أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، التزام الجزائر التام بمواجهة وبكل الوسائل أية "محاولة للتسلل إلى الأراضي الليبية أو المساس باستقرار وأمن ليبيا أو المساس بالثورة الليبية" في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخها. جاء ذلك خلال استقبال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أمس بطرابلس لوزير الداخلية الذي، نقل إليه تحيات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتجديد التأكيد على وقوف ودعم ومؤازرة الجزائر لليبيا من أجل توثيق عرى التآخي والتضامن وحسن الجوار بين الشعبين الشقيقين. وتطرق ولد قابلية وعبد الجليل في اللقاء إلى بحث التعاون الثنائي خاصة بين وزارتي الداخلية في البلدين على الصعيدين المؤسساتي والأمني. وكان وزير الخارجية مراد مدلسي أعلن خلال زيارته لليبيا الأسبوع الماضي أن ليبيا والجزائر بدأتا مرحلة جديدة من التعاون الفعال، خاصة الأمن المشترك على الحدود بين البلدين، وأن ليبيا تملك من الإمكانيات والإرادة للخروج من المرحلة الانتقالية وأن الجزائر ستساعدها في ذلك. وقد بحث وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال مع نظيره ولد قابلية سبل تعزيز التعاون الثنائي، سيما في المجال الأمني. وأوضح عبد العال في اجتماع عقده مع وزير الداخلية بطرابلس مساء أمس، على هامش أعمال المؤتمر الوزاري الإقليمي حول أمن الحدود، أن العلاقات بين ليبيا والجزائر علاقات تاريخية، وتجمع بينهما أواصر الإخوة والمصالح المشتركة، وأكد أن ليبيا بحاجة للاستفادة من خبرات الجزائر في كافة الميادين، خاصة وأنها دولة عربية مهمة وفاعلة في محيطها الجغرافي، ولديها ثقلها السياسي والاقتصادي في المنطقة وفي العالم، ولديها الخبرة العملية في العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية ,, مشيرا إلى أن العلاقات بين ليبيا والجزائر ستشهد تطورا وحراكا فاعلا خلال الفترة القادمة في كافة الميادين. من جانبه، أكد ولد قابلية خلال الاجتماع استعداد الجزائر التام للتعاون المثمر والبناء مع ليبيا انطلاقا من الموقع الجغرافي البارز والهام الذي تحتله ليبيا في الفضاءات العربية والمغاربية والإفريقية. وقال الوزير إن رؤية الجزائر المستقبلية للعلاقات مع ليبيا ستكون مبنية على تعزيز ودعم التعاون الثنائي في مختلف المجالات، نافيا أن يكون للجزائر في يوم من الأيام أية مصالح مشتركة مع النظام السابق. وفيما يتعلق بتسيير الحدود ومراقبتها، ذكر وزير الداخلية أنه بالنسبة لبلدان الميدان "العمل قد أنجز منذ مدة طويلة من خلال آليات التنسيق والتعاون". وذكر في هذا الصدد باللجنة الثنائية الحدودية بين الجزائر والنيجر، ومثيلتها مع مالي "اللتان تلتئمان بصفة دورية". وقال إن "تقدما كبيرا قد أحرز في هذا المجال كما أن التعاون على ما يرام"، لكن الحدود الليبية -يضيف الوزير- تشهد وقائع جديدة "منذ التغيرات التي طرأت في هذا البلد". وأوضح أن تنقل الأشخاص لا يخضع للمراقبة الكافية في هذه المنطقة، حيث لا يتم التحكم كليا في الوضع الأمني، سيما مع تنقل الأسلحة. وأكد في هذا الإطار أن الجزائر ستسعى إلى "منع كل محاولة تسلل إلى التراب الليبي التي قد تزعزع استقرار البلد وتضر بمصالح الشعب الليبي وتمس بالثورة الليبية". من جهة أخرى، أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية على ضرورة تعزيز التعاون وتكثيف الجهود من أجل ضمان أمن حدود بلدان الساحل ضد التهديدات الإرهابية. وأشار ولد قابلية خلال أشغال الندوة إلى أن تدهور الأمن في المنطقة ومشكل انتشار الأسلحة "يمثلان خطرا على المنطقة"، ما يستدعي من البلدان المعنية "تعزيز التنسيق والتعاون وتكثيف الجهود لضمان أمن حدودها البرية" المشتركة.