انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر    قانون المالية: المحكمة الدستورية تصرح بعدم دستورية التعديلات الواردة على المواد 23 و29 و33 و55    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    تقليد المنتجات الصيدلانية مِحور ملتقى    اللواء سماعلي قائداً جديداً للقوات البريّة    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    أكثر من 500 مشاركاً في سباق الدرب 2024    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الملفات التي تمس انشغالات المواطن أولوية    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    "صفعة قانونية وسياسية" للاحتلال المغربي وحلفائه    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طاسين الأسر
نشر في الحياة العربية يوم 16 - 03 - 2020

هو ليس مجرد ملف, لكنه أحد مفردات الأبجدية الفلسطينية الحديثة, وفصلٌ من القاموس الذي يشكل دليل التاريخ الكنعاني القادم والطريق إلى فهم الجغرافية السياسية الجارية.
ذلك هو طاسين الأسر, وهو أحد التجليات للوجه الصهيوني وإنجازاته المعاصرة, وهو الذي ينتقم بأثرٍ رجعيٍ من كل طقوس الأسر في التاريخ, محتكراً للمحرقة ودور الضحية وفن الإبادة, ومتربعاً عل قمة الهرم في التكنولوجياً وروائع الشبْح والاغتصاب في السجون, ومتجاوِزاً للمتخيَّل في إنتاج أشكال العنصرية وابتكار المصطلح, فهذا سجين ملطخة يداه, وهم الذين تقطر أيديهم وأرواحهم ونواياهم بالسوء والجريمة ودمنا, وقد سرقوا ما لم يسرقه إنسان في التاريخ منا؛ تاريخنا وانتماءنا وأعضاءنا وراحتنا وقرارنا ومستقبلنا ونسيجنا وعاداتنا ومياهنا ولباسنا, وهم الذين تتلطخ كل أوقاتهم بحرماننا من أوقاتنا وطقوس عبادتنا ويتنفسون هواءنا وحقولنا, وهم الذين يسجنون نصف شعبنا أمام أسوار المنافي والنصف الآخر وراءها, وهم الذين يعربدون في الإنسان بعيداً عن بصيرة الحق ورقابة الضمير, ويبتزّون الجثّة ويمحقون معنى البشرية في المعاجم, ويُنتجون صورة كئيبةً للإنسان تضيف بعداً جديداً إلى تفسير “كونوا قردةً خاسئين”, وقد تحايلوا على المنظمات الدولية وحقوق الإنسان والرأي العام كما تحايلوا على السبت, والتفوا على الشرائع والقوانين والقرارات وتفسير الكلمات كما حرفوا دوما الكلم عن مواضعه, وادّعوا ما لا يملكون كما ادّعوا العهد, ووصفوا الأسرى بالإرهابيين كما “قالوا إنّ الله فقيرٌ, وهو أحد الوصايا في “عقيدة الملك”, فالذين يشرعون قتل الأطفال لأنهم سيكبرون وسيشكلون خطراً على اليهود كما ورد في كتاب الحاخام إيتسيك شابيرا بالتعاون مع الحاخام يوسي أليتسور, لا يرون في ضحاياهم الأسرى إلا إرهابيين, بينما الأطفال إرهابيون قادمون, ومن هنا عقيدة القتل المعنوي للأسير ومن هنا إحكام الأسر وإطباق كافة أشكاله, واعتراض كل قناة لتخفيف آثاره, وهي تسجن شعباً بأكمله, بطرق