افتتحت، ليلة أول أمس، فعاليات المهرجان الدولي للسماع الصوفي، في طبعته الأولى، بالقاعة الكبرى لقصر الثقافة، بحي إمامة، بالمنصورة، في تلمسان، بلوحة ثلاثية تلاحمت فيها الأرواح، لمدح الرسول الكريم وقّعتها فرقة ''العيساوة'' الجزائرية، ''أنغام السلام'' المغربية، و''سماع للإنشاد والموسيقى الصوفية'' المصرية. فضلت محافظة المهرجان الدولي للسماع الصوفي، وفي آخر لحظة نقل فعاليات وسهرات المهرجان من دار الثقافة عبد القادر علولة، وسط مدينة تلمسان، إلى القاعة الكبرى لقصر الثقافة بحي إمامة بالمنصورة، لأسباب تنظيمية وتقنية حسب أحد المنظمين. عاش عشاق الفن الأصيل، على وقع السماع الصوفي في أول ليلة من ليالي المهرجان، في طبعته الأولى، بعد أن فكت وزارة الثقافة ارتباطه بالملتقى الدولي للطرق الصوفية، حيث اعتادت تنظيمها معا. وحضر الليلة الأولى جمهور مقبول من عشاق الفن الصوفي، استهلت بلوحة ثلاثية تلاحمت فيها الأرواح في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، وقّعتها كل من فرقة ''العيساوة'' المنتمية لزاوية سيدي أبي مدين بتلمسان، والتي تأسست برعاية المرحوم الحاج أحمد مجدوب مقدم الطريقة العيساوية سنة ,1948 وفرقة ''أنغام السلام'' المغربية، إلى جانب فرقة ''سماع مصر''. وقدمت فرقة ''العيساوة'' مجموعة من المدائح والأذكار التي يحفظها مريدو الطريقة، مثل ''بحزبي ووردي تتم حضرتي'' و''فرسان الحضرة'' وقصائد ''حيطان مزلج'' و''يا بابا يوم الخميس''، و''يا داخل للحضرة''، إلى غير ذلك من الوصلات التي تفاعل معها جمهور قصر الثقافة، وكذا أعضاء الفرقتين المصرية، وكذا المغربية فرقة ''أنغام السلام'' من مدينة سيدي سليمان، قرب العاصمة المغربية الرباط، التي يقودها الفنان محمد الكامل، والتي أدت مقاطع من التراث المغربي، ومن ''بردة البصيري''، وهي القصيدة المصنفة كتراث إنساني، حسب رئيس الفرقة. أما فرقة ''سماع مصر للإنشاد والموسيقى الصوفية''، والتي توسطت الفرقتان الجزائرية والمغربية على المنصة، بقيادة الفنان انتصار عبد الفتاح، فتميزت بعزف أعضائها على آلة القانون، وأداء مقامات شرقية ومواويل مصرية متميزة، قال بشأنها أحد أعضاء الفرقة إنها انبثقت من مشروع ورشة منشد الغوري، التي نفضت الغبار عن أهم الأصوات المجهولة والمتميزة في الإنشاد بأقاليم مصر المختلفة. من جهته، أوضح محافظ المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي، إدريس بوديبة، في تصريح ل ''الخبر'' أن المنظمين أرادوا بعث رسالة التلاحم الثقافي والتراثي بين الدول، من خلال الدول المشاركة طيلة أيام المهرجان، التي يبلغ عددها تسعة، تمثلها فرق من الجزائر، مصر، المغرب، تونس، الأردن، إلى جانب اندونيسيا، العراق، تركيا وفرقة الشام المتعددة الجنسيات من لندن.