احتضن أول أمس، المسرح الوطني محي الدين بشطارزي ، العرض الشرفي لمسرحية “سكورا” للمخرج على جبارة عن نص اقتبسه ملياني مولاي محمد مراد عن رواية “الملكة” للروائي الجزائري أمين الزاوي، وشارك في أدائها كل من لينة نوي، صبرية قرشي، علي عشي، جوهرة دراغلة، بالإضافة إلى كل من رياض جفافلية، ابراهيم حلايمية، وزهير عتروس، سمير زعفور. قال مخرج العرض في حديث جمعه بالحياة العربية عن سبب اختياره لرواية “المملكة ” لأمين الزاوي”، أن الرواية هي من الروايات التي لاقت صدى واسعا، واثارت جدلا كبيرا عند صدورها، وما جذبه لهذه الرواية تحديدا، هو موضوعها الذي يناقش حرية المرأة، حقها في الحب خاصة ونحن مجتمع ذكوري، فالرجل عندنا له الحق كي يحب، والمرأة لا، وهذا نتيجة خلفيات وتراكمات مجتمعية خاطئة، ونتيجة أيضا خلفيات سياسية واقتصادية، مشيرا الى ان النص يتناول عبر قصة حب إشكالية علاقة الجزائري كقومية وهوية مع باقي الجنسيات المختلفة عنه دنيا وعقائديا عبر قصة حب تربط جزائرية بصيني جاء إلى الجزائر في إطار مشاريع البناء”. وعن الصعوبات التي تلقاها في تحويل نص روائي إلى نص مسرحي، قال محدثنا “اكيد الرواية كبيرة ، من الصعب تحويلها لنص مسرحي، أي من مكان الى مكان اخر، لان المكان في الرواية ليس كما المكان في المسرحية، لأن هدفي هو إعطاء فرص للكتاب والأدباء الجزائريين لكي تمسرح أعمالهم، وأجد من الضروري جذب كبار الكتاب والأدباء في الجزائر الى المسرح من خلال تحويل أعمالهم على خشبة المسرح، وهذا ما يدفعهم برأي لكتابة نصوص مسرحية، وهكذا يمكن الاستفادة من خبرتهم ومن رصيدهم المعرفي وايضا من شهرتهم باعتبارهم كتاب عالميين” مضيفا” لقد سبق لي وأن قدمت اعمال مسرحية لكتاب جزائريين على غرار الاديبان الراحلان الطاهر وطار وعبد الحميد بن هدوقة، ولي رغبة أن أقدم مستقبلا أعمال الشاعرة ربيعة جلطي، والكاتب الكبير واسيني الأعرج. وعن الفرق بين إخراج نص مقتبس ونص كتب خصصا المسرح يقول علي جبارة”النص الذي كتب للمسرح اسهل في عملية الإخراج مقارنة مع نص مقتبس من عمل روائي، لأن الرواية عمل كبير حتى تلخصه لعمل مدته الزمنية لا تتجاوز ساعة أو ساعة ونصف فهذا صعب جدا، فرواية “الملكة” عمل كبير بأحداثه، وبشخصياته، هذا ما جعلنا نعتمد على قصة الرواية على وجه الخصوص ، وهي قصة حب تجمع جزائرية بصيني ورفض هذه العلاقة من أقرب المقربين لها “. وعن وقت انجاز المسرحية واختياره للممثلين، يقول صاحب العمل “الممثلين من مسرح سوق أهراس وفيهم من يقف على خشبة المسرح الوطني لأول مرة، هذه التجربة كانت بمثابة ورشة تكوينية تدرب فيها الشباب، ونحن نسعى من خلال هذا العمل لاعطاء لهؤلاء الشباب فرصة الظهور والاكتشاف، ولا يخفى عن أحد أن مسرح سوق أهراس مسرح فتي وهؤلاء طاقات جديدة ونحاول أن نعطي لهم الفرصة لاحتكاك بمثل هذه النصوص، ومعالجتها ومعايشتها، وان شاء الله سنعمل على تنقيح العرض من جديد وسندرك بعض النقائص التي وردت به، وذلك ليكون جاهزا للمشاركة به في الدورة القادمة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف”. وبخصوص تجاوب الجمهور مع العرض قال المتحدث”ان الجمهور الذي شاهد العرض الشرفي هو جمهور نخبوي، من شعراء وكتاب ومسرحيين وليس الجمهور العريض البسيط الذي نبحث عنه في مسارحنا ونتوجه له بأعمالنا، وحتى العرض الشرفي لا يمكن القياس عليه، وعلى جمهوره، وسيختلف الحديث عندما نعرضه عما قريب للجمهور الواسع، لأن تفاعل جمهور نخبوي المتتبع للشأن الثقافي والجامع بين الكتب والروايات، ليس نفس الشيء مع الجمهور البسيط، فنحن من خلال هذا العرض نحفز الجمهور البسيط للاطلاع على الروايات خاصة للكتاب الجزائريين الذين تلقى أعمالهم نسبة كبيرة من المقروئية خارج الوطن دون الداخل”.