اختتمت أمس بالجزائر العاصمة أشغال الدورة العاشرة للجنة المتابعة الجزائرية-الموريتانية بالاتفاق على تعزيز التعاون والعمل على إقامة شراكة اقتصادية وأمنية متينة بين البلدين، على غرار الطاقة و الأشغال العمومية والتعليم والتكوين والصيد البحري والشراكة والإستثمار و العمل على توسيعه إلى مجالات أخرى. و أكد مساهل أن الدورة تنعقد في ظروف خاصة تشهد فيها المنطقة تطورات و تحولات هامة على جميع المستويات وهو ما يفرض أكثر من أي وقت مضى تظافر الجهود لتعزيز العلاقات الثنائية لمواجهة مختلف التحديات التي أفرزها هذا الوضع. و في هذا الصدد ، أشاد مساهل بالنقلة النوعية التي شهدتها بعض القطاعات لا سيما الطاقة التي تعززت بفضل التنقيب و استكشاف النفط الذي تقوم به شركة سوناطراك في موريتانيا و كذلك التعليم العالي و البحث العلمي و التكوين المهني و الأشغال العمومية ، مضيفا ، ان البلدين سيعملان على إيلاء القطاعات الأخرى الأهمية و العناية التي تستلزمها للارتقاء بها إلى الأفضل. و أعرب ذات المسؤول ، عن رغبة الجزائر في استغلال الفرص المتاحة في كلا البلدين و التوجه نحو إقامة مشاريع شراكة اقتصادية ذات بعد استراتيجي وفق مقاربة جديدة مجددا حرصها أي الجزائر الدائم على تعزيز تعاونها مع موريتانيا بما يخدم تطلعات الشعبين في التضامن و التآزر. و اعتبر مساهل ، أن الحديث عن العلاقات الثنائية بين البلدين يقود إلى استعراض الوضع في المنطقة التي تواجهها تحديات متعددة يتصدرها الإرهاب و الجريمة المنظمة و المتاجرة بالمخدرات بالإضافة إلى الفقر و تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية على الحدود. و يفرض هذا الوضع على دول المنطقة -كما أضاف- التنسيق و التشاور وتظافر الجهود لمكافحة هذه الآفات في إطار جماعي ، مؤكدا أن الأولوية يجب أن تنصب حول المشاريع التنموية لضمان الأمن و السلم و الاستقرار في المنطقة. و أكد ذات المسؤول ، أن الإستراتيجية الإقليمية التي تبنتها الجزائر و موريتانيا مع شركائهما في دول الساحل لمكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة و تجاوب المجموعة الدولية مع هذه الإستراتيجية بدأ يعطي ثماره خاصة بعد النجاح الذي حققته الندوة التي احتضنتها الجزائر يومي 7 و 8 سبتمبر 2011 حول الشراكة و الأمن و التنمية بين بلدان الميدان و شركائهم الدوليين و التي كانت مثالا للتعاون و الشراكة مشيرا إلى أن ذلك قد تأكد خلال المشاورات التي قام بها الطرفان في واشنطن في الأسبوع الماضي. ....وزير الخارجية الموريتاني يشدد على بناء الصرح المغاربي و من جهته ، أعرب وزير الشؤون الخارجية و التعاون الموريتاني عن أمله في ان تشكل هذه الدورة منعطفا لمسار التعاون الثنائي بين البلدين و أن تعطي دفعة قوية للشراكة و التعاون بينهما خدمة للمصالح المشتركة و رافدا لمسيرة البناء المغاربي. و شدد ولد حمادي ، على أهمية متابعة القرارات و التوصيات الصادرة عن اللجنة العليا المشتركة الجزائرية-الموريتانية و الوقوف على ما تم إنجازه في الواقع معربا عن حرص بلده على رفع مستوى التعاون و الشراكة مع الجزائر في كافة المجالات إلى مرتبة العلاقات المتميزة التي تربط بينهما.