أكد أول أمس، الأمين العام للمحافظة السامية للامازيغية سي الهاشمي عصاد، أن هيئته تعمل على ترقية وتشجيع الترجمة باعتبارها جسرا يربط بين اللغات المتداولة في الجزائر وهي اللغة العربية الأمازيغية وذلك في إطار تشجيع التعدد والتعايش اللساني في الجزائر. أبرز الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية خلال ندوة نظمت على هامش الدورة الأولى من الصالون الوطني للكتاب الذي يحتضنه قصر المعارض الصنوبر البحري إلى غاية 21 من شهر مارس الجاري، حول موضوع "دور الترجمة من وإلى الأمازيغية في التطور اللغوي والإشعاع الثقافي" وشارك فيها مختصين وأكاديميين أن الاهتمام بالترجمة يهدف إلى إرساء تقاليد مقننة بإبرام اتفاقيات مع مختلف دور النشر الجزائرية والكتاب وذلك للحفاظ على حقوق الناشر والمؤلف، مشيرا إلى أن المحافظة السامية للأمازيغية تعمل ضمن إستراتيجيتها في مجال الترجمة على مرافقة حاملي مشاريع الترجمة حيث تم تخصيص لجنة قراءة لتقييم النصوص المقترحة لنشرها، مؤكدا أن "دائرة المقروئية باللغة الأمازيغية في الجزائر خطت خطوات كبيرة وتتسع كل سنة. من جهة أخرى، أكد الهاشمي عصاد حرص المحافظة على إعطاء دفع لحضور وتواجد الكتاب الأمازيغي خاصة الكتاب الأدبي في المشهد الثقافي من خلال المشاركة في المعارض الوطنية والصالون الدولي للكتاب لتعزيز مكانته والترويج له. ودعا عصاد، مختلف الشركاء كالهيئات والمؤسسات العمومية والوزارات للاهتمام بالترجمة إلى اللغة الأمازيغية مشيرا إلى مشاريع قيد التنفيذ مع وزارة الشؤون الدينية وكذا ترجمة 3 مذكرات تاريخية مع وزارة المجاهدين. إلى جانب ذلك تحدث عصاد ضمن جهود تشجيع الترجمة في مجال اللغة الأمازيغية عن اقتراحه على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بضرورة فتح ماستر ترجمة أمازيغي عربي على مستوى جامعة الجزائر من اجل ترقية هذه اللغة الوطنية الرسمية التي يتم تدريسها في اغلب المؤسسات التعليمية في الوطن، فيما أشار أنه تم تنصيب خلية ترجمة بداية السنة الجارية، مختصة في الترجمة المؤسساتية. بدوره، تطرق الباحث بن عثمان زين، في مداخلته إلى صعوبات وعوائق الترجمة من الروسية إلى اللغة العربية والأمازيغية، مؤكدا أن الترجمة أساسها الفهم حيث لايستطيع المترجم أن ينقل المعنى بصورة قريبة من الأصل إذ لم يفهم فهما صحيحا ويكون متشبع ببيئة وثقافة اللغة المصدر أوكلاهما. ودعا الباحث إلى تشجيع تأليف قواميس للأمثال والحكم الأمازيغية بجميع المتغيرات باعتبار أن امتلاك القواميس المختصة يلعب دورا أساسيا في تغليب كفة الترجمة الجدية ونوه إلى أن الترجمة تقودنا إلى خلق مفردات جديدة تساهم في الإثراء اللغوي. وأكدت من جهتها الباحثة الجامعية حاج عيسى زهرة أن فعل الترجمة هونظام يتفاعل مع كل جوانب محيط المؤلف معتبرة أن الترجمة يجب أن تعتمد على القراءة والتفكير والمعرفة للإحاطة بالسياقات الثقافية للمؤلف مراد ترجمته. من جهته أكد المترجم محمد ساري أن اللغة الأمازيغية يغلب عليها الاستخدام الشفوي وفي مجالات محدودة ولم يتم ترجمتها وإثراءها مثل باقي اللغات المكتوبة والمترجمة منذ زمن بعيد كالعربية والفرنسية مبرزا أن هذه الأخيرة ينقصها الأدوات الخاصة بالتعبير الكتابي والمصطلحات والمفاهيم التي تخص العلوم والمجالات المتخصصة التي لم تمارس فيها الامازيغية منذ قرون.