كشف الفنان شكيب بوزيدي قائد الفرقة الموسيقية الجزائرية "فريكيا سبيريت" أن التحضيرات الخاصة باستقبال تظاهرة "نبض واحد" أو "وان بيت" الامريكية، متواصلة على قدم وسابق، خاصة وانها ستحط رحالها لأول مرة في دولة من دول شمال افريقيا، في الفترة ما بين 21 فيفري الجاري وإلى غاية 1 مارس المقبل، بالتحديد في مدينتي تاغيت بولاية بشار والجزائر العاصمة، والتي ستعرف مشاركة 25 موسيقيا من الجزائروالولاياتالمتحدة وبلدان من شمال أفريقيا ومنطقة الساحل. ويشكل هذا الحدث وفق الفنان شكيب بوزيدي الذي تنظمه السفارة الأمريكيةبالجزائر بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون، وفي اطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس هذه التظاهرة، الأول من نوعه في الجزائر وفي شمال إفريقيا، وقد اختارت الجزائر لتحط رحالها لتجمع عددا في الفنانين الذين يشتركون في الهوية الموسيقية بانتمائهم إلى دول إفريقيا، سواء كانوا مقيمين هناك أو مهاجرين، قصد التعريف بموسيقاهم وتبادل الخبرات الفنية وإنجاز عمل موسيقي سيولد من رحم الصحراء ومن نوتات الموسيقى الجزائرية المميزة بتنوعها وثرائها، كما يعتبر هذا الحدث الذي ينظم تحت شعار "وان بيت صحراء" إقامة فنية عالية وعالمية المستوى، ستنظم أولا في واحة تاغيت لمدة أسبوعين تقريبا لتتواصل بعد ذلك في العاصمة لأسبوع آخر، وفقا للفنان الموسيقي شكيب بوزيدي، المدير الفني لهذه التظاهرة والمبادر بها. ويقول بوزيدي، خلال إقامتهم بتاغيت سيعمل الموسيقيون معا وسيتبادلون الخبرات والمعارف في ورشات عمل وورشات كتابة للأغاني وتأليف موسيقي وجلسات تسجيل، كما سيتفاعلون مع محيطهم الخارجي حيث سيعرضون آلاتهم الموسيقية في الشارع من أجل تقريبها إلى الجمهور الواسع وتعريفه بها، ويلفت الفنان إلى أن المشاركين سينظمون أيضا ورشات حول الموسيقى وعلاقتها بالنشاط الاجتماعي، بالإضافة إلى فعاليات اجتماعية تضامنية في المنطقة بالتعاون مع جمعيات محلية، وهذا في إطار التزام اجتماعي تعرف به هذه الإقامة، على أن تختتم بحفل في الهواء الطلق بالقرب من المنحوتات الصخرية القديمة. وبعد ذلك ووفقا لذات المتحدث سينتقل المشاركون إلى العاصمة أين سيواصلون إقامتهم بدار عبداللطيف وستشمل أيضا ورشات عمل وكتابة للأغاني وتأليف موسيقي وجلسات تسجيل، مع تعريف المشاركين الأجانب بعالم الفن والموسيقى في العاصمة، على أن تختتم الإقامة بحفل فني جماعي بأوبرا الجزائر في الحادي عشر من مارس القادم. وسيقدم الفنانون المشاركون في هذه الإقامة العديد من الأنواع الموسيقية الجزائرية والإفريقية والأفرو – أميركية، وخصوصا الموسيقى التقليدية الصحراوية الأفريقية أو ذات الأصول الأفريقية كالديوان والبلوز والجاز والهيب هوب، بالإضافة إلى الراي كفن جزائري عالمي وموسيقى الشعبي العاصمي، وسيحضر هذه التظاهرة فنانون من الجزائروالولاياتالمتحدة (أفرو – أميركيون) والعديد من بلدان شمال أفريقيا ومنطقة الساحل كمالي