أكد الدكتور بن قادة الصادق الباحث في «كراسك» وهران (مركز البحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية)، أن المعلومات والحقائق التاريخية والذاكرة الشعبية، تؤكد أن العالم الجليل والولي الصالح محمد بن عمر الهواري، ليس مدفونا بمكانه الحالي المتواجد في حي سيدي الهواري العتيق، وأضاف بن قادة الصادق رئيس المجلس الشعبي البلدي الأسبق لوهران في تصريح ل«الجمهورية» على هامش الملتقى الوطني حول الشيخ سيدي الهواري، أنه لما جاء الاحتلال الإسباني إلى بلادنا، قام بعض تلامذة الشيخ بنقل رفاته من قبره بحي سيدي الهواري إلى وجهة أخرى، موضحا أن الذاكرة الشعبية تقول إنه تم نقله إلى ضريح سيدي مسعود بتارقة أو سيدي سعيد بولاية عين تموشنت، مضيفا أن هذا الأمر ليس غريبا في التاريخ الصوفي، حيث جرى نفس الأمر بالنسبة للشيخ عبد الرحمان الثعالبي، وعبد الحرمان بوقبرين، حيث يقال إن سبب تسميته ب«بوقبرين» راجع إلى جهل الكثير من الناس بمكان تواجد قبره ومكان دفنه الفعلي، ليشير إلى أن مقام سيدي الهواري هو مزار وليسا ضريح. أما بخصوص قضية ما قيل إن الولي الصالح سيدي الهواري دعا على سكان وهران، أكد الدكتور بن قادة، أن هذا الأمر تحدث عنه المؤرخون الفرنسيون، وتلقفوه من الذاكرة الشعبية الوهرانية، وأنه على المؤرخين أن يبحثوا ويتعمقوا في هذه الإشكالية المطروحة، خاتما تدخله أن لمثل هذه الملتقيات العلمية فائدة أكاديمية كبيرة، حيث أنها فرصة لاستذكار واستنطاق التاريخ والذاكرة الشعبية، وأن مثل هذه الأطروحات والمسائل تفيد كثيرا الطلبة الجامعيين والباحثين الذين يسهمون بأفكارهم وآرائهم في مثل هذه القضايا العلمية التاريخية.