أي بعد هذا الذي جاءني به المساء .. وهران هذا التلاشي.. هذا الحطام.. حين تشرب وهران من البحر.. وتسقط أحياءها القديمة.. تسقط كل الرهانات.. على تبليط الأرصفة.. ويبدأ العد العكسي.. كيف لحسناء مثلك تنام باكرا.. وحينما تسأل لا ترد على الأسئلة... وهران لا.. لا أنت المذنبة.. ولا أنت المجرمة.. ولا التي تفرش شعرها.. على الكورنيش الغربي.. بل أنت السبية التي سلمتهم مقاليد القرار.. فحكموا عليك بالإعدام.. هؤلاء الذين حطوا رحالهم بالأمس.. جاؤوا حفاة فألبستيهم نعالنا.. كانوا جياع فأطعمتيهم من طعامنا.. لا فضل لك عليهم قالوا.. سدوا عين الشمس على أطفالنا.. ملكوا الأرض وصادروا أحلامنا... وهران ما كان لي أن أعترف بهذا الحب.. لو لم يحاصرني الضمير بالأسئلة...