كثير من الأحيان أستغرب فعلا .. إن كنت مدركة أن ما أفعله سأندم عليه غدا ، لماذا أنا مستمرة فيه!! ولماذا أسعى لإنتهاء ما بدأت فيه ، على الرغم من إدراكي أنني كلما توغلت فيه كلما كان وقع الندم أقوى وأثقل علي؟! وكلما تأخرت كلما تألمت أكثر؟؟ وخسرت أمور أكثر وأكثر!! أعتقد أن ما أشعر به هو حقيقة يشعر بها الكثير من حولي .. أكثر شيء أكرهه في حياتي أن أندم على تصرّف قمت به بإرادتي!! الشعور بالندم شيء دائما أتمنى الخلاص منه .. ليس لأني لا أريد أن أعيش تفاصيله فقط!! بل لأني لا أريد أن أندم على وقت ضيعته كنت أستطيع أن أنجز فيه أكثر!! نزيلة جناح السجينات في ساعة مليئة بالحزن والأسى يعلوها الصمت الرهيب وأنا نزيلة جناح السجينات قسم الإدمان وقفت بين أربعة جدران مع عدد من بنات جنسي إلا إنها لحظة صعبة على قلبي عندما حرمت النظرات إلى وجه أمي الذي طالما أشرق لي بالابتسامة حيل بيني وبين سماع صوت إخواني الصغار يلعبون من حولي وكما قيل لكل داء دواء ولكل مشكلة حل ودوام الحال من المحال فيوم لي وأيام كثيرة علي ويوم أفرحه وأبكي غيره أياماً. تحول جذري في حياتي فأنا فتاة وقعت ضحية المخدرات ولم أعد أحس بطعم الحياة فقد قلبت الأمور فما وجدت لها تفسيراً إلا ما رأيته من تحول جذري في حياتي بسببها وهي من أدخلتني دوامة المشاكل التي لا تنتهي فكم كنت أمكث بغرفتي الساعات الطويلة تتقاذفني مجاديف الإدمان اللعين أبكي حيناً وأهيم على وجهي أحياناً أخرى ولم أعد أعرف للراحة والنوم طريقاً وسبيلاً مع أن أسباب السعادة كانت متوافرة لي لكن لا أعلم سر تعاستي وشقائي .. وضعوا القيد في يداي دخلت السجن 39يوماً وبكيت بكاءً شديداً من النظرات التي ترمقني عن قرب وبعد التي لم أعد أطيقها وأتحملها إلا بخروجي العاجل من السجن بكل ما أملكه من ضعف وبكل ما أحبسه من دموع وبكل ما أخفي من ندم فقد بكت مشاعري وتجمدت جوارحي ونزفت جروحي وانهد جسدي المتهالك بالإدمان يوم وضعوا ( القيد ) في يداي ولم استطيع تحريكها بحرية تامة. ماذا ينتظرني في السجن؟ حينها قادتني سيدة متوسطة العمر بنظرات غاضبة نحو العنبر أو الجناح الذي أقضي فيه عقوبتي فمضيت معها وكل المخاوف والأحاسيس تضطرب في نفسي إلى أين سأذهب ؟! وسارت بي وانضمت معنا سيدة أخرى كانت تتكلم مع التي أمسكت بي أولاً ثم أخذت تهمس في أذنها بكلام لا أعرفه أصابتني بارتباكٍ شديد وتبادر لذهني سؤال ماذا ينتظرني في السجن وقد عشت ردحاً من الزمن في عزٍ وجاهٍ بمنزل والدي الكبير الذي لا أقوم من نومي فيه إلا حين أريد واليوم بالمخدرات أخسر كل شيء . تفاصيل طويلة .. نهايتها دخولي السجن مع العلاج المكثف والرعاية الكريمة من الدولة في شفائي من جحيم المخدرات وكل ذلك في سرِّية تامة ودون علم أحد .. وفي الختام ... هل من الممكن أن يغفر الله لي وأكون أماً لطفلٍ يرتمي في أحضاني فانسى الماضي معه وأعيش جمال الحياة مع زوج ملتزم وولد صالح وبيت إيماني ومملكة متماسكة .. ربنا ... خالقنا .. وهو اعلم بنا وبانفسنا الواهية .. المتأثرة ..وهو اعلم بمدى ضعفها وتزلزلها امام المغريات والشهوات ... ومدى طمعها وعدم شبعها من نيل المغانم والمكاسب ، لم يمتنع كرمه من الصفح والعفو عنا وعن خطايانا ففتح باب التوبة الواسع بمصراعيه امامنا ...... لعلنا نغفوو على ما نحن نائمون عليه فتتكشف امام ابصارنا الاشياء فترنوا لحقائقنا ونتلمسها ...... فنتوب ونعود الى صوابنا ....... فل نرفع ايدينا الى السماء ... وندعو الذي له عزة الاسماء ..... بأن يغفر لنا ويتب علينا .. ويمسح عنا خطاينا وزلاتنا ويقوم الطريق امامنا ...... فنسلكه بكل امان ورويه ...... فلعل من بعد الندم .. نبصر دروب الهداية ....... لكم مني اجمل واطهر الاماني بالهدايه فما كتبته نابع من قلبي واتمنى أن يعتبر كمل من يقرأوه