لكل منا ساعته البيولوجية التي تدق محذرة من فوات اوان الأنجاب ، فماذا تقول هذه الساعة •في العشرينات من العمر : في بداية هذا العمر يكون الرجل والمرأة في قمة الخصوبة ، ولكن بعد الرابعة والعشرين يبدأ إخصاب الرجل بالتناقص بشكل ضئيل جدا وبنسبة 3% في السنة كما جاء في بحث علمي اجرته جامعة برستل البريطانية ، اما النساء فان خصوبتهن تبدأ بالإنحدار البطئ بعد سن السابعة والعشرين . وللمحافظة على مستوى عال من الخصوبة لأطول فترة ممكنة ، على المرأة والرجل تجنب المشروبات الكحولية التي يمكن ان تتفاعل مع الهورمونات الأنثوية ومع الحيامن أيضا ، والإبتعاد عن الأدوية المنشطة ، والإلتزام بالعلاقات الجنسية النظيفة والسليمة التي تقي الإنسان من الإلتهابات المعدية التي قد تؤثر على الخصوبة . •في الثلاثينات من العمر: بعض الأزواج يؤخرون الإنجاب حتى الثلاثين من العمر بدعوى بناء المستقبل والإستقرار الحياتي قبل انجاب طفل ، لكنهم لا يدركون ان هذه السنوات العشر التي تعقب العشرينات من العمر ، سوف تؤثر سلبيا على انتاج الحيامن عند الرجال والبويضات عند النساء مما قد يؤدي إلى مشاكل في الحمل والولادة ، وقد جاء في دراسة اجرتها جامعة برونيل البريطانية ان فرصة رجل في الخامسة والثلاثين من العمر في انجاب طفل خلال سنة تتضاءل إلى النصف قياسا بفرصة رجل في الخامسة والعشرين من العمر، وان الرجل في عمر ما بعد الخامسة والثلاثين اكثر عرضة لإنجاب اطفال يشكون من تشوهات خلقية من الرجل في اوائل العشرين لان جهاز المناعة عنده اقل قدرة على التخلص من الحيامن التالفة وتفادي تمريرها إلى الجنين ، اما المرأة التي تحمل وهي في الثلاثين من العمر فانها اكثر عرضة للإصابة بأمراض ضغط الدم العالي والولادة القيصرية واحتمال انجاب طفل مصاب بمتلازمة داون Down's Syndrome ، حيث يرتفع هذا الإحتمال من واحد من الف وتسعمائة وثلاثة وعشرين في العشرينات من العمر إلى واحد من ثلاثمائة وخمسة وستين فقط بعد اواسط الثلاثينات من العمر. •في الأربعينات من العمر : في هذا العمر تبدأ مشاكل الخصوبة بالظهور بشكل حاد عند المرأة ويصبح الحمل امرا صعبا أو بعيد المنال في اغلب الأحيان ، كما ان خصوبة الرجال تتناقص أيضا ولكن بنسبة أقل بكثير مما يحدث عند المرأة ، وقد جاء في احدى الدراسات التي اجرتها جامعة برستول البريطانية أن زوجين في عمر الخامسة والثلاثين يملكان فرصة انجاب تصل إلى 29% وان هذه النسبة تقل إلى 18% في حال كون الرجل في الأربعين من العمر ، وفي هذا العمر تزداد ايضا تعقيدات ومشاكل الحمل والولادة ، ويمكن ان تصاب المرأة الحامل وهي في بدايات الأربعين بمرض Preeclampsia ، وهو نوع خطر من ضغط الدم بنسبة أكبر من احتمال اصابة الحامل الشابة ، كما تزداد أيضا فرصة انجاب طفل يعاني من متلازمة داون ، وفي نهاية الأربعينات من العمر تزداد هذه الفرصة إلى واحد من 32 ، كما يشيع الإجهاض في هذا العمر أيضا وتصل نسبته إلى 84% في عمر الثامنة والأربعين فما فوق ، فيما لا تتعدى النسبة 22% فقط عندما تكون المرأة في بداية العشرينات من العمر ، كما ان العمر المتقدم للرجل قد يساهم في اصابة مولوده ببعض الأمراض ، وقد اثبتت دراسات اجريت في نيويورك والشرق الأوسط ان الأطفال الذين يولدون لرجال في عمر 45- 49 قد يتعرضون للإصابة بانفصام الشخصية بنسبة تصل إلى الضعف قياسا بالأطفال الذين يولدون لآباء في بواكير العشرينات من العمر . •في الخمسينات من العمر : هنا تدق ساعة المرأة البايولوجية معلنة نهاية الإخصاب ، فالدراسات تؤكد صعوبة انجاب زوجين في الخمسين من العمر دون استعمال الوسائل الصناعية ، وفي هذا العمر تصل أغلب النساء إلى سن اليأس الذي يوقف عندهن الحيض ، وحتى لو لجأن إلى اخذ بويضات نشطة تتبرع بها أمرأة شابة كي تزرع في ارحامهن فان نسبة نجاح هذه العملية تكون ضعيفة جدا ، وعلى العكس من ذلك فان الرجال يستمرون في الإنجاب رغم ان عدد وكثافة الحيامن عند رجل خمسيني هي ثلثي ما هو موجود عند رجل في العشرينات من العمر ، كما ان التقدم في عمر الرجل قد يكون سببا في بعض التشوهات الخلقية التي قد تصيب المولود ، وقد اثبتت دراسة اجريت في احدى مراكز البحوث في اسبانيا ان امكانية انجاب طفل يعاني من متلازمة داون تزيد بثلاثة مرات اذا ما كان الأب في الخمسين من العمر قياسا بآخر دون الخامسة والثلاثين من العمر . •في الستينات من العمر : نادرا ما نسمع عن إمرأة انجبت أطفالا في هذا العمر ، وان فعلت فان هذا لا يخرج عن دائرة علاجات الخصوبة الصناعية ، اما الرجل فانه يستمر في الإنجاب ولكن ليس بنفس فاعلية الرجل الشاب ، حيث يؤكد العلماء بان عدد الحيامن ونشاطها يقل بقدار 4.7 سنويا ، اضافة إلى زيادة فرصة اصابة المواليد ببعض المشاكل الجسمية والعقلية . •في السبعينات من العمر : في هذا العمر تخرج المرأة تماما من سباق الإخصاب وترفع يدها مستسلمة ، اما الرجال فانهم يبقون في الحلبة ، وان كان عدد الحيامن عندهم لايتجاوز عشر ما هو موجود عند شاب في العشرين من العمر وان انجابهم طفل امر لا يخلو من المغامرة ، فقد يأتي الطفل سليما معافى و قد يأتي احيانا مكبلا بالأمراض والتشوهات الخلقية .