للذي قال عنك بأن وجودك فينا انتهى للذين هنا يسألون ترى كيف تمضي الخيول و يبقى الصهيلْ.