أجرى صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، الثلاثاء، لقاءً، عبر تقنية التحاضر المرئي عن بُعد، مع السيد وانغ يانغ Wang Yang رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. استحضر خلاله الطرفان الروابط المتميزة التي تطبع العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين منذ اندلاع ثورة نوفمبر المظفرة إلى اليوم، وبالموقف الداعم والثابت لجمهورية الصين الشعبية للكفاح الجزائري من أجل القضاء على براثن الاستعمار.. وكذا مواقف الجزائر المستقلة تجاه حق جمهورية الصين الشعبية وإسهامها في استعادتها لمقعدها في مجلس الأمن الدولي ومكانتها في المنظومة الدولية. كما تبادل الطرفان وُجهات النظر حول راهن العلاقات الثنائية وسُبل الرقيّ بها خدمة لمصلحة الشعبين والبلدين الصديقين، على ضوء التوجيهات السامية لقائدي البلدين عبد المجيد تبون ونظيره الصيني شي جين بينغ. من جهته، أشاد صالح قوجيل بعلاقة الصداقة التاريخية العميقة التي تجمع بين الشعبين والبلدين منذ الثورة التحريرية وبالسمة النوعية التي توسم العلاقات بينهما في كل المجالات. داعياً إلى مزيد من التنسيق والتشاور بين حكومتي وبرلماني البلدين بهدف إيجاد آليات تسمح بمواجهة التحديات التي سيفرضها التغير الحاصل في النظام الدولي وتحديد المنظور تجاه هذا النظام وافرازاته وكذلك تحديد مفهوم عدم الانحياز بما يحفظ الاستقلال السياسي للدول. مذكراً بالمناسبة بأن الجزائر بقيادة عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، قد خطت خطوات تاريخية وشجاعة من أجل صون استقلالية قرارها السياسي وتدعيمه بالاستقلال الاقتصادي بهدف وضع حدّ نهائي للتبعية الاقتصادية للخارج. رئيس مجلس الأمة أكد أيضاً على ضرورة التنسيق بين البلدين على مستوى القارة الافريقية في المجالين التجاري والاقتصادي، عن طريق التمكين لتعاون ثلاثي يسمح للقارة السمراء من تحقيق استقلال اقتصادي حقيقي يُفضي بالضرورة إلى تدعيم استقلالها السياسي.. في هذا السياق، أكّد وانغ يانغ استعداد بلاده لدعم ومرافقة مسعى الجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن طريق تعزيز وتنويع مجالات التعاون العملي الثنائي بما يخدم المنفعة المشتركة ويُسهم في تحقيق المزيد من الإنجازات، منوّها بقرار رئيس الجمهورية باعتماد سنة 2022 سنة الإقلاع الاقتصادي وبالإجراءات والتدابير المتخذة والميسِّرة لمناخ الاستثمارات في الجزائر.. مبرزاً جاهزية بلاده الصين لمباشرة خطة خُماسية للتعاون مع الجزائر بغرض تنويع وتقوية التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي تجسيداً لاتفاق الشراكة الاستراتيجي المبرم بين البلدين. الطرفان تناولا كذلك القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، في منطقة الساحل و إفريقيا والعالم، أين شدّد رئيس مجلس الأمة على ضرورة احترام سيادة الدول، وعلى مساندة الشعوب المضطهدة، عبر الإحتكام إلى المواثيق والشرعية الدولية، معاوداً التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وعلى وقوف الجزائر إلى جانب الشعب الليبي في بناء دولته دونما تدخل خارجي وكذا حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره غير قابل للتصرف ولا للتقادم ولن يتأتى ذلك دون احترام قيم حقوق الإنسان وحرية التعبير وهي المطايا التي تستعملها – للأسف – بعض الدول ضد الدول الضعيفة والدول التي لا تدور في فلكها لتحريك مفاتيح التغيير في مواقفها يميناً أو يساراً، موضحاً بأنّ الجزائر ومنذ ثورة التحرير الظافرة لطالما دافعت باستماتة من أجل استقلالها ومن أجل احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير، ومن أجل استقلال الشعوب وفي تقرير مصيرها.