مازالت الأندية التونسية مستمرة قي مسلسل تعزيز صفوفها استعدادا للموسم الجديد، الذي سينطلق السبت 24 أوت الجاري.وقد كانت السوق الجزائرية هي الأولى للفرق التونسية، التي أرادت أن تستثمر بقوة، في قانون اعتبار لاعب شمال أفريقيا محليا. ويعتبر التوجه نحو المدرسة الجزائرية في المواسم الأخيرة ناجحا، إذ تألق المدافع الدولي السابق عنتر يحيى ويوسف البلايلي مع الترجي التونسي، وبلغا المربع الذهبي لدوري أبطال أفريقيا وقتها، في حين توج بغداد بونجاح مع النجم الساحلي بكأس تونس. كما تألق الدولي عبدالمؤمن جابو مع النادي الأفريقي وكاد يحرز معه لقب دوري الموسم الماضي الذي آل إلى النادي الصفاقسي. ولا شك أن تألق الجزائريين في الدوري التونسي نابع من سهولة الاندماج وتقارب نمط العيش بين تونسوالجزائر. ويمكن القول إن اللاعبين الجزائريين شرّفوا بلادهم في تونس، والدليل أن كل الوافدين على الدوري ينشطون مع أندية تراهن على الألقاب المحلية والأفريقية.. وقد اختارت العديد من الوجوه اللعب في تونس بعد تجارب احتراف في أوروبا لعراقة الأندية التونسية وسمعتها محليا وقاريّا وإقليميّا. ويعتبر نادي الترجي أكثر المستفيدين من هذا القانون، فبعدما اعتمد الموسم الماضي على الجزائريين، يوسف البلايلي والطيب المزياني والليبي حمدو الهوني، عزز في الميركاتو الصيفي الحالي رصيده بأربعة جزائريين دفعة واحدة. وهم: بلال بن ساحة مهاجم دفاع تاجنانت، ومدافع وفاق سطيف عبدالقادر بدران، بالإضافة إلى متوسط ميدان أتلتيك بارادو، عبدالرؤوف بن غيث، والظهير الأيسر لشبيبة القبائل إلياس الشتى. إن التقارب الجغرافي والمناخي والعادات والتقاليد بين الجزائروتونس وراء إقبال الأندية التونسية على انتداب اللاعبين الجزائريين الذين رفض عدد منهم عروضا أوروبية وفضلوا الدوري التونسي لتوفر عوامل النجاح. وفي هذا السياق تحتفظ الذاكرة بعديد التجارب الناجحة للجزائريين في تونس، وهو ما دفع الأندية الكبرى للتهافت على الأسماء اللامعة في الدوري الجزائري أمثال يوسف البلايلي الذي بلغ مع الترجي نهائي دوري أبطال أفريقيا العديد من المرات. ..مواهب جديدة يسعى الترجي إلى ضم مواهب جديدة من السوق الجزائري لتعويض الرحيل المتوقع لمعظم نجوم الفريق، نظرا إلى العروض المغرية، حيث كانت البداية برحيل سعد بقير لنادي أبها السعودي، وبعد ذلك انتقال فرانك كوم لنادي الريان القطري فيما يقرب من 3 ملايين دولار. الترجي دائما يعرف كيفية حسم الصفقات، واختيار اللاعبين خاصة من الدوري الجزائري. الموسم قبل الماضي حدثت أزمة كبرى بين الترجي والنجم الساحلي بسبب فرانك كوم، اللاعب الكاميروني جاء من أجل الانضمام لناديه السابق النجم الساحلي، ولكنّ مسؤولي الترجي كانوا في الموعد وحسموا انضمام لاعب الوسط، الذي أصبح أحد نجوم الفريق وحصد لقب دوري أبطال أفريقيا، رغم الاستغناء عنه بمبلغ خرافي وصل إلى 3 ملايين دولار بعد أن جاء في صفقة انتقال حر. ما حدث مع كوم تكرر بنفس السيناريو مع بلال بن ساحة جناح فريق دفاع تاجنات الجزائري، النجم الساحلي أعلن مرارا وتكرار أن الصفقة في طريقة للإعلان الرسمي، ولكن حمدي المؤدب رئيس الترجي توجه إلى الجزائر وحسم صفقة الجناح الشاب المتوقع بزوغ نجمه في الكرة الأفريقية الموسم المقبل. جدير بالذكر