بدأ مجلس الشيوخ الفرنسي حيث الأغلبية للمعارضة اليمينية، الثلاثاء ولمدة أسبوعين، مناقشة مشروع قانون "احترام مبادئ الجمهورية"، المعروف أيضا باسم مشروع قانون ضد "الانفصالية الاسلاموية" المثير للجدل. ويفتقد المنتخبون في مجلس الشيوخ عن حزبي "الجمهوريون" اليميني التقليدي المعارض و"اتحاد الديمقراطيين المستقلين (UDI)" اليميني- الوسطي؛ "للطموح"، ما ينذر بنقاش حاد في مواجهة وزير الداخلية جيرار دارمانان، لا سيما فيما يتعلق بمسألة الحجاب؛ الذي تريد الأغلبية اليمينية حظره في الجامعات. وبالنسبة للأغلبية اليمينية- ووسط اليمينية في مجلس الشيوخ، فإن النص الأولي، المؤلف من 55 مادة، لا يذهب بعيداً، بدءاً من العنوان الذي يَرَون أنه غامض للغاية. وترغب الكتلة البرلمانية لحزب "الجمهوريين" في تشديد النص الذي يفتقر بحسبها إلى الطموح، وفقا لرئيس المجموعة برونو ريتايو، معتبرا أن عدم التطرق إلى موضوع الهجرة والمهاجرين "يحد من نطاق التدابير وفعالية النص". وكانت الجمعية الوطنية قد تبنت مشروع القانون هذا في فبراير الماضي. وتم إقرار مشروع القانون الاثنين بموافقة 347 نائبا مقابل رفض 151، في حين امتنع 64 عن التصويت. ويواجه مشروع "قانون الانفصالية" الذي أعدته حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، انتقادات من قبيل أنه يستهدف المسلمين في البلاد، ويكاد يفرض قيودا على كافة مناحي حياتهم، ويسعى لإظهار بعض الأمور التي تقع بشكل نادر وكأنها مشكلة مزمنة. وفرنسا من أكبر الدول الأوروبية من حيث حجم الجالية المسلمة، وبلغ عدد المسلمين فيها نحو 5.7 مليون مسلم حتى منتصف 2016، بما يشكّل 8.8 بالمئة من مجموع السكان. في سياق آخر، استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، السبت الماضي، طلب الحكومة الفرنسية من أئمة المساجد تزكية زواج المثليين، معتبرا ذلك ازدواجية للمعايير ضد الإسلام. وشدد في رسالة وجهها إلى وزيرة المواطنة الفرنسية مارلين شيابا، نشرها على حسابه في "فيسبوك"، على أن هذه قرارات استفزازية ومواقف لا تدعم الحياة المسالمة في فرنسا. وتابع: "إن احترام مقدسات المجتمع وتعدديته الدينية هو شأن الحكماء والعقلاء والساسة الذين يريدون بناء بلد متحرر، ولكننا صدمنا بهذا الخبر وكنا وما زلنا نصر على احترام القوانين والقرارات التي تحترم مقدسات المواطنين". ورأى أن فرنسا وقعت في ثلاثة أخطاء، وهي: مخالفة القانون، وازدواجية المعايير، والموقف من المثلية والتي هي محرمة من كافة الشرائع السماوية وليس الإسلام فقط.