الأعشاب الطبيعية الجافة تشهد محلات بيع الأعشاب الطبيعية بورقلة تهافتا غير مسبوق لزبائن من مختلف الشرائح والأعمار بغرض اقتناء أنواع من الأعشاب الطبيعية تستعمل لعلاج أمراض عابرة كالأنفلونزا الموسمية . وقد عرفت تجارة بيع الأعشاب الطبيعية والعقاقير بمدينة ورقلة خلال السنوات الأخيرة انتشارا واسعا وتحولت إلى تجارة "مربحة" على مدار أيام السنة حسب ما تجمع عليه العديد من الانطباعات التي تم استقاؤها من ممارسي هذا النوع من النشاط التجاري. ويرى أحد الباعة الذي يقع محله بمدخل القصر العتيق لمدينة ورقلة بأن نشاط بيع الأعشاب الطبيعية المستخدمة لأغراض العلاج أو على شكل عقاقير تستعمل ك "نكهات" بعد طحنها لتتحول إلى بهارات قد كان في سنوات ماضية يقتصر على عدد قليل من الباعة المعروفين و أغلبهم طاعنون في السن حيث كانت محلاتهم تحمل أسماءهم العائلية إلا أنه لوحظ أن هذا النوع من الأنشطة التجارية تحول إلى "ملاذ" للكسب و"الربح السريع" لأعداد من التجار الذين قد لا يتمتعون بالخبرة المطلوبة في هذه التجارة التقليدية. وبخصوص الإقبال الذي تشهده هذه المحلات في هذه الفترة من فصل الشتاء أوضح صاحب المحل الحاج عيسى كربوش بأنه "في العادة يكثر في هذا الفصل توافد المواطنين على دكاكين بيع الأعشاب الطبيعية الجافة وذلك بغرض اقتناء بعض الأنواع منها التي تستخدم لأغراض علاج الأنفلونزا الموسمية إلا أنه ومع هاجس انتشار داء أنفلونزا الخنازير ازدادت وتيرة الإقبال وبشكل ملفت على هذه الفضاءات التجارية ". وأضاف ذات المتحدث بأن "الاعتقاد لا زال سائدا وبشكل كبير لدى شريحة واسعة من الناس على فعالية التداوي بالأعشاب الطبيعية على الرغم مما بلغه الطب الحديث من تقدم كبير حيث لا زال الكثير منهم يستعينون بهذه الوصفات التقليدية من أجل التخلص من بعض حالات السحر والمس و الحسد ومشاكل الإنجاب والنحافة وغيرها ". وفي هذه الأيام يتهافت الزبائن - كما أوضح الحاج عيسى كربوش- على اقتناء عدة أنواع من العقاقير المحضرة من أجل علاج مرض الأنفلونزا الموسمية وما تسببه من حالات الزكام والرشح القوي للمريض و لكن غالبا ما يطلب الزبائن كميات مركزة من هذه الوصفات لوقوعهم تحت هاجس الإصابة بأنفلونزا الخنازير حيث تسري بعض الوصفات في أوساط هؤلاء الباعة على أنها واقية من هذا الداء الخطير. ويقول السيد عمار الذي دخل إلى هذا المحل " أنا مصاب بحالة عدوى لمرض الأنفلونزا الموسمية وأخشى من تطور المرض - لا قدر الله- إلى مرض أنفلونزا الخنازير وعليه جئت إلى عمي الحاج لأطلب منه وصفة مركزة من بعض الأعشاب الطبيعية المطحونة طلبا للشفاء ووقاية من هذا المرض المخيف " . وقد أجمع الكثير من الزبائن الذين توافدوا على هذا المحل على مدى "فعالية" التداوي بالأعشاب الطبيعية التي تعمل - حسبهم- على تقوية جهاز المناعة للمريض و تحصنه من باقي أنوع هذا المرض . و" مهما كانت تكلفة خلطة من الأعشاب الطبيعية فإنها تظل في متناول الجميع مقارنة بالوصفة الطبية التي يقدمها الطبيب الأخصائي للمريض" كما تقول السيدة زهية (ماكثة بالبيت) والتي صادفتها وأج في نفس الدكان . وتؤكد المتحدثة بأن مطبخها العائلي لا تخلو رفوفه على مدار أيام السنة من الأعشاب الطبيعية الجافة أو كما تسميها ب "الحشاوش" حيث تستعملها لمعالجة الكثير من الأمراض العابرة في بيتها ومنها السعال و عسر الهضم و الرشح وحالات الزكام القوي و ما تصفه ب" الخلعة" وغيرها . ومن بين أكثر الأعشاب الطبيعية الموجهة لأغراض العلاج التي يقبل عليها الزبائن في هذه الفترة - كما يقول عمي الحاج- لمواجهة حمى أنفلونزا الموسمية الزعتر و الفليو و الشيح و القرفة و الزنجبيل و العسل المصفى و الثوم حيث ينصح البائعون باستعمال مادة الثوم بكثرة لما يحتوي عليه من مواد غذائية مقاومة للعديد من الأمراض. الحذر مطلوب في كلّ الأحوال ويرى الدكتور محمد عبد العزيز كبدي أخصائي في الطب العام بمدينة ورقلة بأن استخدام بعض الأعشاب الطبيعية أو بعض العقاقير في العلاج "لا يتعارض مع متطلبات علاج بعض الأمراض سيما منها المستعصية ". إلا أن الأمر يتطلب -حسبه- أن "يكون بائع هذه الأعشاب مطلعا على مكوناتها وقادرا على النظر في مدى ملاءمتها وفعاليتها في العلاج ذلك أن بعض الأعشاب قد تحمل أخطارا على صحة الإنسان إذا لم يكن بائعها أو مستعملها مطلعا على مكوناتها وجدوى استعمالها" . وأكد ذات المتحدث بأن معظم الأدوية التي تحملها الوصفات الطبية قد صنعت أساسا من الأعشاب الطبيعية إلا أن ميزتها تكمن في أنها مرت عبر عدة مراحل بالمختبرات الطبية مما يضمن سلامتها وخلوها من أية مكونات قد تسبب مضاعفات يمكن أن ترقى إلى "درجة الخطورة" وذلك على خلاف الأعشاب التي لا تخضع للتحاليل المخبرية. و يعترف الدكتور كبدي بأن هناك فعلا بعض الأمراض سيما منها المستعصية يستحسن في علاجها الطب البديل عوضا عن الطب الحديث وذلك بالنظر إلى "النتائج الملموسة" التي سجلت في هذا الموضوع .قسم المحلي