أن إلياس شتى لاعب شبيبة القبائل الجزائري، سبق ترشيحه للانتقال لنادي الزمالك لحل مشكلة الظهير الأيسر ولكنه انتقل بشكل نهائي للترجي التونسي. وسجل نادي الترجي، شيخ الأندية التونسية، رحيل عدد من لاعبيه الأساسيين والذين يشكلون العمود الفقري للفريق الذي حقق بطولة الدوري التونسي للمرة التاسعة والعشرين، وفاز بلقب دوري أبطال أفريقيا 2018، وحسم لقب العام الحالي لعد قرار رسمي من الكاف. ورحل لاعبون على اعتبار أن الترجي لم يبادر إلى تجديد عقودهم، وآخرون استفاد منهم الترجي في صفقة مالية كبيرة بحكم ارتباطهم بعقود طويلة. ولتغطية النقص أخذ الترجي كل احتياطاته وأبرم صفقات كبيرة مكلفة، وركز على اللاعبين الجزائريين. يذكر أن الترجي احتفظ بمهاجمه أنيس البدري وبقائده خليل شمام، والجزائري يوسف بلايلي حتى إشعار آخر، والحارس معز بن شريفية وبديله رامي الجريدي. ويتطلع الترجي لخوض موسم حافل من البطولات المحلية والخارجية. من جهته ضم النجم الساحلي خلال صائفة 2013 المهاجم بغداد بونجاح الذي اعتبر أبرز صفقات سوق التنقلات في الدوري. وتعاقد بونجاح -القادم من اتحاد الحراش الجزائري- مع فريق جوهرة الساحل لمدة ثلاث سنوات، وتوج مع النجم بلقب كأس تونس 2013. من جهته كسب الدولي عبدالمؤمن جابو الإجماع في تجربته مع الأفريقي، وكان له الشرف بالانضمام إلى منتخب الجزائر. وعلى غرار التجربة الناجحة لبونجاح تعاقد النجم الساحلي مع الجزائريين يانيس تافر وسليم بوخنشوش، اللذين سيكونان إلى جانب الجزائري كريم بالعربي، الذي انتدبه فريق جوهرة الساحل الموسم الماضي. كما تعاقد الصفاقسي بدوره مع 3 جزائريين، وهم المدافع محمد أصفان قادما من أولمبيك مارسيليا، والذي أمضى عقدا ب3 سنوات، وعبدالكريم خشمار، من أولمبيك مارسيليا أيضا، ووقّع عقدا مدته 3 سنوات كذلك، بالإضافة إلى محمد إسلام بكير، وهو لاعب رواق هجومي. وانتدب الصفاقسي أيضا، المصري عمرو جمال، بنظام الإعارة من الأهلي. وفي ظل عقوبة الفيفا، اكتفى الأفريقي باستعادة لاعبه الجزائري، مختار بلخيثر. كما أن الوافد الجديد على الرابطة المحترفة الأولى، مستقبل سليمان، عزز صفوفه بلاعب جزائري، وهو محمد عطية، فيما انتدب نجم المتلوي، الجزائري عبدالرحمن بن جامع، الذي وقّع عقدا لموسمين. واتجهت بعض الفرق الأخرى أيضا إلى السوق الجزائرية، وكان نصيب الأسد لصالح اتحاد تطاوين، الذي ضم 4 جزائريين، وهم: لاعب جمعية وهران، مولاي عبدالعزيز عبدالقادر، ومتوسط الميدان هيثم غريب، ويوسف العيدودي، والجيلالي بن شنان، الذين أمضوا عقودا ل3 مواسم. كما قام النادي البنزرتي ب6 انتدابات، من بينها الجزائري جمال الدين شتال، الذي أمضى عقدا مدته 3 سنوات، فيما تعاقد اتحاد بن قردان مع الجزائري الآخر سفيان خليلي. وتبحث النوادي التونسية دائما عن لاعبين جاهزين وذوي قدرات فنية عالية وقادرين على تقديم الإضافة لهذه النوادي، فيما يمثّل اللعب في فرق تونسية كبرى فرصة أمام اللاعب الجزائري للبروز، وربما الالتحاق بمنتخب الجزائر أو أحد الفرق الأوروبية التي صارت تركز على دوريات بلدان شمال أفريقيا أكثر من اهتمامها بلاعبي ودوريات بلدان جنوب الصحراء الأفريقية، خصوصا أن نسق الدوري التونسي أرفع وأقوى من الدوري الجزائري. صادق الاتحاد التونسي لكرة القدم