شهد الموسم الفلاحي هذا الموسم نقصا كبيرا في مادة زيت الزيتون التي ارتفع سعرها إلى 1000 دج بعدما كان يباع في السنوات الماضية ب700 دج إلى 800 دج كأقصى حد . زيت الزيتون الذي يكثر عليه الطلب لمنافعه الكثيرة لم يعد من السهل الحصول عليه خصوصا النوعية الجيدة و أضحى يباع بسعر مرتفع و هذا لعدة أسباب حاولت جريدة الجمهورية معرفتها و الإلمام بها عبر الولايات خاصة المشهورة بزراعة الزيتون مثل سيق بولاية معسكر و صبرة بولاية تلمسان . و لعل أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع منتوج الزيت هي أن معظم المزارعين أو المختصين في هذا النوع من الزراعة يبيعون المنتوج قبل نضجه و في شجرته و اكتفاء المشترين بتوجيه الغلة إلى التحويل و التصبير على حساب العصر ما يجعل معظم الإنتاج يذهب إلى التصبير لأنه لم ينضج بعد. أما المعاصر فلا تستقبل إلا القليل ما دام الزيت يتطلب انتظار النضج الكامل للمحصول و إذا كانت ولاية سيدي بلعباس وحدها تتوفر على 6 معاصر فإن ولايات أخرى بالمقابل لا يوجد بها واحدة رغم المساحات الواسعة المخصصة لهذه الزراعة كما هو الحال بالبيض التي تحصي 5 آلاف هكتار من المساحة المنتجة يباع محصولها كله إلى تجار ولايات الشمال و نفس الوضع ينطبق على ولاية مستغانم التي لا يجد مستثمرتين بها معصرة تعصر المنتوج ما يضطرهم إلى التنقل إلى مدينة سيق كما أن اليد العاملة كذلك نادرة .سيدي بلعباس هي الأخرى تراجع بها الإنتاج بشكل رهيب بعد دخول الوساطة بين الفلاح و المعصرة أما بسعيدة و نظرا للرداءة التي تطبع شجيرات الزيتون التي تم غرسها أصبحت بقايا حبات الزيتون تستعمل كعلف للمواشي خصوصا الأبقار في حين يوجه معظم الإنتاج بغليزان إلى صناعة زيتون المائدة رغم غياب الوسائل و المعاصر على العموم فإن زيت الزيتون أضحى يباع بكميات قليلة لأن الجهود منصبة على الزيتون و تصبيره في حين يبقى الزيت آخر الاهتمام ما دام يتطلب انتظار نضج المحصول الذي يستغرق مدة طويلة لا يحتمل انتظارها السماسرة و الذين ألفوا الربح السهل و السريع.