مختلفة, تجدُ تجليها الكامل في السجون التقليدية, بينما تتنوع باقي فنون السجن والحصار, في داخل الخط الأخضر وعلى حواجز الضفة, وما حصار غزة إلا أحد هذه التجليات المحكمة التي تحرّضُ عليها العالم وتجند دولاً وأحلافاً عسكرية لتشديد الخناق عليه وشد الوثاق, وتتعرض حتى للغداء والدواء, وتظلّ تلبس دور الضحية, وهي تعتقل العالم كله في تشريعات ومفاهيم يصعب الفكاك منها أو التحرر من أسرها, حتى على مستوى الفكرة, فمن يملك الفكاك من أسر مفهوم المحرقة, ومن في العالم الغربي نفسه يملك أن يتحمل تهمة العداء للسامية, وهو رغبة دفينة في أسر العالم كله والهيمنة عليه, إعلامياً واقتصاديا, والتحكم بمزاج الأغيار وتحريك مفاصل الأرض كما تحرك الدمى, والمعتقلون شاهدٌ حي على ما ينتظر من يقف في الطريق, فهم عاملٌ ردعي لفكرة المقاومة, وتثبيت فكرة العقاب التي تشكل ركيزة أساسية في النهج الصهيوني, وهي نفسها الفكرة التي تصرُّ على ملاحقة المناضلين في فضاءات الأرض واغتيالهم, وهي نفس الفكرة التي تجعلهم يصنفون المعتقلين إلى أصناف, فمَن حملَ السلاح وجاهد وأصاب مِن الذين قتلوا أهله وشعبه وأخرجوهم من ديارهم ليس كالآخرين, حتى إذا ادلهمّ الأمر وبلغت القلوب الحناجر واختلطت المعايير وكاد ينقلب النورُ قطعاً من الليل, وكادت تأفل النجوم, يكون الأسرى بأبعادهم المتجاوِزة هم الضوء وهم العلامة والدليل, ففي قلب كلٍّ منهم تحققت الحريةُ كاملةً وتكامَلَ الوطن, فغدوا بالإضافة إلى ما سبق الشاهدَ والضحية والبوصلة والرافعة, وأصبحوا الراية, هم والشهداء والجرحى والرجال والنساء والولدان المحاصَرون, هم الشاهد على ظلم وظلام الجاني, وهم الدليل على مبدئه ومساره, ولاشرعية وجوده, وسوء وجهِه, وهم الوعد الآخِر بنهايته وهم الذين سيكشفون سوءاتهم ويَسوؤون وجوهَهم في العالمين, علامة على تحقق الوعد, مقدمةً لِ “ولِيدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرّةٍ وليُتبّروا ما عَلوا تتبيرا”.
ذلك المحامي الذي يقف على رأسه
بقلم: عيسى قراقع
في قاعة محكمة عوفر العسكرية استمع إلى القاضي الذي أعاد ما تبقى من الأحكام السابقة على محرري صفقة شاليط بعد أن تم إعادة اعتقالهم، وعندما سأل القاضي عن المسوغات القانونية لذلك أجابه بأنه قرار سياسي، فرد عليه : بأننا موجودين في قاعة محكمة وليس في الكنيست الإسرائيلي، فقال القاضي: هناك قرار من لجنة عسكرية شكلت بهذا الخصوص، فرد عليه : أذكرك أننا في قاعة محكمة وليس في غرفة عمليات عسكرية.
المحامي جواد بولس بعد ثلاثين عاما وأكثر في العمل في أروقة المحاكم العسكرية الإسرائيلية قرر أن يقف على رأسه في مواجهة قرارات هذه المحاكم المقلوبة قانونيا وأخلاقيا ومهنيا، وبعد أن وصل إلى قناعة أن هذه المحاكم تمثل الساحة الخلفية لدولة إسرائيل وتعتبر العمود الفقري لجهاز سلطة الاحتلال المستمر في الأراضي المحتلة.