والنيجر وتونس وليبيا وموريتانيا حيث سيختتمون تواصلهم الفني بإطلاق "سي دي" جماعي بعنوان "وان بيت صحراء". ويقول بوزيدي -الذي سبق له أن شارك في إقامة "وان بيت" بالولاياتالمتحدة عام 2019- إن هذه التظاهرة التي ستنظم في الجزائر قد أطلقت دعوة للمشاركة في 2020 لفائدة الفنانين الجزائريين من 19 إلى 35 سنة بشرط أن تكون لهم أعمال موسيقية سابقة، مضيفا أنه كان من المقرر أن تقام عام 2021 غير أنها تأجلت إلى هذا العام بسبب جائحة كورونا. وستتميز هذه التظاهرة أيضا بحضور العازف والموسيقي الجزائري المعروف كريم زياد، وهو أيضا من مديريها الفنيين، إضافة إلى مديرين فنيين آخرين هم الفنانان الأميركيان دومينيكا فوساتي ، هايلي سوبريم، وشكيب بوزيدي. وتهدف إقامة "وان بيت صحراء" إلى تسليط الضوء على الروابط الثقافية الموسيقية واللغوية والتراثية التي تجمع الجزائر وبقية بلدان شمال أفريقيا والساحل بالجاليات الأفريقية حول العالم وخصوصا الولاياتالمتحدة، وستكون هناك مشاركة دائمة للفعاليات والنشاطات عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وتعتبر الموسيقى في الجزائر جزءا لا يتجزأ من معالم الهوية المحلية وحتى الإقليمية، وتعكس أنواع الموسيقى المنتشرة في البلاد العادات والتقاليد كما تعبّر عن هوية الشعب الجزائري. وتحظى موسيقى الراي خاصة بشعبية كبيرة في الجزائر وحتى في بلدان شمال إفريقيا، وباعتبارها تقليدا شعريا بدويا تظل بالنسبة إلى الجزائريين مساحة للتعبير عن الهواجس والأحلام وصوتا للثورة على السائد والممنوع. ووفق ما أشار إليه المتحدث، فإن الراي انتشر خارج حدود القارة السمراء، وصار نوعا من الموسيقى العالمية وتراثا لا ماديا لا تزال الجزائر "عاجزة" عن إدراجه ضمن قائمة اليونيسكو للتراث اللامادي، وتنافس الموسيقى الفلكلورية المسماة "الشعبي" موسيقى الراي في الانتشار بين الجمهور الجزائري، وتتميز بكلماتها التي تحمل معاني شعرية جميلة تعطي فكرة عن الحياة اليومية في الجزائر، وتقوم موسيقى الشعبي أساسا على ما يسمى بالشعر الملحون الذي يتميز بطول القصيدة، حيث يصل بعضها إلى 150 بيتًا، مما يطيل وقت الأغنية التي قد تصل إلى 40 دقيقة، ويتميّز هذا النمط الموسيقي بإيقاعه المستوحى في معظمه من الموسيقى الأندلسية، من بينها "بورجيلة" و"مسامعي" و"روميا"، ومن أهم آلات هذه الموسيقى الآلات الوترية وأخرى نقرية أو إيقاعية، وأهمها الكمان والقيتارة الوترية والزرنة والدربوكة والمندول التي تعتبر أيضا آلات من التراث الموسيقي الغنائي. الجدير بالذكر، إقامة "وان بيت"، التي تنظمها منظمة الفنون الأميركية "فاوند ساوند نيشن" وتمولها الحكومة الأميركية، انطلقت في عام 2012 كإقامة فنية أميركية تجمع سنويا ولمدة شهر فنانين صاعدين من مختلف بلدان العالم بهدف كتابة وإنتاج إبداعات فنية أصلية وأدائها في إطار جولات في عدد من المدن الأميركية، ومنذ العام 2016 خصص المنظمون إقامات سنوية موازية في مختلف بلدان العالم.