يراهن أطباء وممارسون بقطاع الصحة, مجندون ضمن الصفوف الأولى لمجابهة جائحة كورونا بالشلف على ضرورة تقيد الساكنة المحلية بتدابير الوقاية لوضع حد لانتشار والقضاء على هذا الوباء, وتقدير جهود و تضحيات الجيش الأبيض في مواجهة هذا الداء. وفي هذا السياق, قال رئيس مصلحة انتقاء مرضى الكورونا بمستشفى "الأخوات باج", الدكتور قراق بوعبد الله, أن "الطاقم الطبي وشبه الطبي يبذل قصارى جهوده في سبيل التكفل الأمثل بالمصابين, حيث يعملون في ظروف خاصة حتمت عليهم التضحية مهنيا واجتماعيا", داعيا إلى تقدير هذه التضحيات من خلال الوقاية وعدم تعريض حياة الجميع للخطر. وأضاف "تضحياتنا تستوجب المعاملة بالمثل من طرف المواطن (..) لم نطلب المستحيل وإنما فقط ارتداء الأقنعة الواقية والالتزام بتدابير الحجر الصحي (..) كل خرق لهذه الإجراءات هو حمل للفيروس والخطر إلى كل العائلة والمجتمع". من جانبه, شدد رئيس جمعية الأطباء المحلية بالشلف, معمري فاتح, على ضرورة تقيد المواطنين بكل إجراءات الحجر الصحي والوقاية, لافتا إلى تراجع الوعي مقارنة بالأيام الأولى لانتشار الفيروس التي سُجل خلالها التزامهم بإجراءات الوقاية والأمان. وأردف معمري أن "كل مواطن مشتبه فيه أن يكون حاملا للفيروس, وأن الطواقم الطبية وشبه الطبية تقدم تضحيات كبيرة من خلال العمل في مؤسسات استشفائية بدون تكييف هوائي مع الأخذ بعين الاعتبار درجات الحرارة التي تعرف بها المنطقة, وكذا العمل تحت ضغط احتمال الإصابة بالفيروس التاجي". "ومن هذا المنبر لا يسعنا القول للمواطن إلا أنه هو البطل الأول في هذه الحرب الوبائية, فبوعيه والتزامه بإجراءات الوقاية فهو يساهم في حماية نفسه ومحيطه وكذا تخفيف الضغط على المستشفيات المرجعية لمحاربة فيروس كورونا المستجد", مثلما قال. ويعد الدكتور عاطف نعاس عرابة, أحد الأطباء الخواص الذين تطوعوا منذ بداية جائحة كورونا, لمعالجة والكشف عن العائلات القاطنة بالمناطق النائية سعيا لعدم تكليفها مشقة التنقل إلى مركز الولاية وكذا تخفيف الضغط عن المؤسسات الاستشفائية. ورغم تفهمه لأوضاع الساكنة المحلية التي تضطر غالبا للخروج وكسر بعض إجراءات الحجر الصحي لقضاء حاجياتها, إلا أن هذا الطبيب المتطوع الذي لم يزر عائلته بالعاصمة منذ أربع أشهر, شدد على ضرورة التزامها بتدابير الوقاية للحيلولة دون ارتفاع عدد الإصابات وضرب عرض الحائط كل التضحيات التي بذلها عناصر الجيش الأبيض. وفي هذا الاطار, اعتبر أن "المواطنين مسؤولين إجتماعيا فيما يتعلق باحترام تدابير الوقاية بقدر مسؤولية وواجب كل طبيب وعضو من الطاقم الطبي", داعيا إلى تضافر كل الجهود في سبيل القضاء على هذا الوباء والعودة للحياة الطبيعية قريبا. كما أشار عدد من أعوان التمريض، إلى أن تخفيف بعض إجراءات الحجر الصحي على ولاية الشلف, لا يعني الاستهتار والتهاون فيما يخص الالتزام بتدابير الوقاية, التي تعد السبيل الأنجع لمواجهة هذا الوباء الخطير الذي استعصى على الباحثين في مجال الطب, لحد الآن, إيجاد لقاح له ماعدا بعض بروتوكولات العلاج التي تبقى فعاليتها نسبية. وقال سمير (ممرض) أن "استقرار الوضعية الوبائية وتخفيف بعض إجراءات الحجر الصحي جعل وعي الساكنة المحلية يتراجع, غير أن الإحصائيات الأخيرة التي أبانت عن ارتفاع جديد في حصيلة الإصابات تدعوا للتحسيس والتوعية مجددا بضرورة ارتداء الكمامات والتقليل من التجمعات واحترام التباعد". للإشارة بلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا بولاية الشلف, حسب آخر إحصائيات وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات, 92 حالة مؤكدة فيما توجد على مستوى المركزين المرجعيين بكل من مستشفى الأخوات باج بالشلف ومستشفى تنس, عدة حالات مشتبه فيها, في انتظار صدور نتائج تحاليلها.