احتضنت أول أمس جامعة الجزائر 3، ندوة فكرية حول الكاتب والدبلوماسي الراحل محمد سعيدي، والتي تندرج ضمن سلسلة الندوات التاريخية والفكرية التي باشرت جامعة الجزائر في تنظيمها، بعنوان "مسارات وفضاءات" وذلك بهدف تكريم شخصيات وطنية تركت بصمتها في مجال الفكر. عرفت الندوة التي احتضنها مدرج نيلسون منديلا بمقر كلية علوم الإعلام والاتصال، حضور شخصيات بارزة في مجال البحث العلمي والإعلام على غرار رئيس جامعة الجزائر 3، الدكتور مختار مرزاق، أحمد عظيمي، والأستاذ خليفة بن قارة، والأستاذ الصغير لن عمار، والشاعر محمد الصالح حرز الله وغيرهم، بالإضافة إلى حضور عائلة وأصدقاء المرحوم ورفاقه، على غرار ابنته الشاعرة لميس سعيدي، التي أثنت في كلمتها عن والدها وتحدثت عن بدايات والدها في طلب العلم الذي أرسله والده الفلاح لكتاب بعيد عن إقامته لأن المدرس في ذلك الكتاب أحسن من الذي في قريتهم، واضطر والدها للتنقل لمسافات طويلة ليحصل تعليما أفضل، ثم يختار له الالتحاق بمدارس جمعية العلماء المسلمين لدى عبد الحميد بن باديس في قسنطينة، ثم في جامعة الزيتونة، قبل أن ترسله الحكومة المؤقتة التي كانت لها مشروع دولة ليلتحق بجامعة في الاتحاد السوفياتي، ثم يختار هو دراسة الأدب الروسي، ويعود أستاذا محاضرا بجامعة الجزائر قبل أن يلتحق سنة 1966 كمدير لجريدة الشعب الناطقة بالعربية، كما تحدثت الشاعرة لميس سعيدي ت عن والدها المثقف والناقد الأدبي الذي لم يتوقف عن القراءة إلا قبل يومين من وفاته، وقالت لما عجز عن القراءة وافته المنية، وقالت كيف كان يحثهم على الدراسة. من جهته كشف الدكتور أحمد عظيمي خلال اللقاء عن الذكريات والمواقف التي جمعته بالمفكر الراحل سعيدي، واهتماماته الخمسة التي طبعت شخصيته والمتمثلة في التاريخ الإسلامي القديم، تاريخ الجزائر، الإعجاب ببومدين، حزنه على وفاة رفيق دربه محمد الصديق بن يحي وأمله الكبير في الشباب واستشرافه بنهضة جزائرية على يد شبابها. أما الشاعر محمد الصالح حرز الله تضمن كلمته شهادة حية عن علاقة الراحل محمد سعيدي بالأدب والنقد والترجمة، مستعرضا نشاطه في اتحاد الكتاب الجزائريين والفعاليات الثقافية، في حين تحدث الأستاذ خليفة بن قارة عن عضوية الراحل في المجلس الأعلى للإعلام في التسعينيات ومساهماته الفعالة في قطاع الإعلام.
