يعيش الأسرى المعتقلين إدارياً وعائلتهم لحظات من التنكيد والتنغيص عليهم من قبل مخابرات الاحتلال، التي تسعى إلى زرع اليأس في قلوب المعتقلين إدارياً، فهو اعتقال المجهول ويعتبر العدو الأصعب للأسرى القابعين في سجون الاحتلال. يتحدث المحرر الطالب في برنامج الماجستير في جامعة النجاح ساجي أبو عذبة (29عاماً) من مدينة قلقيلية، الذي اعتقل إدارياً لمدة خمسة عشر شهراً، عن الاعتقال الإداري وتفاصيله القاسية ويقول: يحاول المحتل تدمير إرادتنا وإسكات نداء الحب في ضمائرنا، يعتقلنا لأشهر طويلة دون أي تهمة، ويتفنن في تنكيد عيشنا والتنغيص على أهلنا. ويضيف: مشروعة الحقيقي أن يجعلنا نماذج معذَّبة يرهبون بها كل من حاول أن يتمرد على قيود الذل والمهانة، لكنهم لا يعلمون أننا من تراب هذه الأرض الحرة، ندوس كيد المحتل بعزائمنا، ونضع الخوف تحت أقدامنا. ويتابع قائلا: اعتقالٌ من غير تهمةٍ ولا مبرر، خمسة عشر شهراً على ذمة الإداري، لقد قتلوا فيها خمسة من شهداء الحركة الأسيرة، صلينا وكبّرنا وهتفنا مع الشهيد رقم 224، هم مجرد أرقام في مقابر محتلينا، لكنهم علاماتٌ ونجومٌ نهتدي بها. يستردف المحرر أبو عذبة حديثه: كان هذا الاعتقال كثيفا في أحداثه، إضرابات وقمعات، تصعيدٌ ونقليات، موجات الحر الصحراوية وجموع الحشرات، هموم الرفاق وأوجاعهم، كورونا وآثاره، والمعاني التي عشنا فيها وعاشت فينا، كلها ستظل علامةً فارقة في هذا الاعتقال". ويرى المحرر أبو عذبة إن سياسة الإهمال الطبي العنصرية ستؤدي في نهاية الأمر إلى كارثة عامة على الأسرى، فالسجون أصبحت مكاناً للأمراض وانتشار الأوبئة، وإذا لم يكن هناك تحرك لمنع هذه الكارثة المرتقبة، فستكون النتائج قاتمة يصعب التعامل معها، فصحة الأسرى المرضى على وجه الخصوص في انحدار مستمر. وعن محاكم الاعتقال الإداري يقول المحرر أبو عذبة: يكون القاضي صورياً ويحمل رسالة للمعتقل، أن الاعتقال الإداري هذا جاء كي يتم قص جناحيك حتى لا تستطيع التحليق، فهي رسالة عنصرية بكل ما تعني الكلمة، فهم يعتقلون بدون تهمة وخوفاً من تحرك في المستقبل دون إثبات يذكر، فهذه هي محاكمهم التي تخطف الأعمار لشبهة التحرك والقيام بنشاطات قد تضر بأمن المنطقة، فهي قائمة على الشك والظن. مكتب إعلام الأسرى أشار إلى أن الاحتلال كان قد اعتقل الأسير ساجي أبو عذبة في وقت سابق قبل سنوات أثناء عودته من الأردن عند وصوله إلى معبر الكرامة حيث تم اعتقاله وإخضاعه للتحقيق لمدة شهرين وبعدها تم تحويله للاعتقال الإداري لمدة 20 شهراً وأخبره وقتها ضابط المخابرات أن الحساب معه لم يغلق.