أعربت الجزائر عن تفاجئها لتصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان,” نسب فيه إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حديثا أخرج عن سياقه حول قضية تتعلق بتاريخ الجزائر”, مثلما أورده, السبت, بيان لوزارة الخارجية. وجاء في البيان “فوجئت الجزائر بتصريح أدلى به رئيس جمهورية تركيا, السيد رجب طيب أردوغان, نسب فيه إلى السيد رئيس الجمهورية حديثا أخرج من سياقه حول قضية تتعلق بتاريخ الجزائر”. وأضاف ذات المصدر بأنه “و بداعي التوضيح, تشدد الجزائر على أن المسائل المعقدة المتعلقة بالذاكرة الوطنية التي لها قدسية خاصة عند الشعب الجزائري, هي مسائل جد حساسة, لا تساهم مثل هذه التصريحات في الجهود التي تبذلها الجزائروفرنسا لحلها”. وكان الرئيس التركي قال، الجمعة، إنه طلب من نظيره الجزائري تمكينه من وثائق تتعلق ب”مجازر الاحتلال الفرنسي” في الجزائر، والتي حاول الرؤساء الفرنسيون المتعاقبون التنصل منها، برفضهم الاعتراف بها والاعتذار عنها. وكان أردوغان يعتزم تعميم الوثائق التي طلبها من تبون، حيث قال "علينا نشر الوثائق ليتذكر جيدا الرئيس الفرنسي، ماكرون، أن بلاده قتلت خمسة ملايين جزائري.. وهي الحقيقة التي قال إنه سمعها من تبون خلال زيارته إلى الجزائر”. وأوضح أردوغان “إذا أرسلتم لنا مستندات كهذه، سنكون سعداء للغاية”. وكان الرئيس التركي زار الجزائر، الأسبوع الماضي، في إطار جولة تشمل عددا من الدول الأفريقية. تصريحات اردوغان بخصوص مجازر فرنسا تعزز موقفه بعد أيام من مقارنة الرئيس الفرنسي بين ما شهدته حرب الجزائر واعتراف الرئيس الأسبق جاك شيراك عام 1995 بمسؤولية فرنسا عن ترحيل اليهود خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وهو ما أثار موجة من الانتقادات داخل فرنسا، خاصة من قادة وأنصار اليمين واليمين المتطرف. وقال ماكرون، على متن الطائرة التي أقلته من إسرائيل حيث حضر الأسبوع الماضي الاحتفال بالذكرى 75 ل «المحرقة النازية» (الهولوكوست)، إنه مقتنع بأن على فرنسا أن تعيد النظر في ذكرى الحرب الجزائرية (1830 . 1962) «لوضع حد لصراع الذاكرة الذي يعقد الأمور داخل فرنسا». وأضاف «أنا واضح جدًا بشأن التحديات التي تواجهني كرئيس من منظور الذاكرة، وهي تحديات سياسية. الحرب الجزائرية هي بلا شك أكثرها دراماتيكية.. أنا أعرف هذا الأمر منذ حملتي الرئاسية.. وهو تحد ماثل أمامنا ويتمتع بالأهمية نفسها التي كان ينظر بها شيراك عام 1995 لمسألة المحرقة النازية». وكان الرئيس ماكرون قد أقر في سبتمبر 2018 أن بلاده مسؤولة عن إقامة «نظام تعذيب» إبان استعمار الجزائر الذي انتهى في العام 1962.