اشتكت الكثير من العائلات لفقدان قبور ذويهم -التي يبلغ عددها حوالي 30 قبرا- والمتواجدة بالمسجد العتيق بسيدي أمحمد، أين يوجد ضريح الولي الصالح سيدي أمحمد بوقبرين، وتعود حيثيات هذا الموضوع إلى مشروع الترميم الذي أطلقته الدائرة الإدارية لحسين داي سنة 2010، الذي حول مكان دفن الكثير من الأشراف إلى قاعة للصلاة. حسب ما صرح به أحد أحفاد الشرفاء المدفونين داخل مسجد سيدي أمحمد، قال أمين ياسين، أن الكثير من أجداده كانوا مدفونين بالقرب من ضريح عبد الرحمن الثعالبي المعروف بسيدي أمحمد، بالإضافة إلى أحفاد هذا الأخير الملقبون ب" أوكيل" وشرفاء من عائلات أخرى، وأن اليوم لم يعد بمقدرته زيارة قبور أجداده لأن مشروع الترميم الذي انطلقت أشغاله في 2010 أفرش طبقة خرسانية فوق هذه القبور ونزعت الشواهد من القبور ووضعت جانبا، في حين تم استغلال المكان كقاعة للصلاة. وأردف ياسين أنه راسل الجهات المعنية، لإدخال تعديلات على المشروع واحترام قبور الشخصيات الدينية المدفونة التي تعتبر تراثا ليس فقط للجزائر وإنما للعالم الإسلامي بأسره، كما أنه راسل وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف ولكنه لم يحصل على أي رد، حسب ما أفاد به. وفي حديثه عن الشخصيات الدينية المدفونة بجوار ضريح سيدي أمحمد أكد نفس المتحدث، بالكثير من الوثائق كشف عنها ل"السلام"، أن أجداده المدفونين هناك هم أئمة في الجامع الكبير بالعاصمة سواء في العهد العثماني أو الفرنسي، وهم الشيخ أمين قدور بن محمد، وأباه الشيخ بن محمد بن فقيه بن عبد الرحمن بن أحمد، وأباه فقيه عبد الرحمن بن أحمد وأخيرا الشيخ أحمد، وأكد أنهم أحفاد الولي الصالح محمد بن علي المعروف بسيدي هجرس، حفيد الولي الصالح بن بوزيد، ذو الأصول الشريفة من الحسن بن فاطمة الزهراء بنت الرسول"ص"، وهذا ما يؤكده كذلك الشيخ سيدي أبي القاسم محمد الحفناوي في كتابه المعنون ب" تعريف الخلف برجال السلف" في جزئه الأول الذي طبع بمطبعة "بيير فونتانة" الشرقية في الجزائر سنة 1906 م.