المحامي بولس يدخل إلى تلك المحاكم العسكرية المحاطة بأسوار القواعد العسكرية والتي تعمل ومنذ بداية الاحتلال تحت جنح ظلام دامس، لا يتواجد الإعلاميون ومراسلو الصحف في قاعاتها، ولا يقدمون تقارير حول ما يحدث هناك، ولا تثير الأحكام الصادرة في هذا المحاكم نقاشا أو جدلا جماهيريا داخل إسرائيل. يقول بولس: المجتمع الإسرائيلي مجتمع عسكرتاري، فلم اسمع المجتمع القضائي والأكاديمي والمدني يتدخل فيما يحدث داخل المحاكم العسكرية، هناك صمت مخيف من القانونيين الإسرائيليين على سلسلة من التشريعات والأوامر العسكرية المخالفة لأبسط قواعد القانون الدولي. هذا صمت مخجل من رجال القانون في إسرائيل التي يتواجد فيها 50 ألف محامي فشلوا في حماية صورة القانون، وجزء كبير منهم منصاعون بشكل أو بآخر لتعليمات المؤسسة العسكرية، وكأن جهاز القانون في إسرائيل مجند ومطوع وشريك في فساد السلطة القضائية في إسرائيل. جواد بولس رأى ربع الشعب الفلسطيني يحاكم في المحاكم العسكرية الإسرائيلية، وقد مر عنها جميع فئات الشعب كبيرا وصغيرا، رجلا وامرأة، فلا يوجد بيت فلسطيني أو أسرة بعيدة عن أجواء هذه المحاكم. الشعب الفلسطيني يعرف أسماء كل السجون والمعسكرات ابتداء من صرفند حتى السجن السري رقم( 1391)، ويعرف أسماء المحققين والسجانين وعاداتهم وأحابيلهم وأرقام الزنازين والغرف، ويعرف كيف استشهد قاسم ابو عكر في المسكوبية عام 1969، وعلي الجعفري في إضراب نفحة عام 1980، ذاكرته تضج بالموت والحياة والقيود وحفلات القمع، وعندما يحاول النسيان يحترق الأسير محمد الأشقر في خيام النقب، وعندما يمد يده للسلام يعود الأسير ميسرة ابو حمدية مسمما بالسرطان، وعندما يخرج فجرا للصلاة يجد الدبابات الإسرائيلية تحاصر الآذان وإحدى المنازل وهي تبحث عن صيد ثمين قبل شروق الشمس. جواد بولس يقف على رأسه لأنه لم يسمع صوت البراءة كثيرا في قاعات المحاكم العسكرية الإسرائيلية عندما تكون البراءة احد الشروط الأساسية لقضاء عادل، بل أن الإدانات تصل إلى 99.7% للمعتقلين الذين يمثلون أمام هذه المحاكم، وأكثر من ذلك تتحول المحاكم إلى جباية أموال من الأسرى وعائلاتهم من خلال فرض الغرامات الباهظة على كل أسير يصل قاعة المحكمة.
أقف على رأسي لأن محاكمة طفل قاصر لا تستغرق سوى ثلاث دقائق وأربع ثوان فقط، والقاضي ليس من ينطق بالحكم وإنما رئيس جهاز الشاباك أو المستوى السياسي، وعندما أقوم بالاحتجاج على نظام قضائي غير عادل يصاب القاضي الذي يرتدي بدلته العسكرية بالاستفزاز ويكاد يشهر مسدسه في وجهي. لم يستطع بولس تبرئة الطفل محمد كوازبة 15 عاما الذي تعرض للتعذيب الشديد والضرب خلال اعتقاله، شبحوه في البرد وبطحوه أرضا ودعسوا على رأسه وأخذ الجنود يمشون على بطنه وهو يصرخ ويتألم دون مغيث، ولم يستطع بولس إقناع القاضي أن الطفل محمود صباح 16 عاما تعرض لنهش الكلاب البوليسية خلال الاعتقال وانتزعت اعترافات منه