كشفت مؤخرا مصادر مسؤولة من مديرية التنظيم وإدارة الشؤون العامة للبلاد، والمكلفة بتكوين الجمعيات بولاية وهران، عن طبيعة جميع الجمعيات المتواجدة عبر كامل التراب الولائي، من جمعيات ثقافية دينية، رياضية واجتماعية وتم إحصاء 3828 جمعية معتمدة لهذه السنة بعد أن كانت تبلغ قبل سنة 2008 ب3397 جمعية. تجميد نشاط 680 جمعية إداريا: كما أكدت ذات المصادر أن اللجنة المكلفة بمتابعة الجمعيات جمدت 680 جمعية إداريا، علما أن الجمعية المعتمدة والتي لا تنشط كما هو متعارف عليه قانونيا تسحب منها اعتماداتها وتمر عبر مرحلتين إما أن يكون التجميد إداريا أم يكون عن طريق العدالة، كما أن هذه الجمعيات في تزايد مستمر ففي سنة 2008 تم زيادة 144 جمعية و112 في سنة 2009 أما سنة 2010 قدرت الزيادات ب152 جمعية أخرى ولتصل للسداسي الأول للسنة الجارية ب23 جمعية وهي مفصلة على النحو التالي. زيادة جمعيتين دينيتين و04 لأولياء التلاميذ و08 جمعيات ثقافية، وجمعية علمية تقنية و04 بيئية وجمعيتين للمعوقين وجمعيتين للتطوع الاجتماعي. وبالتالي تعتبر الجمعيات أحد أبرز المكونات الفاعلة في المجتمع المدني لأنها تشكل فضاء واسعا لفهم جانب أساسي من المجتمع المدني مثلما تعتبر إطارات تنظيمها لتأطير المواطنين وتوعيتهم قصد الاندماج والمشاركة في تفعيل المجتمع المدني. كما تعد الجمعية اتفاق لتحقيق تعاون بين شخصين أو عدة أشخاص لاستخدام معلوماتكم أو نشاطهم لغاية عدم توزيع الارباح فيما بينهم، ومن الناحية الاجتماعية هي جماعة من الأفراد انبثقت عنهم رغبة للقيام بنشاط معين كان موجودا من قبل أو غير موجود لفائدتهم ولفائدة مجتمعهم في إطار من التعاون والتطوع لممارسة الأنشطة والعلاقات التي تقوم بها الجمعية تربويا، ثقافيا، فنيا، اجتماعيا ورياضيا وهذا يؤدي إلى خلق ديناميكية ونشاط بين مجموعة من الافراد فوجود تنظيم يعني وجود أفراد تربطهم علاقات ويقومون بأنشطة تحقق الأهداف المسطرة في القانون الأساسي للجمعية وهو الذي يضمن الاستمرار والاستقرار خلال مدة صلاحية المكتب المسير ثم الفعالية التي تشير إلى القدرة على التنظيم والهيكلة وتحقيق الأهداف. علما أن للجمعيات العديد من الأهداف على أبرزها بأنها لا يمكنها أن تخالف الآداب العامة والاخلاق الحميدة ويسعى مؤسسيها دائما إلى نشر الوعي الفردي والجماعي عن طريق فتح المجال أمام المواطنين للتعبير عن رغباتهم والتعرف على العالم الخارجي، وصقل المواهب وتطوير المعارف أو المساهمة في التنشئة الاجتماعية كما تساهم أيضا في التوعية بالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للبلاد. وتختلف أهداف الجمعيات حسب نوعيتها أو تخصصها وهكذا كل جمعية تحاول الوصول إلى أهدافها عن طريق ممارسة نوع من التخصص الشيء الذي يميزها عن باقي الجمعيات الأخرى وهذا شيء طبيعي يدفع بالجمعيات إلى المنافسة البريئة والاجتهاد والعمل المتواصل. كما أن للجمعيات دور أساسي في تلقين أفراد المجتمع لاسيما فئة الشباب روابط أخلاقية واجتماعية من خلال إفادتهم بأهدافهم الذاتية وهذا ما تسعى كل جمعية إلى تحقيقه خاصة الجمعيات الثقافية والاجتماعية فهي أيضا تساعد الفرد في النمو الفكري والعقلي، حينما تنظم محاضرات وندوات ومناظرات ثقافية فتلبي بذلك حاجات الشباب المتعطش للعلم والمعرفة وكذلك بتحقيق أهدافهم الاجتماعية، فنظام الجمعية وعاداتها يتشابه إلى حد ما نظام المجتمع مما يجعل الافراد قادرين على الاندماج في المجتمع ونظامه بسهولة ليصبحوا أعضاء نافعين يشاركون في التنمية. فإذا كانت الحاجة ملحة إلى إنشاء مؤسسات تنشئة مكملة وموازية لمؤسستي الأسرة والمدرسة، مزاحمة لتأثير الشارع على تربية الناشىء، فإنه بات من الضروري ابتداع نوع مغاير من التعامل على ماهو الحال داخل الأسرة أو داخل المدرسة أنه نموذج العمل الجمعوي الذي يعتبر نوعا متقدما من أنواع التنشئة الاجتماعية - هذا حسب ما أفاده بنا رئيس جمعية جيل المستقبل. علما أن هذه الأخيرة هي جمعية ثقافية فالأدوار التي تنهض بها الجمعيات التربوية، الثقافية والترفيهية والرياضية والاجتماعية... وغيرها ترتكز أساسا على عملية تأطير الأطفال واليافعين والشباب تأطيرا يساعد على تنشئتهم تنشئة ملائمة لما يحتاجون إليه في حياتهم الاجتماعية. عموما وفي حياتهم الخاصة المرتبطة بعلاقاتهم مع وسطهم الأسري والمدرسي أو العملي ومع باقي نسيج علاقاتهم الاجتماعية الأخرى.