أكّد المدير العام للمسرح الوطني الجزائري، محمد يحياوي أنّ سنة 2015 ستكون لرفع رهان إعادة الهيبة للمسرح الجزائري، وإعادة هيكلة المؤسّسة من حيث التنظيم والإنتاج والتوزيع وكذا الاتصال، وذلك سعيا منه لمصالحة الجمهور وتجديد علاقته الطيبة مع المسرح، وأن يجسّد فعلا معنى التغيير لكلّ مواطن يلج مبنى ”محي الدين بشطارزي”. قال محمد يحياوي في ندوة صحفية عقدها بمقر المسرح الوطني ”محي الدين بشطارزي” بالجزائر العاصمة، أنّ سنة 2014 كانت سنة لتطبيق برنامج المدير السابق الراحل، امحمد بن قطاف. وسيعكف خلال السنة الجارية على فرض التغيير في تنظيم مؤسّسة المسرح، بحيث سيحال كلّ العمال الذين يتجاوز سنهم الستين عاما على التقاعد، وسيستعين بإطارات شابة وذات كفاءة، مشيرا إلى أنّ المسرح الوطني يضمّ عددا من العمال هم أكثر من طاقته. وبخصوص الجمهور، قال المدير العام إنّ هناك خللا ما في المسرح الوطني، فالجمهور العاصمي لا يشاهد العروض المبرمجة خلافا للمسارح الجهوية فإنّها تعرف حضورا جماهيريا كبيرا، حسبما أورده محمد يحياوي والتي استقاها من تجربته في إدارة المسرح الجهوي لباتنة، وواصل يؤكّد أنّ الجمهور الذي يريده هو الذي يذهب لشراء تذكرة ويستمتع بالعرض المقدم، ولكن للأسف فمعظم المسرحيات تعرض مجانا، الأمر الذي يجعل المسرح بمثابة امتداد للشارع. وبعد أن أكّد أنّ أبواب المسرح مفتوحة لكلّ الشباب المبدع في كلّ وقت، أفاد يحياوي أنّ سنة 2015 ستعرف انطلاقة جديدة بعد السنة الماضية التي شكّلت مرحلة انتقالية، إذ سيركّز على الإنتاج الجيّد للأعمال المسرحية، كما سطّر في أجندة عمله إنتاج خمس مسرحيات مستقاة من التراث العالمي وأخرى من التراث الجزائري سواء بنصوص أصلية أومقتبسة من أنماط أدبية مختلفة، وعمل مسرحي باللغة الأمازيغية وآخر من إبداع الشباب. وأردف مدير المسرح، في موضوع الشباب المبدع، أنّ المسرح الوطني يعد فضاء لاحتكاك التجارب من خلال الورشات التكوينية التطبيقية وتنظيم إقامة فنية موجّهة للشباب. على صعيد أخر، أفاد المتحدّث أنّ القاعة الكبرى للمسرح ”مصطفى كاتب” ستخصّص فقط للعروض الضخمة، وقاعة ”الحاج عمر” ستخصّص للجمعيات والشباب. وخلال الأيام المقبلة، سيتم فتح قاعة أخرى ستعزّز المرافق الخاصة بهذه الشريحة المبدعة. وفي هذه السنة كذلك ستعود أيام مسرح الجنوب بعد أن غابت العام الماضي، وسيكون هناك سعي لزيادة عدد العروض في الجنوب، ولأوّل مرة سيتم تنظيم أيام المسرح الأمازيغي وأيام المونودرام. ويواصل المسرح الوطني في تجسيد البرنامج المتعارف عليه على غرار المرأة في إبداع خلال شهر مارس، والبطاقة البيضاء للمسارح الجهوية وكذلك الموعد الأدبي ”صدى الأقلام” الذي سيلبس حلة جديدة وتستقبل ضيوفا نوعيين بهدف إثراء المشهد الثقافي والمسرحي على وجه الخصوص. واعترف يحياوي أنّ أرشيف المسرح الوطني غير مرتب، ولذلك تمّ استحداث مصلحة جديدة تعنى بالأرشفة والتوثيق، كما أعلن عن تأسيس صندوق الإعلام والتوثيق مهمته أرشفة الأعمال المسرحية المنتجة بالطريقة الرقمية، وإنشاء مجلة خاصة بالمسرح. وفي رده على سؤال الصحافة، ذكر محمد يحياوي بالمناسبة أنّ سيد أحمد أقومي يشغل منصب مستشار فني وليس مديرا فنيا للمسرح الوطني، مهمته إبداء الرأي بخصوص النصوص الجديدة المقترحة على المسرح الوطني.