بالقوة والرعب. القاصر عاطف جردات 16 سنة تعرض للتعذيب بواسطة الصعقات الكهربائية ، ومع كل صعقة ينتفض جسمه ويقع على الأرض، واستمرت الصعقات إلى أن فقد الوعي، ولكن القاضي المستمع إلى هذه الشهادة اشتعل وعيه وهو يصدر حكما قاسيا على طفل تكهرب في ليلة معتمة. القاصرون هم بالغون في مفاهيم محاكم الاحتلال ولا حصانة لهم كما قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، فكل طفل فلسطيني إرهابي محتمل، لهذا أغلق بولس نصوص اتفاقية حقوق الطفل الدولية بعد أن رأى موادها تتبخر في صدى القرارات العسكرية بالمحكمة وقد تحولت إلى أغلال تقيد أيدي طفل يحلم بالمدرسة ويكره الجدار والمستوطنين. إسرائيل استخدمت حالة الضحية لتبرير التسبب بالظلم للآخرين، ينتابها دائما شعور بالخطر، بوقوع حرب، يزعجها الحجر والولد والشجر والنشيد وأحلام الفلسطينيين، وجاءت المحاكم لشرعنة ممارسات الاحتلال وتكريس هذا الاحتلال إلى درجة القضاء على أي شعور بالذنب تجاه الضحايا. جواد بولس يقف على رأسه خلال محاكمات الاسرى الإداريين، لا تهمة ولا لائحة اتهام، يبرز القاضي العسكري ملفا سريا أعده الشاباك، لاحق للدفاع للمحامي ولا للأسير أمام هذا الملف المكتوم، لا أدلة للفحص ولا بينات ولا فائدة من الالتماسات إلى محكمة العدل العليا التي لم تعد أكثر من ختم مطاطي يصادق على قرارات المحاكم العسكرية وليس رقيبا عليها. جدد الاعتقال الإداري لعبد الرازق فراج عشرات المرات، تجديد روتيني وسهل وبديل عن الإجراء الجنائي، كأنه حكم مؤبد بالتقسيط، ولا يعرف المحامي جواد يوما استقر فيه هذا الأسير مع أسرته ربما لأن هيئته تشبه مخيم الجلزون، وفي خطواته حنين للعودة، وفي قلمه ما يوجع قلق الهوية في المجتمع الإسرائيلي. (إسرائيل) الدولة الوحيدة التي تقوم باعتقالات تسميها إدارية ضد الفلسطينيين وتجري بحقهم محاكمات صورية، ومن بين كل 100 معتقل فلسطيني هناك ما يتراوح ما بين 5-7 أسرى إداريين يتم احتجازهم دون أن يحظوا بمحاكمة عادلة. قرأ بولس نصا من مذكرات الجنرال الإسرائيلي “موسى ديان” عندما اعتقلته سلطات الانتداب البريطاني، وأغلقت أبواب ذلك السجن وراءه، حيث الرطوبة، والضرب، والتعذيب وارتفاع صوت النضال اليهودي في ذلك الوقت ضد الاعتقال الإداري غير القانوني، ولأن القاضي مغسول الدماغ، قرر تجديد الاعتقال الإداري للمرة الثالثة للأسير أيمن طبيش ردا على استدعاء التاريخ القريب الموسوم بالنكبة والشهود. جواد بولس يقف على رأسه لأنه عجز عن إثبات وجود تعذيب شديد اشتكى منه ذلك الأسير في معتقل المسكوبية: شبحوه وضربوه وعصروه وهددوه وشتموه ودعسوا عليه وتحرشوا به جنسيا وحشروه في زنازين قذرة، أطفأوا الشمس في عينيه وأجبروه على شرب البول والاعتراف، مدعيا القاضي أن محكمة العدل العليا الإسرائيلية رفضت يوم 6 شباط عام 2013 طلبا لمؤسسات حقوق الإنسان إصدار قرار يلزم الشاباك بتوثيق التحقيقات الأمنية