يعيش الشريط الساحلي لبومرداس جراء قرار الفتح التدريجي للشواطئ تماشيا مع الظروف الصحية المترتبة عن تفشي فيروس كورونا، على وقع توافد عدد كبير من المصطافين من داخل الولاية وخارجها رافقه تذبذب وتباين في التقيد بالبروتوكول الصحي الخاص بالإصطياف رغم تسخير كل الإمكانات من اجل السهر على تنفيذ هذه التدابير، حسبما لوحظ. وسجل منذ الساعات الأولى لبدء سريان مفعول هذا القرار، حسبما لوحظ بعاصمة الولاية وبلديات ساحلية أخرى، توافد معتبر للمصطافين نجم عنه حركة مرور مزدحمة عبر تقريبا كل الطرق المؤدية إلى الشواطئ وإلى الفضاءات الأخرى المجاورة لها من حدائق وغابات، صاحب ذلك تغطية مكثفة من مختلف الأجهزة الأمنية والحماية المدنية بمساندة جمعيات المجتمع المدني للوقوف على تنفيذ تدابير الوقاية من تفشي فيروس كورنا. وأكدت إحصائيات أعدتها مصالح الحماية المدنية التوافد الكبير للمصطافين، إذ شهد اليوم الأول (السبت الماضي) من إعادة الفتح التدريجي لهذه الشواطئ المسموحة للسباحة التي يصل عددها إلى 22 شاطئ، قدوم أعداد غفيرة من المواطنين خاصة منهم العائلات، لم يعرف لهم مثيل منذ عدة سنوات، حيث تجاوز عددهم أل 105.000 مصطاف. وفي اليوم الثاني (الأحد) من الفتح التدريجي لهذه الفضاءات، تم إستقطاب تقريبا نفس العدد من المصطافين، إستنادا إلى تصريح رئيس خلية الإعلام بالحماية المدنية بالولاية، الملازم الأول حسين بوشاشية، الذي أكد تسجيل "إلتزام محتشم وعدم إكتراث"، من شاطئ لآخر، بتدابير البروتوكول الصحي (وضع الكمامات الواقية والتباعد الجسدي) رغم مرافقة المصطافين وتحسيسهم بعين المكان بضرورة التقيد بهذه التدابير الصحية. ومن بين أكثر المناطق استقطابا للمصطافين من مختلف الفئات عبر كل الولاية خلال اليومين السابقين، غابة الساحل الجميلة ببلدية زموري – شرقا – المطلة على شواطئ ذهبية ولا زالت على حالتها الطبيعية المتوحشة، حيث كانت في السنوات السابقة، ولا زالت إلى اليوم، الوجهة المفضلة لعدد كبير من العائلات والشباب المصطافين والمخيمين من مختلف ولايات الوطن وخارجها خاصة منهم المغتربين. وتعد غابة قورصو، شمال الولاية، المطلة على الساحل هي الأخرى، والتي أعيد تهيئتها وتجهيزها بكل وسائل الراحة الخاصة بالعائلات والأطفال والشباب والمخيمين ،ثاني أكبر مقصد للمصطافين عبر الولاية مند بداية الرفع التدريجي للحجر الصحي نظرا لمحاذاتها لشاطئ البحر ولمدينة بومرداس ولسهولة الوصول إليها بفضل توفر مختلف وسائل النقل. كما عرفت سواحل وفضاءات راحة أخرى منتشرة عبر طول ساحل عاصمة الولاية بومرداس وأخرى ببلديات رأس جنات وسيدي داود ودلس – شرق الولاية – تقريبا نفس الأعداد من الوافدين إلى جانب سواحل بلدية بودواو البحري – شمالا- التي إستقطبت أعداد بدرجة أقل من ذلك. ومن جهة اخرى أشار الملازم بوشاشية إلى إنه تم تسجيل في اليومين الأخيرين ما يزيد عن 100 تدخل من طرف أعوان الحماية المدنية عبر كل شواطئ الولاية المسموحة بها السباحة وإنقاذ نحو 140 شخص من الغرق الحقيقي وإسعاف بعين المكان قرابة 30 شخصا وتحويل قرابة 10 أشخاص نحو المراكز الصحية القريبة من الساحل.