قبل عشرة أيام من إصابته، قال إنه كان مُتعبًا، توقّعنا بأن يكون السرطان هو السبب، لكن شيئًا كان يداهم جسده بشكل خفيّ، حتى وردنا اتّصال مفاجئ "كمال أُصيب بفيروس كورونا". طيلة السنوات الماضية، والمؤسسات الحقوقية والتي تُعنى بالأسرى تُطالب بالإفراج عن المرضى منهم في سجون الاحتلال (700 أسير مريض)، واستمرّت في تجديد تلك المطالب بعد تفشي فيروس كورونا في أرجاء البلاد. قلقٌ ساور أهالي الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بعدما بدأ إعلام الاحتلال الإعلان عن إصابة عدد من المحققين والسجانين والجنود وغيرهم ممن يتعاملون مع الأسرى بشكل مستمر، ذاك القلق ما زال متواصلًا طالما أن إدارة السجون تتفنن في أساليب تعذيب الأسرى وعدم توفير أدنى مقومات الحياة الإنسانية لهم، ناهيك عن الأسرى المرضى الذين تتفاقم أوضاعهم الصحية بسبب الإهمال الطبي. الأسير كمال أبو وعر يبلغ من العمر 46 عامًا، قضى 17 منها في سجون الاحتلال وثلاثة سبقتها كان خلالها مُطاردًا من قبل الجيش، ثم حُكم بالمؤبد ل6 مرات، و50 عاماً بعد اعتقاله عام 2003 على خلفية مقاومته للاحتلال. تقول نسرين أبو وعر، شقيقة الأسير، ل"قدس الإخبارية" إن العائلة تفتقد كمال في كل مناسبة وكل مكان، وتقول: "أمي وأبي دائمًا ما يتذكّرون كمال في كلّ حين، وآلمهم بشدّة نبأ إصابته بالسرطان، ثم نبأ إصابته بكورونا. وتُضيف أن شقيقها أكمل الثانوية العامة وعمل في قوات ال17 لكنّ الاحتلال اعتقله عام 2003، وحرمه من الحرية بعدما حكم عليه بالسجن المؤبد المكرر. وتُشير إلى أن الزيارة الأخيرة كانت خلال شهر آذار/ مارس الماضي، أي ما قبل كورونا، وكان مُتعبًا بعض الشيء، لكنه كعادته لا يتحدّث عن وجعه، بل يترك ما يؤذيه جانبًا ويُبادلنا أطراف الحديث، معنوياته دائمًا عالية، وابتسامته لا تفارقه. تبيّن نسرين أن كمال حدّثهم قبل عشرة أيام من إصابته بالفيروس، وذاك كان آخر اتصال بهم، حينها قال إنه متعب، واعتقدوا بأن السرطان هو السبب، فهو مُصاب بسرطان في الحنجرة منذ عام 2019، ومنذ ذلك الوقت ووضعه الصحي في تدهور. "كمال مُصاب بكورونا".. أبلغت هيئة شؤون الأسرى والمحررين العائلة بإصابته في ال12 من شهر تموز/ يوليو الجاري، فكان الخبر بمثابة صدمة لهم، فكيف لكمال أن يتحمّل وجع السرطان والكورونا وقهر السجون في الوقت ذاته. بعد نبأ إصابته، تبلّغت العائلة بأن كمال خضع لعملية جراحية لوضع أنبوب تنفس له في مشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، وما زالت المعلومات غير واضحة حول وضعه الصحي. تقول نسرين: "كان يُحدّثنا كيف يقضي يومه في السجن ما بين الرياضة، المطالعة، قيام الليل وقراءة القرآن، ويا ليته يقضي معنا أيامه القادمة، فالأمل بالله وحده، شفاء من الأمراض وحرية قريبة.