التي يجريها مع المعتقلين توثيقا صوتيا و مصورا تحت حجة أن التوثيق لا يسري على المخالفات الأمنية. مسؤولو الشاباك يدعون أن الكنيست أجاز لهم ذلك بما يسميه (أمر الساعة) الذي يعفيهم من توثيق التعذيب، فسقطت 700 شكوى ضد أعمال تعذيب قدمتها المؤسسات الحقوقية للمحكمة العليا منذ عام 1992، لم يحقق في أي واحدة منها، ولم يقدم أي محقق للمحاكمة لأنه يحظى بحصانة القانون في إسرائيل. وعندما ابرز بولس نتائج التشريح الطبي للشهيد الأسير عرفات جرادات الذي قتل خلال التحقيق معه في معتقل مجدو يوم 23/2/2013 رد عليه القاضي بتصريح لوزير الاقتصاد الإسرائيلي ” نفتالي بنيت” (يجب علينا العمل على قتل الاسرى الفلسطينيين داخل السجن). بولس يقف على رأسه أمام جرائم الحرب في القضاء الإسرائيلي والتي يعتبرها جرائم عادية وبسيطة ومشروعة بذريعة الخطر الأمني على دولة إسرائيل، وأنه لا مكانة لقرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف واتفاقية مناهضة التعذيب في هذه المحاكم، يكرهون الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الصليب الأحمر الدولي، ويكرهون بيتسيلم والامنستي، ولا يسمعون سوى هاجس الخوف وفتاوي ملوك الحاخاميين الذين يدعون إلى إقامة معسكرات إبادة للفلسطينيين أو خنقهم بالغاز. يدخل بولس مناورات حربية في قاعات محاكم الاحتلال، الصفقات، المساومات، الغرامات، الخيارات الصعبة بين الإبعاد أو السجن، المحظورات الأمنية على لقاء المحامين مع الاسرى، وربما عليه أن يرتدي سترة واقية في مواجهة منظومة قوانين و أوامر عسكرية كفيلة أن تشعل حربا عالمية. تساءل جواد بولس هل يعرف المجتمع الإسرائيلي التناقض بين محاولته العيش في دولة ذات سيادة وقانون وديمقراطية ومساواة وبين وجود أيديولوجية تقف وراء سياسة الاحتلال المستمرة تبرز بوضوح في قاعات المحاكم العسكرية. حكمت المحكمة العسكرية الإسرائيلية على الأسير المريض رياض العمور بالسجن المؤبد 11 مرة بتهمة قتل جنود إسرائيليين بينما حكمت ذات المحكمة على الإسرائيليين داني ايزمن وميخائيل هليل وفالي فوكس الذين قتلوا عام 1985 السائق الفلسطيني خميس تيتنجي بالحكم المؤبد وأفرج عنهم بعد 7 سنوات بعفو رئاسي، بينما ظل رياض العمور يتقلب في مؤبده ومرضه في مستشفى الرملة ينتظر موتا بلا وجع يوقف صرخات القلب. بولس يقف على رأسه أمام التمييز العنصري في القضاء الإسرائيلي، هناك فرق بين دم ودم، بين حكم وحكم آخر، هنا شعب الله المختار وهناك شعب الاغيار، لهذا أطلقوا سراح “أيلان غودمان” الذي قتل المصلين في الأقصى وجرح العشرات بعد 15 سنة من حكمه، وبقي كريم يونس في ثوب الإعدام منذ اثنين وثلاثين عاما. يتفحص بولس المنظومة القيمية والسلوكية لجيش الاحتلال وهو يرافع عن طفل من مخيم جنين استخدمه الجنود درعا بشريا خلال اقتحام المخيم، فيكتشف أنها تسمح للجنود باستخدام السكان المدنيين دروعا بشرية، وأن الجيش