اختتمت فعاليات الملتقى الادبي الأول »شموع لا تنطفئ أول أمس بوهران والذي دام ثلاثة أيام بحضور عدد من الشعراء الذين جاءوا من عدة ولايات من الوطن الى جانب حضور مديرة الثقافة السيدة ربيعة موساوي التي أشرفت على توزيع الجوائز الخاصة بمسابقة الشعر والقصة لهذه الدورة الأولى التي كرمت الراحل الطاهر وطار، فعادت المرتبة الأولى في الشعر الفصيح الى علال خديم من غليزان والثانية لأوسامة سعد الظاهري من وهران أما في الشعر الملحون فعادت الجائزة الأولى لأحمد عارون من أولاد بسام والثانية لمحمد الأندلسي من وهران، فيما عادت الجائزة الأولى الخاصة بالقصة القصيرة لروان علي الشريف من وهران والثانية لسعدي الصباح من عين وسارة بالجلفة. كما تم تكريم عائلة المرحوم الطاهر وطار والذي حضر نيابة عن الأسرة رياض وطار الذي عبر عن سعادته لتكريم عمي الطاهر من خلال لوحة فنية لصورة المرحوم كما نوه بكل المجهودات التي قامت بها المديرية والمشاركون لانجاح هذه التظاهرة الادبية وتكريم الاديب الطاهر وطار. كما تم تكريم المشاركين في هذه التظاهرة كأمثال أم سهام، والشاعر الفلسطيني خالد صالح وغيرهم. واذا عدنا لفعاليات أول أمس فلقد ضمت عدة نشاطات حيث كانت في الصبيحة مداخلة جد هامة للاستاذ بن بالي محمد من جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف حول الاتجاه الديني في روايات الطاهر وطار (اللاز والزلزال نموذجا) فلقد ركز على رواية اللاز هذه الشخصية العجيبة بشذوذها في نشأتها وفي التحاقها بالثورة وفي حالتها المأساوية بعد الاستقلال فشخصية »اللاز« لها دور أساسي في أحداث الرواية لكنه ليست بالشخصية الأولى في الرواية التي بنيت على الايديولوجية الشيوعية بل كانت هذه الايديولوجية أهم ما يشغل بال المؤلف ولهذا فإن الشخصية »زيدان« الرجل الشيوعي الذي لم يتضح دوره جيدا في القسم الأول من الرواية، سيحتل الواجهة والصدارة في الجزء الثاني منها حيث سعى الكاتب الى تجسيد فكرة مفادها أن مناضلين شيوعيين أسرعوا الى إعتناق العمل الثوري من الوهلة الأولى، بل يجعلهم يساهمون مساهمة لا يستوعبون هذا الدور جيدا وعليه فإن النتيجة كانت مأساوية حيث تحمل الشيوعيون في الثورة أكبر تضحية يمكن أن يتحملها مناضل من أجل المبادئ التي يؤمن بها. وأضاف الاستاذ بن بالي بأن »زيدان« هو الشخصية الوحيدة التي اهتم المؤلف بذكر أصولها الفكرية والايديولوجية بإعتبارها نموذجا للعقيدة الشيوعية، ومن خلال الصورة التي رسمها المؤلف لزيدان فإن هذا الأخير هاجر الى فرنسا أميا وتعلم هناك الكتابة عن طريق الدروس الليلية وبمساعدة »سوزان« الفتاة الفرنسية استطاع أن يدخل الجامعة الشعبية وأضاف أنه من الناحية الفنية تتميز رواية اللاز بانسجام وتماسك داخلي محكم رغم المدة الطويلة التي استغرقت رواية »اللاز« سبع سنوات من التفكير وسبع سنوات من الكتابة وقد ظهرت رواية »اللاز« قوية، ناضجة متميزة في الرواية الجزائرية. وأضاف الاستاذ بن بالي بأن الكاتب وطار جسد موقفه من الدين وعلاقته بالثورة حينما صور الصراع الذي يقوم بين زيدان الشيوعي الواعي المثقف وبين الشيخ الذي لا يحسن المناقشة كما تعرض بالتحليل أيضا لرواية الزلزال وشخصية »أبو الأرواح« وهذا الجانب تعرضت له أيضا الاستاذة ليلى كواكي من معهد الكراسك بوهران وتعرضت للبناء الفني لرواية »الزلزال« حيث أكدت أنها من أروع الروايات التي تتحدث عن ثلاثة أجيال الى جانب الاسلوب السهل والتقنية العالية في الصياغة. القراءات الشعرية كانت حاضرة مع عدد كبير من الشعراء الذين جاءوا من عدة ولايات ومنها أشعار لكل من الشاعر الشعبي والساخر محمد مخفي من معسكر والشاعر بوجمعة أبري من سيدي بلعباس وأحمد عارون من أولاد بسام وعثمان لوصيف من سيڤ وعلال خديم من غليزان ودولومي محمد من العاصمة إلى جانب القصاصين روان علي الشريف من وهران وسعدي الصباح من عين وسارة وقائمة طويلة من المشاركين في هذه التظاهرة. بالرغم مما تداولته الكواليس بعد الاعلان عن النتائج الخاصة بالجوائز إلا أن البعض اعترض عن دخوله الى المسابقة بعض المتمدرسين في الحقل مقارنة بالشباب المبدع إلا أنها كانت زوبعة في فنجان انتهت بروح الأمل في استمرار هذه الشموع التي لا تنطفئ من سماء وهران بعودة ملتقيات أدبية جديدة أكدت عنها السيدة قوادري بختة مديرة دار الثقافة بالنيابة لوهران بأنه سيكون هناك ملتقى أدبي ثاني في نهاية هذه السنة الى جانب تكريمات أخرى ستطال أدباء آخرون خدموا الفكر والابداع في الجزائر. اختتمت التظاهرة التي احتضنت فضاء مسرح علولة على صور تذكارية وفرحة ودموع الوداع بعدما جمع الملتقى لثلاثة أيام شعراء الجزائر من عدة ولايات وسمح هذا الفضاء للقاء خاصة بين أدباء وهران.