قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، أمس، الأحد، إن روسيا قد تغزو أوكرانيا في غضون أيام أو أسابيع، لكن لا يزال بإمكانها اختيار مسار دبلوماسي للمضي قدما. وأضاف في لقاء مع شبكة (إيه.بي.سي نيوز) إن أي إجراء روسي محتمل يمكن أن يشمل ضم منطقة دونباس الأوكرانية أو شن هجمات إلكترونية أو غزوا واسع النطاق لأوكرانيا. وأعلن مسؤولون أميركيون، أمس السبت، أن الاستخبارات الأميركية تعتقد أن روسيا تكثف استعداداتها لغزو واسع النطاق لأوكرانيا وأنه بات لديها بالفعل 70 في المائة من القوة اللازمة لتنفيذ عملية كهذه. وحشدت موسكو 110 آلاف جندي على حدود أوكرانيا، ويمكن أن تكون لديها القدرة الكافية لشن هجوم في غضون أسبوعين، وفقاً لهؤلاء المسؤولين الذين أبلغوا بذلك الأعضاء المنتخبين في الكونغرس الأميركي والشركاء الأوروبيين للولايات المتحدة. وأشار هؤلاء إلى أن الاستخبارات الأميركية لم تحدد ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ قرار الانتقال إلى الهجوم أم لا، وأنه يريد أن تكون كل الخيارات الممكنة موجودة أمامه، من الغزو الجزئي لجيب دونباس الانفصالي، إلى الغزو الكامل. وحذّر المسؤولون أعضاء الكونغرس والحلفاء الأوروبيين من أنه بالمعدل الذي يواصل فيه الجيش الروسي تعزيزاته حول أوكرانيا، فإنه ستكون لدى بوتين قوات كافية (150 ألف جندي في منتصف فبراير (شباط) لتنفيذ غزو واسع النطاق. وإذا اختار الرئيس الروسي الخيار الأكثر تشدداً، فيمكنه تطويق العاصمة الأوكرانية كييف وإطاحة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة، وفقاً لهؤلاء المسؤولين. وحذّروا من أن النزاع ستكون له تكلفة بشرية كبيرة في ظل خطر تَسببه في مقتل ما بين 25 و50 ألف مدني، وما بين 5 و25 ألف جندي أوكراني، وما بين 3 و10 آلاف جندي روسي. كما يمكن أن يتسبب في تدفق مليون إلى خمسة ملايين لاجئ، بشكل رئيسي إلى بولندا. ووصلت مجموعة أولى من الجنود الأميركيين (السبت) إلى بولندا بعد قرار الرئيس جو بايدن إرسال تعزيزات للدفاع عن دول حلف شمال الأطلسي «ضد أي عدوان»، وسط حركة دبلوماسية حثيثة تستهدف إقناع موسكو بسحب قواتها المحتشدة عند حدود أوكرانيا. وفي المقابل، تنفي روسيا أي نية لديها لغزو أوكرانيا وتشدد على أنها تريد ضمان أمنها فحسب.