الإتحاد الوطني للناقلين يَعِيب غياب مخطط السير إلى يومنا هذا. يشكل الاختناق المروري المسجل على مستوى مدينة وهران شلل كلي في حركة السير و فوضى عارمة وصل صداها إلى الولايات الأخرى التي أصبح سكانها يتجنبون الدخول إلى مدينة وهران بسبب الازدحام حيث تستغرق المركبة للتنقل من وسط المدينة إلى شرقها 40 دقيقة على الأقل و يزيد الوضع سوء في فصل الصيف الذي يتضاعف فيه عدد المركبات بحظيرة الولاية ليصل إلى أكثر من 600 ألف سيارة و ترتفع بالموازاة الكثافة السكانية و تختلط الأمور في شبكة الطرقات العتيقة التي لم تعد تخدم التطورات الحاصلة كما أن الحديث عن التحضيرات لموسم الاصطياف كانت بعيدة كل البعد عن جزء أساسي في التحضير و هو تنظيم حركة النقل و وضع مخططا استثنائيا على الأقل خلال الموسم حتى تظهر الباهية بالصورة اللائقة أمام ضيوفها. و تنطوي الفوضى الحاصلة تحت سبب رئيسي يخص مخطط النقل الذي لم يعد يتماشى و كل تلك المستجدات في خارطة المرور و في هذا الصدد ذكر السيد الشيخ عمر نور الدين الأمين الولائي للاتحاد الوطني للناقلين الجزائريين أنه لا يوجد أي مخطط للنقل حاليا بوهران حيث يسير النقل بشكل عشوائي في الوقت الذي اختفت فيه معالم المخطط القديم بعدما تغيرت خارطة مسالك المرور بالمدينة و كانت تستوجب منذ البداية حركة تغيير و تجديد و انجاز مخطط نقل يتماشى و التطورات المستحدثة في الميدان بداية من مشروع الترام الذي غير تماما بعض المسالك و ألغى أخرى إلى التوسع العمراني و الكثافة السكانية زيادة على نقص المرائب، مضيفا أن الازدحام المروري الحاصل في وهران لا ينتهي إلا إذا اتخذت الإجراءات التنظيمية اللازمة و إن كانت متأخرة جدا إلا أن من شانها أن تعيد ماء وجه هذه المدينة السياحية و تصلح ما أفسده غياب الإدارة و لجان النقل على مستوى الولاية و البلديات. و تثير حالة الاختناق بمختلف أحياء و شوارع المدينة من غربها إلى وسطها و شرقها استنكار المواطنين من راجلين و أصحاب مركبات منددين بالوضع الذي بات يسيء إلى وهرانالمدينة الجميلة و المضيافة التي يقصدها البعيد و القريب من أجل الاستمتاع بشواطئها و طبيعتها ليجد نفسه مضطرا للسير في حركة شبه مشلولة و يستغرق للتنقل من وسط المدينة إلى الكورنيش ساعات طويلة بسبب انسداد أغلب الممرات و المنافذ و تحويل أغلب محطات التوقف فضلا على التوقفات العشوائية للسيارات و مشهد الاحتباس المروري المتكرر و الذي جاء كواقع مفروض أمام غياب تدخل مديرية و لجان النقل على مستوى الولاية و البلدية و التي تتغاضى تماما عن جملة النقائص المسجلة التي قادت النقل إلى حالة يرثى لها. هذا و قد قدم الاتحاد الوطني للناقلين بوهران مجموعة من الاقتراحات من شانها المساهمة في تنظيم حركة المرور و لكن تتطلب تكاثف الجهود و تواصل جميع الجهات بما فيها مديرية النقل و لجنتي النقل و المرور على مستوى البلدية و المجلس الشعبي الولائي التي يبقى مكانها شاغرا في الميدان تاركة الفجوة التي لا يمكن سدها إلا بتدخل اللجنتين في مهمة تطبيق مخطط جديد و متطور للنقل، و من هذه الاقتراحات تكلم السيد الشيخ عمر عن تخصيص حظيرة بطوابق تخصص للمركبات الوافدة إلى وهران و تنجز خارج المدينة و الاعتماد على مواصلة المسار إلى وسطها عبر وسائل النقل المتاحة، هذا إلى جانب اقتراح آخر يتعلق بتخصيص المسار الرابط بين ثانوية العقيد لطفي و ساحة ختق النطاح فقط لحافلات النقل الحضري، إلى جانب تحديد وقت معين يفرض على أصحاب المحلات استلام أو نقل بضاعتهم في موعد واحد، كل هذه النقاط و أخرى جاءت بعد دراسة معمقة بادر فيها الاتحاد و تم اقتراحها على اللجان المعنية و لكن لم تلق أي صدى أو تفاعل و تبقى بذلك كل المشاريع المنظمة للنقل حبيسة الإدراج إلى إشعار لاحق... و ستبقى بذلك وهران تختنق وسط فوضى النقل أيضا إلى إشعار لاحق