تشكل الأراضي الصحراوية ثلثي مساحة التراب الوطني، حيث شهدت السنوات الأخيرة تزايد الظاهرة زحف الرمال، ويعتبر مشكل زحف الرمال من أهم العوائق التي تعاني منها معظم القصور المنتشرة عبر تراب الولاية، نظرا لشساعة الأراضي غير الزراعية والمتعلقة بشكل أو بآخر، بعديد العواصف الهوجاء والرياح العاتية، مما يسبب انتقال حبيبات الرمل من مناطق غير آهلة بالسكان إلى مناطق سكنية حيث تشهد هذه الاخيرة صعوبة في التنقل والسير بين معظم القصور المحاذية لعروق الرمل، وهو ما يشكل عائقا أمام المواطن الذي يبقى عاجزا أمام فعل أي شيء أمام صعوبة هذا الوضع، بلدية سالي هي عينة من جملة هذه القصور المحاذية لعروق الرمل، على غرار قصور توريرين ببلدية أنزقمير التي تبقي محاطة هي الأخرى من لا جانب، ونظرا لخطورة الوضع على المواطن ومسكنه الذي يبقى مهددا، عملت الدولة على خلق برامج تنموية تصب في هذا الإطار، وذلك بوضع برامج ما يعرف بالتجريد أو ما يعرف محليا بأفراڤ، قصد التقليل من حدة الظاهرة واحتوائها إن أمكن، وفي جولة قادتنا لبلدية سالي، لا يمكن لزائر المدينة غض البصر عن عروق الرمل المحيطة بقصور البلدية وأزقتها الضيقة ولذلك فإن تدخل الجهات المعنية والجهات الوصية ضروري في مثل هذه المواقف، البلدية بدورها أدركت خطورة الظاهرة خاصة إذا أتت على بعض المرافق الضرورية العامة التي يتردد عليها المواطن من حين لآخر، وبما أن عملية تزيين المحيط تدخل في هذا الإطار، فقد عملت البلدية على مراسلة الهيئات المعنية بهذا الملف، وقيامها بتوفير بعض الآلات الخاصة بإزالة الرمال عن الطرقات وكذا إنجاز أكثر من عشرين (20) كيلومترا، من عملية للتجريد حول البلدية، لكن هذه العملية تبقى ضئيلة مقارنة بشساعة المنطقة، وهو ما جعل رئيس البلدية يحرس على هذا الملف واعطائه العناية الكاملة، يعتبر مشكل زحف الرمال أحد العوائق العويصة في تحقيق الأمن الغذائي للمواطن، وباعتبار أن هذا المشكل يأتي أيضا على آبار المياه، مثل الفقاقير وبعض الآبار الأخرى التي يستخدمها الفلاحون في توفير المياه، ورغم المجهودات الكبيرة لقاطني القصور في التقليل من ظاهرة زحف الرمال، وذلك بعمليات غرس هذه الأحواض وتسهيل مرور الماء بينها إلا أن العملية غير الدورية تجعل الرمال تغمرها، وبالتالي جفاف هذا الحوض، إن مشكل زحف الرمال يبقى هاجسا لدى الجهات المسؤولة في ظل غياب الوسائل وعائقا أمام المواطن الذي يسعى دائما للتقليل والتغلب على غضب الطبيعة، وإنهاء صراعه الدائم معها، والذي بدأ منذ الأزل بحكم المنطقة والمناخ وتداخل عاملي الزمان والمكان من جهة، والمواطن والعيش الكريم من جهة أخرى.