شددت مجلة "الجيش" في افتتاحيتها لشهر يناير على أن الجزائر ستظل "عصية" على الأعداء، والتفكير في المساس بأمنها وسلامتها وسيادتها هو"من قبيل الوهم والسراب". وأكدت مجلة "الجيش" على أن الشعب الجزائري "يدرك يقينا ويؤمن بالقطع أن جيشه سيبقى درعا متينا وقوة ردع ضد أي تهديد أو حتى مجرد نية من اي جهة أو تحالف كان، لأن التفكير في المساس بأمن وسلامة وسيادة الجزائر الغالية هو من قبيل الوهم والسراب". وفي معرض تذكيرها بالعلاقة الوثيقة التي تجمع بين الطرفين، لفتت الافتتاحية، مرة أخرى، إلى ان الجيش الوطني الشعبي يعد "السند القوي للشعب" كما أن هذا الأخير يمثل "العمق الاستراتيجي" للجيش و"زاده البشري الذي لا ينضب". كما واصلت مؤكدة في ذات الصدد "سيظل الجيش الوطني الشعبي يواجه التحديات الأمنية المتسارعة في محيطنا الجغرافي ويتصدى لكل المحاولات العبثية والآمال الوهمية"، مبرزة استعداده للتضحية في هذا السبيل، مستندا في ذلك إلى "ترسانته القوية ووحداته المحنكة، وقبلهما عزيمة الرجال الأشاوس الذين لا ترهبهم التهديدات ولا التحالفات، لأنهم بكل بساطة يحملون الجزائر في قلوبهم ويؤمنون بعقيدة جيشهم". وعادت المجلة للتذكير بأهم نشاطات الجيش الوطني الشعبي خلال السنة الماضية التي لم يعرقلها الظرف الصحي الاستثنائي الذي تمر به البلاد على غرار باقي دول العالم، نتيجة نفشي وباء كوفيد-19، حيث واصل نشاطه العملياتي والتحضير القتالي للقوات المسلحة والعمل على عدة جبهات، ودون هوادة، سواء فيما تعلق بالقضاء على فلول الإرهاب أو محاربة التهريب والجريمة المنظمة. وتوقفت في هذا الإطار عند تحييد أفراد الجيش الوطني الشعبي لعدد من الإرهابيين وتمكنهم من استرجاع أسلحة وذخيرة "كانت موجهة أساسا لضرب الاستقرار الذي تنعم به بلادنا"، إلى جانب استرجاع أموال كانت قد قدمت فدية لإرهابيين وذلك "بما ينسجم مع المقاربة الجزائرية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب"، يضيف المصدر ذاته. كما ذكرت، في سياق ذي صلة، بإحباط وحدات الجيش الوطني الشعبي لمحاولة إدخال كميات "معتبرة" من المخدرات عبر الحدود الغربية للبلاد، مستشهدة بالإحصائيات التي أصدرتها المصالح المختصة والتي تفيد بضبط أطنان من هذه السموم على مستوى هذه المناطق. ويضاف إلى كل ذلك عمليات التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية والكشف عن فيروس كوفيد-19 التي يقودها الجيش الوطني الشعبي لفائدة المواطنين في المناطق النائية، فضلا عن حملة التشجير وفك العزلة عن المواطنين بالجهات التي تشهد تساقطا كثيفا للثلوج. وتعتبر كل هذه "الحقائق" بمثابة "رسالة إلى حفنة من المرتزقة والمتسلقين الذين أدمنوا الاصطياد في الأوحال وتعودوا على تأويل الأحداث على أهوائهم"، لكونهم "يتجاهلون أويجهلون أن الرابطة بين الأمة وجيشها ليست حديثة النشأة أو ظرفية أملتها أحداث استثنائية غير متوقعة". فعلى العكس مما يظنه هؤلاء، فإن العلاقة بين الطرفين هي تعبير عن "علاقة وجدانية ربانية ستظل قائمة، بل تزداد ترسخا وعمقا"، كما أن هذه الصلة "لا تحتاج لتبريرات وأدلة، لأن الشعب هو أصل ومنبت الجيش وكلاهما شرب من ينبوع الوطنية الخالصة"، يتابع ذات الإصدار. وعرجت الافتتاحية أيضا على الجهود التي بذلتها الدولة ولا تزال لمواجهة وباء كوفيد-19 بفضل "التسيير الناجع" و"وعي المواطنين الذين يستحقون كل التقدير والعرفان نظير التزامهم بكل التدابير الصحية التي اتخذتها السلطات العليا للبلاد". كما ذكر بالحدث البارز الذي عرفته الجزائر خلال السنة الفارطة والمتمثل في الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور الذي "جنب بلادنا التعرض لمعاضل لا تحمد عقباها وسيسمح لها بالتفرغ للتنمية الوطنية الحقيقية وإشراك الشباب والمجتمع المدني فعليا في عملية البناء والتشييد ومنحه الفرصة للمساهمة في إحداث التغيير الشامل ومن ثم الرقي بالمجتمع على عديد الأصعدة".