أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن الدولي السبت، أنه لا يستطيع اتخاذ أي إجراء إزاء إعلان أمريكي بإعادة فرض كل عقوبات الأممالمتحدة على إيران نظرا لوجود "شك" في المسألة. بينما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو السبت، أن عقوبات الأممالمتحدة على ايران دخلت مجددا حيز التنفيذ، محذرا من "عواقب" ما لم تلتزم الدول الأعضاء في الهيئة الدولية بتنفيذها. وقال بومبيو في بيان: "اليوم، ترحّب الولاياتالمتحدة بعودة جميع عقوبات الأممالمتحدة تقريبا التي ألغيت في السابق على جمهورية إيران الإسلامية". وأوضح أن العقوبات دخلت حيّز التنفيذ اعتبارا من الساعة 20,00 السبت بتوقيت واشنطن (الأحد 00,00 ت غ). وأضاف بومبيو: "اذا أخفقت الدول الأعضاء في الأممالمتحدة في القيام بواجباتها بتطبيق هذه العقوبات، فإن الولاياتالمتحدة مستعدة لاستخدام سلطاتنا الداخلية لفرض عواقب على الجهات التي تقف وراء هذه الإخفاقات وضمان ألا تجني ايران مكاسب من هذا النشاط المحظور من قبل الأممالمتحدة". وتعهّد بأن يتم الإعلان خلال أيام عن الإجراءات التي ستتخذ بحق "منتهكي" العقوبات. لكن 13 دولة من أعضاء مجلس الأمن المؤلف من 15 بلدا تقول إن إجراء واشنطن باطل؛ لأن بومبيو استخدم آلية متفقا عليها بموجب الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015 والذي انسحبت منه الولاياتالمتحدة في عام 2018. وقال غوتيريش في رسالة للمجلس: "يوجد شك على ما يبدو بشأن ما إذا كانت العملية قد بدأت بالفعل، وشك في ذات الوقت بشأن ما إذا كان إنهاء (العقوبات)...لا يزال ساري المفعول". وأضاف: "لا يمكن للأمين العام أن يمضي قدما وكأن مثل هذا الشك غير موجود". ..الاتحاد الأوروبي: الولاياتالمتحدة لا يمكنها إعادة فرض العقوبات وأكد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس، الأحد، أن الولاياتالمتحدة انسحبت من الاتفاق النووي مع إيران ولا يمكنها إعادة فرض العقوبات الأممية. وقال في بيان، إن الولاياتالمتحدة انسحبت بصورة أحادية من الاتفاق في أيار/ مايو من عام 2018 ولم تشارك بعد ذلك في أي أنشطة مرتبطة به. وأضاف: "بالتالي، لا يمكن اعتبارها دولة مشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق) ولا يمكنها بدء عملية إعادة فرض عقوبات الأممالمتحدة بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231". و بالتالي فإن التزامات رفع العقوبات بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة مستمرة في التطبيق. وأضاف :"بصفتي المنسق للجنة المشتركة (للاتفاق)، سأستمر في بذل كل ما في وسعي لضمان الحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة وتنفيذها بالكامل من قبل الجميع". وشدد على أن الاتفاق النووي يظل ركيزة أساسية للهيكل العالمي لمنع الانتشار النووي، ويساهم في الأمن الإقليمي والعالمي حيث أنه يتعامل مع البرنامج النووي الإيراني بطريقة شاملة. وأضاف: "أدعو الجميع إلى بذل قصارى جهدهم للحفاظ على الاتفاق والامتناع عن أي عمل يمكن أن يُنظر إليه على أنه تصعيد في الوضع الحالي". كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن في بيان أمس أن بلاده استأنفت فرض جميع عقوبات الأممالمتحدة ضد إيران والتي كانت مجمدة بموجب الاتفاق النووي. وتقدمت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أسابيع بطلب لتفعيل آلية "سناب باك" (العودة التلقائية للعقوبات) التي تتيح لأي من الدول الموقعة على الاتفاق النووي إعادة تفعيل العقوبات في حال لم تمتثل طهران للاتفاق. إلا أن الطلب لم يلق دعما وسط تأكيدات على أنه ليس من حق الولاياتالمتحدة إعادة تفعيل آلية في الاتفاق الذي انسحبت منه بالفعل. وكانت إدارة ترامب انسحبت عام 2018 بصورة أحادية من الاتفاق النووي، بينما لم تنسحب منه إيران ولا الدول الكبرى الأخرى الأطراف فيه (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا). روحاني : أمريكا تواجه الهزيمة في تحركها لإعادة فرض العقوبات قال الرئيس الإيراني حسن روحاني الأحد في خطاب بثه التلفزيون إن الولاياتالمتحدة تواجه الهزيمة في تحركها لإعادة فرض العقوبات على طهران وذلك بعدما أعلنت واشنطن إعادة فرض كل عقوبات الأممالمتحدة عليها. وأضاف روحاني "أمريكا تقترب من هزيمة مؤكدة في تحركها لإعادة فرض العقوبات.. أمريكا واجهت هزيمة وقوبلت برد فعل سلبي من المجتمع الدولي وحلفائها التقليديين.. الشعب الإيراني لن يرضخ أبدا للضغط الأمريكي. إيران سترد ردا ساحقا على البلطجة الأمريكية".