أنهى يوم أول أمس المخرج السينمائي نورالدين بن حامد تصوير الفيلم الوثائقي (الناير ) بقبائل بني سنوس و الذي تم بجميع مناطقها كل حسب خصوصيتها بعاداتها و تقاليدها التي تدخل في التظاهرة الإجتماعية التي تنطلق مع بداية كل سنة جديدة من شهر جانفي حسب التقويم الأمازيغي القمري . و أراد المخرج أن يفصح عنها بتسميات تختلف من جهة لآخرى فببني عشير يدعى الناير بالتليس و الخميس يسمى أيراد و الذي تشترك فيه أولاد مزيان و كذا أولاد فارس فيما يكنى لدى بني حمو بابا الشيخ و زهرة بونان و الثلاثاء بومنان أما عند قرية تافسرة فتوجد لديهم تسمية الشاخ بوقرنان و ببني بحدل حمار الشعير و بأولاد موسى ليهودية . و قد ساهم في الفيلم الذي تتبناه دائرة التراث المادي و اللامادي التابعة للجنة التنفيدية لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية برموزه التقليدية و دلالاته الطقوسية و تشعبات معلومات الكرنفال بعض المثقفين من أبناء السنوسيين كالأستاذ الفنان علي عبدون و الدكتور محمد سريج الذي عمل على كتابة النص إنطلاقا من المرجع الخاص بكتابه المتعلق سمة المجتمع القبائلي بربوع منطقة بني سنوس كل و طريقة تأديتها لذات الإحتفالية التي لم تنقطع قط عند الأهالي رغم الحداثة و العصرنة التي من شأنها تغيير الذهنيات ،إلا أن التشبت بالزمن الغابر أضحى سيد الموقف أمام مايعيق الطبائع الجميلة التي لا تزال تتعايش لدى العامة من الناس بالمنطقة المذكورة. إن الفيلم الوثائقي الثقافي الهدف منه في التصوير تحديد خصوصية التجمعات السكانية بجغرافية بني سنوس التي تميزها هذه الإحتفالية على مدى أربعة أيام من العاشر إلى الثالث عشرة من شهر جانفي و التي تتم بها العوائد من حيث نوعية المأكولات المطهية بالمنازل و النشاط الليلي الذي يقلب الشخصيات رأسا على عقب أثناء مداعبة طبائع الماضي البعيد المرتبط بالحياة الأمازيغية و مكنونات واقعها المبني على فعل الخير و جميع ما يرضي و يريح أفراد المجتمع السنوسي في طبيعة عيشهم البسيط الفلاحي الذي تربطه علاقة القيام بالناير كعادة تسير بتلقائية نفسها و غير مصطنعة تماما و هذا ما دفع المخرج السيد بن أحمد و المنتج نبيل بودواية ينساقان وراء لملمة الخصوصية في الرمز و الإشارة وجعل المتعة قبالة الجمهور حين عرض الفيلم الوثائقي الذي سيبين العناصر الرئيسية و الثانوية للتظاهرة في جوهرها الثقافي خلال الشهرين المقبلين على أقصى تقدير و من المنتظر أن يجلب أكبر عدد ممكن من الجمهور المتفرج خصوصا و تلمسان عروسة العالم الإسلامي و العربي .