الإسرائيلي حسب تلك المنظومة هو الجيش الوحيد في العالم الذي تظهر في شيفرته الأخلاقية قيمة حياة الإنسان أيا كان، لهذا أصيب الطفل بجروح بالغة واحترق مخيم جنين بالقنابل، وعندها صدق بولس ما قاله أحد الضباط الإسرائيليين أن منظومة السلوك في إسرائيل تصنع وحشا. يستقبل بولس أسرى قادمين من السجون إلى قاعات المحاكم عبر بوسطات حديدية مغلقة، يصلون منهكين ومضروبين ومتعبين، حيث تستغرق الرحلة 8 ساعات متواصلة وتحت رحمة قوات ما يسمى النحشون، سقطت الاسيرة رنا ابو كويك مريضة ومنهارة في قاعة المحكمة، الكلبشات في يديها وقدميها، ملا بسها ممزقة، عيناها تفيضان بالفزع،جسدها يرتعش، أولادها يبكون من وراء الأسلاك البعيدة. يقف بولس على رأسه بعد أن قرر القاضي عدم المسؤولية بعلاج الأسير المقعد والجريح والأعمى والأطرش محمد براش وتركيب طرف صناعية لقدمه المبتورة، مدعيا أن العلاج يجب أن يكون على نفقة الأسير نفسه، وظلت قدم محمد براش المبتورة تسيل دما في قاعة المحكمة، في حين بترت قدم الأسير ناهض الأقرع وأرسلت إلى تراب مقبرة مدينة البيرة وحيدة يتيمة. بولس يدعو إلى وقف المشاركة في مسرحيات هزيلة تسمى المحاكم العسكرية الإسرائيلية، ويدعو الجميع رفض الوقوف على رؤوسهم وأخذ العبرة مما فعلته المحامية الإسرائيلية القديرة فيليتسيا لانغر عندما أعلنت أن المحاكم العسكرية الصورية مهمتها تكريس الاحتلال و تتجاوز كل قانون، مما يحول عمل المحامي إلى نوع من العذاب، وقررت لانغر مغادرة قاعات المحاكم ولم تعد.
أيها القاضي في المحكمة العسكرية:
لا عدالة في زمن الاحتلال
هنا جلاد … وهناك ضحية
كلما تحرر المقتول من دمه
رآك تحشو بندقية
هيئة الأسرى ترصد ظروف العزل القاسية للأسير عمر خرواط داخل معتقل “مجدو“
رصدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير صادر عنها، تفاصيل عزل الأسير عمر فهمي خرواط (49 عاماً) من مدينة الخليل والمحكوم بالسجن ل 4 مؤبدات، والذي يقبع حالياً داخل معتقل “مجدو” بأوضاع اعتقالية قاسية.
وأوضحت الهيئة في بيانها أنه قبل حوالي عشرة أيام أقدمت إدارة سجون الاحتلال على عزل أربعة أسرى من الهيئة التنظيمية لحركة فتح في معتقل “ريمون” بشكل تعسفي، وهم كل من: حاتم القواسمة، وأسامة اسعيد، وابراهيم عبد الحي، بالاضافة إلى الأسير خرواط. وأضافت فور وصول الأسير خرواط لمعتقل “مجدو” جرى زجه داخل زنزانة قذرة لا تصلح للعيش الآدمي، وفيما بعد تم نقله لزنزانة انفرادية بقسم المعبار بذات المعتقل. وأشارت أن إدارة المعتقل تتعمد انتهاك الأسير وإساءة معاملته بتقييد يديه ورجليه كلما تم نقله من وإلى غرفة العزل، وعند إخراجه أيضاً لعيادة المعتقل وإلى ما يسمى “ساحة الفورة”.ولفتت الهيئة بأن إدارة معتقلات الاحتلال لا زالت تحتجز كل من الأسيرين قواسمة واسعيد داخل عزل “معتقل “جلبوع”، أما عن الأسير عبد الحي فقد جرى نقله إلى الأقسام العامة بمعتقل “هداريم”.
