يجب على العبد المسلم إذا فاته صيام يوم من أيام رمضان أن يقوم بقضائه بعد أن ينتهي شهر رمضان، لأن صيام رمضان فرض على كل مسلم ولا يجوز أن لا يقوم بقضائه، ويفضل أن يقضي المسلم الأيام التي أفطرها بعد انتهاء رمضان مباشرة، ويفضل أن يقوم بقضائها بشكلٍ متتالٍ حتى ينال رضا الله عنه. ما حكم الذي لم يقض ما عليه من الصيام حتى جاء رمضان الذي بعده؟ لقد اتفق العلماء على أن هذا الأمر ينقسم إلى قسمين: الأول أنه إذا أفطر في رمضان مع وجود العذر، مثل أن يكون أصابه المرض، أو أن يكون مسافراً، أو أن تكون امرأة ذات حيض أو نفاس، فإنه في هذه الحالة يجب القضاء فقط حتى لو جاء رمضان والمسلم لم يقضِ الأيام التي أفطرها من رمضان السابق. الثاني أنه إذا أفطر في رمضان مع عدم وجود العذر، فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل التوبة النصوح التي لا رجعة فيها، وعليه أن يؤدي كفارة إلى الله وتكون بإطعام المساكين والفقراء ما مقداره كيلو ونصف من التمر أو الأرز أو القمح عن كل يوم يقوم بقضائه من الأيام التي قام بإفطارها. ما حكم من ترك صيام العديد من شهور رمضان قبل وقتٍ طويل ونسي مدّة إفطاره؟ اتفق العلماء أنه يجب عليه أن يقضي هذه الأيام، ولكن في حالة وجود العذر يجب عليه قضاؤها فقط، أما في حالة عدم وجوده فيجب عليه القضاء مع الكفّارة والتي تكون كيلو ونصف من قمحٍ، أو أرزٍ، أو تمرٍ، مع وجوب الاحتياط، فإذا كان الشك أن عدد الأيام التي قام المسلم بإفطارها خمسة أيام أو ستة فإنّ عليه قضاء ستة أيام كاملة. ما حكم من يريد قضاء الصيام ولا يستطيع بسبب المرض؟ اتفق العلماء على أنّه لا يجب قضاء الصيام والمسلم في حالة المرض، فينتظر حتى يشفيه الله ثم يقوم بقضاء ما عليه من الصيام مع عدم وجود كفارة بسبب المرض. ما حكم من يحاول قضاء الصيام، ومات قبل ذلك؟ إذا كان المسلم غير قادر على القضاء بسبب بعض الأعذار مثل المرض، فإنّ الله لا يعاقب المسلم المتوفى على عدم قضاء الأيام التي أفطرها في رمضان. أما إذا كان المسلم قادراً على الصيام ولم يكن له أي عذرٍ، فإن الله سوف يعاقبه يوم القيامة، فيجب على أهل المتوفى أن يقوموا بالقضاء عنه. هل يجب على المسلم أن تكون أيام قضاء الصيام متتابعة؟ اتفق العلماء على أنه لا يجب على المسلم الذي يقضي صيامه أن يقوم بالصيام في أيام متتابعة، فيجوز أن يصومها متتابعة ويجوز غير ذلك. هل يجوز صيام التطوع قبل قضاء الصيام في رمضان؟ لا يجوز للمسلم أن يصوم صيام التطوع وهو عليه قضاء صيام بعض الأيام في شهر رمضان، فالفرض يُقدم على السنة، فمن غير المعقول أن تقوم بإعطاء الصدقة وأنت عليك الكثير من الدَين والله أعلم. حكم ترك الصيام الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة التي تعتبر أعمدة الإسلام، لذلك يجب على المسلم أن لا يترك صيام شهر رمضان إلّا بعذرٍ شرعي كالسفر أو المرض، ولكن من ترك صيام شهر رمضان بدون أن يجحد وجوب صيام الشهر، فإنّه عاصٍ تجب عليه التوبة إلى الله عز وجل وقضاء الأيام التي لم يقم بصيامها بعد التوبة، وإطعام مسكين في كل يوم يقضي فيه إن كان قادرا على ذلك، أما إذا كان جاحدا لوجوب الصيام فإنه كافر، بسبب إنكاره لأحد أركان الإسلام الخمسة، ولذلك يجب أن تقوم المحاكم الشرعية بالاستتابة لهذا المسلم فإن لم يتُب وأصر على جحوده للصيام فإنه يجب أن يُقتل لأنه مرتد عن الإسلام. الإسلام دين يسر إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وهو الأعلم باحتياجاته، لذلك فإن الإسلام أمرنا في التوسط ما بين الروح والجسد، وراعى احتياجات الإنسان وضعفه، قال الله تعالى ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )، لذلك فإن الله أمرنا بالإفطار في نهار رمضان في حال كان الصائم مريضاً أو كان مسافراً، وذلك للمشقة التي تكون في حالة المرض أو السفر ولا يقدر الصائم على إكمال نهار رمضان دون الطعام والشراب أو الأدوية التي يتناولها.