انخفضت نسبة الأمية في الجزائر إلى 71 ر 08 بالمائة, حسب آخر تقديرات الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار الذي أكد أن الجزائر تسعى "جاهدة" إلى مواصلة محاربة هذه الآفة قصد بناء مجتمع "أكثر استدامة". وأوضح مدير الديوان, كمال خربوش بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية المصادف ليوم 8 سبتمبر من كل سنة أن "الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية التي شرع في تنفيذها سنة 2008 بمعية الشركاء الرسميين (13 دائرة وزارية والمجتمع المدني و 211 جمعية محلية و8 أخرى وطنية), ساهمت في تخفيض نسبة الأمية إلى 71ر 08 بالمائة", مضيفا أن عدد المسجلين في فصول محو الأمية منذ انطلاق الاستراتيجية بلغ 709 . 540 . 4 دارسا أغلبهم من الإناث بنسبة 07ر 87 بالمائة. وحسب تقديرات ذات الديوان فإنه تم تحرير 357 . 238 . 3 أمي بنسبة 76 بالمائة من مجموع المسجلين منهم 840 . 365 من الذكور مع إدماج 397 دارسا في التعليم عن بعد و738 في التكوين المهني سنة 2019 علما بأن السنة الدراسية 2019-2020 عرفت تسجيل وإعادة تسجيل 578 . 386 دارسا منهم 980 . 34 من الذكور والباقي من الإناث أي بنسبة فاقت 87 بالمائة. كما سجل الديوان 1946 دارسا في تعلم اللغة الامازيغية عبر 18 ولاية و 129 آخرا في مراكز تدريب الخدمة الوطنية عبر 05 ولايات و7575 بمؤسسات إعادة التربية مع إدراج تكنولوجيات الإعلام والاتصال في عمليتي التعليم والتعلم (كتب رقمية ووسائل الرقمنة…). هذا وسمح مسعى تضافر الجهود في مجال محو الأمية وتعليم الكبار في الجزائر من جهة أخرى بمتابعة تنفيذ مشروع عصرنة برامج محو الأمية للنساء الريفيات في إطار تنفيذ اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (p3a) . وإضافة إلى ما تم تحقيقه, قال السيد خربوش بأن الجزائر تسعى جاهدة إلى مواصلة محاربة آفة الأمية قصد تمكين جميع المواطنين من ممارسة حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمل بالمقاربات الدولية الجديدة لبناء مجتمع أكثر استدامة. ويشهد مجال محو الأمية وتعليم الكبار في الجزائر -حسب ذات المسؤول- مواصلة الأعمال الايجابية الناجمة عن الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية والتي أصبحت منذ 2016 متعددة اللغات بإدراج اللغة الامازيغية والتي توج بفضلها الديوان بجائزة الملك سيجونغ لمحو الأمية لليونسكو طبعة 2019 , تكريما للجهود المبذولة في سبيل محو الأمية لدى الكبار باستخدام اللغتين الوطنيتين العربية الامازيغية". وإحياء لليوم العالمي لمحو الأمية سطر الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار برنامجا على مستوى كل ولايات الوطن يرتكز على تعليم القراءة والكتابة والتعلم من منظور التعلم مدى الحياة وبصورة رئيسية لدى الشباب والكبار وذلك في ظل تفشي جائحة "كوفيد-19" وما بعدها. وكانت الأزمة التي تسببت فيها جائحة كورونا – على حد تعبير اليونيسكو- بمثابة تنبيه صارخ إلى الهوة القائمة بين الخطاب السياسي والواقع وهو ما أثر سلبا على تعلم الشباب والكبار الذين لا يتمتعون بمهارات القراءة والكتابة أو كانت مهاراتهم قليلة مما يجعلهم يواجهون العديد من أوجه الحرمان. وأكدت منظمة اليونسكو بالمناسبة أن تفشي الجائحة ساهم في غياب برامج محو أمية الكبار في العديد من البلدان عن الخطط التعليمية الأولية للتصدي لهذه الجائحة مما أدى الى توقف جميع هذه البرامج. وفي سياق التفكير في كيفية استخدام أصول التربية وأساليب التعليم المبتكرة والفعالة في برامج محو أمية الشباب والكبار بغية التصدي لجائحة كورونا وما بعدها يشارك الديوان الوطني لمحو الأمية و التعليم عن بعد من خلال مؤتمر افتراضي في نقاش عالمي جماعي وذلك قصد وضع تصور جديد لتعليم القراءة والكتابة بغية تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.