الأسير ياسر أبو تركي يدخل عامه الخامس عشر في سجون الاحتلال
أفاد امجد النجار مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة الخليل ان الأسير ياسر أيوب عبد الفتاح عصفور (ياسر أبو تركي ) من مدينة الخليل قد دخل عامه الخامس عشر في سجون الاحتلال … وأوضح النجار ان الأسير ياسر أبو تركي يعتبر من قادة كتائب شهداء الأقصى وتعرض لمطاردة طويله من الاحتلال الا ان تم اعتقاله بتاريخ 14 أذار عام 2006م من سجن اريحا مع الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات ورفاقه واللواء فؤاد الشوبكي حيث حكمت عليه المحكمة العسكريه في عوفر بالسجن المؤبد مرتين ولايزال قابعا في سجون الاحتلال وكان الأسير أبو تركي قد خاض عدة إضرابات مفتوحة عن الطعام كان اطولها اضراب الكرامة الذي خاضه مع القائد مروان البرغوثي والذي استمر 45 يوما .. وخلال اعتقاله توفي والده وثلاثه من اعمامه.
منذ أثنا عشر يوما.. الاحتلال يواصل عزل أربعة أسرى من الهيئة التنظيمية لفتح
تواصل إدارة سجون الاحتلال عزل أربعة أسرى من الهيئة التنظيمية لفتح في سجن “ريمون”، وذلك منذ اثنا عشر يوما. وبين نادي الأسير اليوم، أن إدارة السجون نقلتهم إلى عدة سجون بعد أن قررت عزلهم، حيث جرى نقل الأسيرين حاتم القواسمة والمحكوم بالسجن (4) مؤبدات، وأسامة سعيد والمحكوم بالسّجن ل(5) مؤبدات إلى عزل سجن “جلبوع”، والأسير عمر خرواط المحكوم بالسّجن ل(4) مؤبدات إلى عزل سجن “مجيدو”، فيما جرى عزل الأسير إبراهيم عبد الحي في سجن “هداريم”.ولفت نادي الأسير إلى أن إدارة السجون صعّدت منذ مطلع العام الجاري، من عمليات العزل واستهدفت عدداً من الأسرى في الهيئات التنظيمية، كما وتعرض عدداً منهم للتحقيق. يُشار إلى أن الأسير القواسمة معتقل منذ عام 2003، وسعيد منذ 2001، وخرواط منذ 2002 وهم من محافظة الخليل، والأسير إبراهيم عبد الحي منذ 2002، وهو من بلدة بورين قضاء نابلس.
موجز أخبار الأسرى عبر صوت أذاعة الأسرى
قوات الاحتلال تعتقل مقدسية من قرية العيسوية ونجلها وشابين آخرين، بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح امام مركز شرطة صلاح الدين بالقدس المحتلة. إدارة سجن عسقلان تعزل 19 أسيرا و15 سجانا بعد اكتشاف إصابة طبيب نفسي إسرائيلي بفيروس “كورونا” كان في السجن قبل عدة أيام. هيئة شؤون الأسرى والمحررين تحمل إدارة معتقلات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن صحة وسلامة كافة الأسرى والأسيرات في حال وصل فيروس “كورونا” إلى المعتقلات. سلطات الاحتلال تقرر السماح بزيارة اثنين فقط من أقارب الأسرى في سجونها من الدرجة الأولى بعد قرارها القاضي بمنع الزيارات تحسباً من انتشار فيروس كورونا. إدارة سجن نفحة الصحراوي تواصل إهمال الظروف الصحية للأسير يوسف سكافي من الخليل، والمحكوم بالسجن المؤبد أربع مرات منذ العام 2004.
الأسير مهند مطحنة من بيت لحم يستمر بإضرابه عن الطعام لليوم الثامن على التوالي للمطالبة بإنهاء اعتقاله الإداري. ثلاثة أسرى من الضفة المحتلة يدخلون اليوم أعوامًا جديدة في سجون الاحتلال وهم وفق إذاعتنا: أحمد فني، رائد حوتري، والأسير هاني غانم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.