من كرم الله علينا أنّه أنعم علينا بنعم كثيرة، من أجلّ هذه النعم التي لا يستطيع الإنسان الإستغناء عنها نعمة الماء، فبالماء يحيى كلّ شيء على هذه الحياة، لكنّ الله عزّ وجلّ خصّ نعمته هذه وإعجازه بماء خاصّ، يأتيه كلّ المسلمين لعلمهم بإعجاز الله سبحانه وتعالى في هذا الماء المخصّص، ألا وهو "ماء زمزم". ماء زمزم هو نفسه الماء الذي يأتينا من بئر زمزم، وهذه البئر توجد في الحرم المكيّ في مكة المكرّمة بالسعوديّة، وهذه الماء هي ماء مقدّسة عند المسلمين، وقد خصّها الله تعالى بمزايا إعجازيّة، حيث إنّ بئر زمزم هو البئر الذي فجرّه الله سبحانه وتعالى لسيدنا إسماعيل وأمّه هاجر، وذلك عندما تركهما سيدنا إبراهيم في منطقة الكعبة لوحدهما، وقد تفجرّت عيون الماء هذا ليسقيهما الله من عنده، وبئر زمزم يعتبر أحد أهم العناصر الموجودة في الحرم المكيّ، وهي أشهر بئر على سطح الكرة الأرضيّة، حيث لها مكانتها الروحيّة للمسلمين و إرتباطهم بهذا المكان خاصّة لدى الحجّاج والمعتمرين. روي عن رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله "صلّى الله عليه وسلّم" "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام الطعم، وشفاء السقم، وشر ّماء على وجهه الأرض بوادي برهوت". خصائصه العلمية تحتوي مياه زمزم على نسبة عالية من الكالسيوم، والمغنيسيوم، والصوديوم، كما أنها لا تزال محتفظة بعناصرها الغنيّة بالأملاح والمعادن، تحتوي مياه زمزم على نسبة قليلة من الزرنيخ، والرصاص، والكادميوم، والسيلينوم، وهي مواّد سامّة توجد في الماء العادية ولا توجد في مياه زمزم. بئر ماء زمزم لم يجفّ أو ينضب أبداً، وهو يمدّنا بالماء من آلاف السنين، حيث أنّ الحجّ أو المعتمر لبيت الله الحرام يلاحظ أنّه هذا الماء كثير ووفير ويكفي لكلّ الحجّاج، كما أنه لا يحدث لبئر زمزم أي نمو نباتي أو بيولوجيّ داخل البئر، فلا تنمو فيه أيّة طحالب، مما يحافظ على مياهه صالحة للشرب طول الوقت، لا تتم معالجة مياه زمزم كيميائياً كبقية المياه المستخدمة في الدول الأخرى، فتُعد مياه زمزم صالحة للشرب لجميع البشر وفي كلّ الأوقات، فلم تُذكر أيّ حادثة عن إصابة شخص بعلّة أو مرض نتيجة شرب هذه الماء. فوائده العلاجية إنّ لماء زمزم فوائد كثيرة و متعددة، منها : مقاوم لأعراض الشيخوخة. مقوّي فعّال لجهاز مناعة الجسم. يساعد في عمليّة هضم الطعام، يعتبر أحد علاجات السرطانات، يزيد من قدرة الجسم على إمتصاص العناصر الغذائيّة المفيد للجسم، يمدّ الجسم بالطاقة خاصّة للحجيج الذي يحتاجون للطاقة والقوّة في موسم الحجّ، يساعد في التخلّص من الكثير من الأمراض والشفاء منها، ومن هذه الأمراض ، الأمراض التي تصيب العيون كضعف البصر، والقرحة القرمزيّة، كما تساعد في الشفاء من أمراض القلب، وأمراض الضغط، وأمراض الدورة الدمويّة، و يُعتبر ماء زمزم علاج فعّال لمرضى السكري، والمصابون بأمراض الكلى المختلفة، إضافة إلى إعتبارها علاج فعّال في الشفاء من أمراض العظام والمفاصل، وكذلك الأمراض التي تصيب المعدة؛ كحموضة المعدة، والإنتفاخ، وتعسّر الهضم، ومشاكل القولون، والإمساك، بالإضافة للعديد من الأمراض الأخرى.