* المسرح الجزائري استطاع أن يعكس صورة مشرفة للجزائر قال المدير العام للمسرح الوطني محمد يحياوي، أن المسرح الوطني محي الدين بشطارزي التزم باتخاذ الإجراءات الاحترازية للحدّ من تفشي وباء كورونا، وذلك من خلال تأجيل كافة نشاطاته إلى غاية رفع الحجر، والتي ستكون بمثابة فرصة للبحث في آليات جديدة تضع المسرح الوطني وفق معايير العصر الرقمي. أوضح محمد يحياوي أن المسرح الوطني مثله مثل باقي المؤسسات الثقافية الوطنية التزم بتأجيل نشاطاته بعدما أجبر وباء كورونا العيش في ظل الظروف الاستثنائية لكن في المقابل يقول محمد يحياوي أجبر الجميع على تعميق آليات التفكير لديه وفي رفع مناعة المقاومة عنده بالمسرح، مشيرا أنّ الوضع سيضعنا مستقبلا في قلب العصر. .. المسرح الوطني مستمر في تقديم نشاطاته وان كان المسرح توقف عن تأدية مهامه، يقول مدير المسرح أن المسرح الوطني لم يتوقف عن وظيفته ولا عن رسالته الثقافية والترفيهية والمعرفية، بل عوّض الحضور الآني بآخر افتراضي، حيث سطر برنامجا تفاعليا متعدد الأهداف والغايات، وبذلك انتقل إلى البيوت بدل أن ينتقل إليه الجمهور، مستغلا منصته على بوابة المسرح وعبر موقع التواصل الاجتماعي، حيث تبرمج يوميا عروض مسرحية على قناة يوتوب الخاصة بالمسرح الوطني موجهة للأطفال للفترة الصباحية، وعروض أخرى للكبار خلال الأمسية وسهرة اليوم. وفي هذا الصدد، أشار مدير المسرح الوطني أن العروض التي يتم تقديمها تخص إنتاجات المسرح الوطني والمسارح الجهوية، وخلال السهرة يُفتح النقاش على القضايا المرتبطة بالمسرح الجزائري عامة وصناعة الفرجة خاصة على صفحة منتدى المسرح الوطني الجزائري، حيث تطرح إشكاليات حول المسرح الجزائري خاصة وعن العلائق المرتبطة به إنجازا عبر محطاته التاريخية وصياغة من حيث الخيارات الفنية وتجليات جماليات من قبل مبدعيه، وذلك بتنشيط أكاديميين وباحثين ونقاد بحيث لكل عدد إشكاليته… كما برمجت مسابقات حول الكتابة المسرحية وكذا العروض المسرحية الافتراضية من إنتاج الأطفال بين سني 6-16 سنة بهدف تشجيع التنافس النزيه بينهم وكذا لاكتشاف المواهب. ..المسرح الوطني يعمل على تدعيم أرشيفه بمنصات إلكترونية وعن مدى تأثر الحركة المسرحية بهذه المرحلة، يقول المتحدث “لا يمكن للمسرح أن يعرف الجمود أو التوقّف، لأن إن حصل ذلك فهذا يعني توقف استمرارية الإنسان ونهاية العالم، والمسرح يتطور بتحرك الإنسان، والدليل أنّ منذ الإعلان عن الحجر الصحي والمسرح الوطني مستمر في برنامجه المذكورة آنفا، بل هناك إصدار مهم أثريت به المكتبة الرقمية وهي عملية تندرج ضمن مشروع مركز البحث والأرشفة والتوثيق للمسرح الوطني، حيث دعمت المكتبة السمعية البصرية بتسجيلات لعروض مسرحية من الجنوب الجزائري شاركت على خشبة “محي الدين بشطارزي” في الأيام المسرحية التاسعة لمسرح الجنوب من سنة 2019 من قبل فرق هاوية، وبذلك أرشفنا للمسرح المؤدى في الجنوب بإبداع أبنائه ولعروضهم كشهادات عن اللّحظة، ونرى في ذلك إنجازا… وتابع قائلا “كذلك نحن نفكر لما بعد الكورونا، فالزمن بالنسبة لنا لم يتوقف، وهذا هو جوهر المسرح يتجدد وينبعث، وقد وضعنا ورقة طريق لذلك مضبوطة إلى غاية ثلاثة سنوات قادمة، إنتاجا، تكوينا وبرمجة، وفي الآونة الأخيرة قمنا بوضع قائمة لخمسة وعشرين (25) مخرجا لدراسة مشاريعهم وهذا تحت مظلة مبادرة حاملي المشاريع الفنية”. …وسائل التواصل الاجتماعي تساعد على كسب جمهور جديد للمسرح وبخصوص إن كان العالم الافتراضي يستطيع أن ينهض بالمسرح ويصنع جمهورا له يقول محمد يحياوي “المسرح فن ، الآن أي ضرورة اجتماع المتفرج والمؤدي في لحظة مشتركة حتى تكتمل العملية المسرحية تواصلا وتأويلا، وتتحقق بذلك الفرجة المشهدية، إلاّ أن الظرف قطع ذلك الخيط الآني وعوّضه بلحظة المُستدرك، أي أن العرض يمكن أن تتطلع عليه في أي لحظة، وهذا شيء إيجابي يعطي هامشا واسعا لاتساع دائرة المادة المسرحية وبذلك استقطاب عدد كبير من الجمهور، حتى مخابر البحث وطلبة الجامعات يمكن استغلالها في أبحاثهم العلمية، كما أصبحت الصفحات والمنتديات على شبكة التواصل الاجتماعي وكذا المواقع كذاكرة توثيقية سمعية بصرية لكامل المنجز المسرحي في الجزائري تلك التي تنتمي إلى الحاضر أو المتعلقة بالكلاسيكيات، ألا ترونا ذلك منجزا بامتياز”. …المسرح الجزائري استطاع أن يعكس صورة مشرفة للجزائر وعن حديثه عن المسرح الوطني كمؤسسة وتقيمه لما قدمته يقول المتحدث “اعتمدنا في تسييرنا على نظام النوعية في الإنتاج والانتقاء في البرمجة، كما كنا نؤكد على الجديد والاستمرارية في الأداء، ونحن على الاستمرارية فيما حُقق مع التجديد طبعا” موضحا ” بأن الاستمرارية في الأشياء الفعّالة كالجائزة الدولية “مصطفى كاتب” والورشات التكوينية تحت عنوان “ماستر كلاس” وتكوين فرقة لذوي الاحتياجات الخاصة، والتجديد في طرق اختيار النصوص وانتقاء العروض لعرضها في القاعة الكبرى “مصطفى كاتب” أو تلك التي تدخل في إطار التجريب أو المخبرية على مستوى قاعة “حاج عمر”، بحيث تخاطب الإنسان البسيط والمثقف على السواء، وقمنا بإنتاج مسرحيات نالت صدى كبير ونجاح واسع منها ما تحصلت على أحسن عرض مسرحي عربي لسنة 2019 والتي تحمل عنوان "جي بي أس"، ومن كان لها تتويجا على المستوى الوطني على سبيل المثال "طرشاقة "… كما عملنا على إعادة كسب ثقة الجمهور وذلك بتقديم برامج قوية ممتدّة على طول السنة للصغار والكبار، إضافة إلى فتح ورشات تكوينية في التمثيل المسرحي، النقد، الكتابة الدرامية وغيرها، وكذا بعث مشروع مركز البحث والأرشيف والتوثيق لرصد التحولات التي تشهدها الخشبة الجزائرية وللحفاظ على الوثيقة المسرحية من النسيان والضياع.