منذ 19 ديسمبر 2018، على قرار اعتماد اللاعب المغاربي، وتحديدا الدول المنضوية تحت راية اتحاد شمال أفريقيا (الجزائر- المغرب- مصر- ليبيا)، كلاعب غير أجنبي في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم. منعرج حاسم ومثّلت هذه النقطة منعرجا حاسما لعديد الفرق التونسية التي أصبحت وجهتها الرسمية هي البطولة الجزائرية، بحيث سيطرت السوق الجزائرية على أغلب انتدابات فرق الرابطة المحترفة الأولى، مستثمرة بذلك هذا القانون. وقد رحبت النوادي الأربعة الكبرى خاصة، بالقرار باعتبارها مستفيدة منه بالنظر إلى إمكانياتها المالية وقدرتها على جلب لاعبين من هذه البلدان على غرار النجم الساحلي والنادي الصفاقسي والترجي الرياضي التونسي والنادي الأفريقي، وقد قامت فعلا بانتداب عدد من اللاعبين وتوقيع العقود في الآجال المحددة لفترة انتقال اللاعبين. في المقابل عبّر رؤساء اتحادات مصر والجزائر والمغرب وليبيا لكرة القدم بتونس عن موافقتهم على تفعيل هذا القرار في بلدانهم، وأكدوا على ضرورة احترام حقوق اللاعبين وتطبيق القوانين الجاري بها العمل في هذا المجال، واستعدادهم للتفاعل الإيجابي والمعاملة بالمثل. ورغم أن هناك حالات لتبادل اللاعبين في رياضات الكرة الطائرة وكرة اليد وكرة القدم بين مصر وكل من ليبيا وتونس، إلا أن الظاهرة تعد شبه معدومة عندما يتعلق الأمر بمصر وكل من الجزائر والمغرب باستثناء احتراف الجزائري عودية في الزمالك. لكن تغير المشهد، ناهيك أن ظاهرة تبادل اللاعبين بين تونسوالجزائر والمغرب بدأت أيضا في إظهار وجه معاكس، برحيل وجوه رياضية تونسية إلى كل من الجزائر والمغرب. وقبل سنة كان نجم منتخب تونس السابق عادل الشاذلي أول تونسي ينضم إلى الدوري المغربي بلعبه في صفوف الرجاء، وذلك منذ عقود طويلة على انضمام تونسي مغمور هو بدرالدين بن جبلي في صفوف نادي التبغ البيضاوي، ثم أصبح مواطنه فوزي البنزرتي أول مدرب تونسي ينتقل للمغرب بإشرافه على الرجاء. علما أن اللاعبين المغاربة يعدّون من أكثر المحترفين الذين تضمهم الأندية التونسية منذ عقود. والظاهر تستمر بانتقال لاعبين تونسيين في الدوريات المصرية والجزائرية والمغربية والليبية.. فهل ستحافظ هذه التجربة على نجاحها في المستقبل؟ .. بصمة قوية نجحت عديد الأسماء الجزائرية في ترك بصمة قوية في الملاعب التونسية على غرار المدافع فضيل مغارية الذي أحرز مع الأفريقي لقبي الدوري والكأس في تونس وكأس الأندية الأفريقية البطلة والكأس الأفرو-آسيوية عام 1991، إضافة إلى بلال الدزيري الذي توج مع النجم بكأس الكؤوس الأفريقية والكأس الممتازة عام 1998. كما احتضنت الأندية التونسية عددا كبيرا من اللاعبين الجزائريين أمثال حميد الرحموني وعبدالرزاق دجانيت ومليك زرقان والرزقي عمروش وطارق العزيزي وكريم غازي وفريد غازي وفؤاد بوقرة وعبدالمالك شراد وخالد لموشية وغيرهم. يذكر أن الدوري التونسي كان قبلة كذلك للعديد من المدربين الجزائريين الناجحين أمثال رابح سعدان ورشيد بلحوت ثم عبدالحق بن شيخة وعبدالكريم بيرة ومصطفى كيوة وعبدالعزيز خروف وعزالدين آيت جودي. على أن الامتياز يبقى للمدرب علي فرجاني الذي أشرف على خمسة أندية تونسية وهي الاتحاد المنستيري والأولمبي الباجي والترجي ومستقبل المرسى والنادي البنزرتي.