رغم الفوز الذي حققه حزب جبهة التحرير الوطني في تشريعيات العاشر ماي بقيادة عبد العزيز بلخادم، إلا أن الأزمة الداخلية التي يعيشها الحزب تلقي بظلالها على الوضع الداخلي للحزب العتيد، حيث باشر المعارضون للأمين العام التحضير للدورة الطارئة للجنة المركزية، في الوقت الذي يسعى بلخادم لترتيب أوراقه وتوزيع المناصب على أنصاره. لم تشفع نتائج انتخابات الخميس الماضي للأمين العام للأفالان عبد العزيز بلخادم الذي يواجه حركة معارضة قوية من خصومه، وسارع هؤلاء إلى السعي لانتزاع الفوز من بلخادم وإرجاعه لفضل من رئيس الجمهورية، وقد باشر الغاضبون فعلا -حسب مصادر قيادية- في التحضير للدورة الطارئة للجنة المركزية قصد انتخاب قيادة جديدة بديلة لبلخادم ومكتبه السياسي، فقد دعا عبد العزيز زياري بلخادم إلى استدعاء دورة لمناقشة حصيلته رافضا الاعتراف بفضله في الفوز المحقق وبهذا الموقف يكون قد انحاز إلى الغاضبين والتقويمين المطالبين برحيل بلخادم. في الجهة المقابلة، يظهر الأمين العام ومكتبه السياسي في وضع أقوى مما كانوا عليه قبل التشريعيات، ويتحصنون بالفوز الساحق ضد أي محاولة لزحزحتهم من قيادة الحزب، فقد شرع بلخادم فعلا في ترتيب أوراقه وتقسيم المناصب على أنصاره، حيث تتحدث أطراف على مشاورات واسعة يقودها لتعيين رئيس المجلس الشعبي الوطني، إضافة إلى الحقائب الوزارية. ويعوّل بلخادم كثيرا على هذه الورقة لتثبيت موقفه داخل الحزب، خاصة وان الصراع القادم يبدو مصيريا وحاسما بالنسبة لمختلف الأجنحة في للحزب.