عقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن القومي في حكومته لبحث الأوضاع في سوريا وبذل الجهود لوضع حد للعنف، فيما دعا وزير خارجيته وليام هيغ إلى اتخاذ اجراءات عاجلة لمنع اندلاع حرب اهلية شاملة فيها. ونقلت صحيفة "ديلي اكسبريس" أمس عن متحدث باسم مكتب رئاسة الحكومة البريطانية قوله "يجري النظر في فرض المزيد من العقوبات على النظام السوري، ويريد رئيس الوزراء (كاميرون) أن يكون على يقين أننا نقوم بكل ما بوسعنا لوضع حد للعنف في سوريا ودعم عملية التحول". واضاف المتحدث أن مجلس الأمن القومي "نظر في مجموعة من الجهود الدبلوماسية التي تتبعها الحكومة واتفق على أن عليها الإستمرار بالعمل مع شركائنا الدوليين لنوضح لنظام الأسد ضرورة أن يمتثل لخطة كوفي عنان ويوقف القتل، وأن المسؤولين عن العنف الوحشي سيواجهون المساءلة عن أفعالهم". واشار إلى أن مجلس الأمن القومي "اتفق على تكثيف هذه الجهود، بما في ذلك النظر في فرض المزيد من العقوبات، وأن من مصلحة الجميع وضع انتقال ديمقراطي منظم يلبي تطلعات الشعب السوري". وقال المتحدث باسم مكتب رئاسة الحكومة البريطانية إن مجلس الأمن القومي "درس جميع الخيارات المطروحة على الطاولة، وهدفنا هو تحقيق انتقال سلمي سياسي، كما أن تركيزنا يبقى على خطة عنان، لكن على نظام الأسد أن لا يقع في خطأ الاعتقاد أننا سنتخلى عن الشعب السوري". ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني الموجود حالياً في مدينة اسطنبول التركية للمشاركة بمؤتمر عن الصومال، أنه سيجري محادثات مع جماعات المعارضة السورية في اطار الجهود التي تبذلها حكومة لتكثيف الضغوط الدولية على نظام الرئيس بشار الأسد. وابلغ هيغ المحطة الإذاعية الرابعة التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس أن سوريا "يمكن أن تنهار في أتون حرب أهلية طائفية يمكن أن تكون خسائرها البشرية أكبر بكثير من المشاهد المروعة والخسائر الرهيبة التي شهدناها بالفعل، ولذلك هناك حاجة ملحة وحقيقية للتحرك بسرعة". وحذّر هيغ من أن الحرب الأهلية في سورية قد تمتد الى دول الشرق الأوسط المجاورة، وقال "سننظر في كافة الخيارات مع حلفائنا". وتدور اشتباكات في بلدتين في محافظة درعا في جنوب سوريا بين القوات النظامية ومجموعات منشقة، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت دعت المعارضة السورية الى التظاهر الجمعة تكريما لاطفال مجزرة الحولة التي قتل فيها 108 اشخاص بينهم حوالى خمسين طفلا في 25 ماي. وقال المرصد "تدور اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة المعارضة هاجمت احد المراكز العسكرية بين بلدتي صيدا والغارية الغربية" في درعا. كما سمعت اصوات اطلاق نار من رشاشات ثقيلة وخفيفة واصوات انفجارات في مدينة دوما حيث احترق فجرا "مبنى في منطقة العب التي تعرضت للقصف في محاولة لاقتحامها من القوات النظامية"، بحسب المرصد. ودعا ناشطون مناهضون للنظام السوري الى التظاهر أمس في سوريا في جمعة "اطفال الحولة مشاعل النصر"، بينما بث التلفزيون السوري الرسمي دعوة الى اقامة صلاة الغائب الجمعة على ارواح "شهداء مجزرة الحولة". وقتل الخميس 64 شخصا في اعمال عنف في سوريا بينهم 18 عنصرا من القوى النظامية. الكرملين مصمم على دعم سوريا حذر الكرملين الخميس من ان اي ضغط لن يدفعه الى تغيير موقفه من دمشق عشية الزيارة التي قام بها فلاديمير بوتين في المانيا وفرنسا، بينما اتهمت واشنطنروسيا بدفع سوريا الى حرب اهلية. وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريح بثته وكالة انترفاكس ان "الموقف الروسي معروف جيدا. وهو متوازن ومنسق ومنطقي". واضاف ان "القول بان هذا الموقف سيتغير تحت ضغط اي كان امر غير صحيح"، مؤكدا ان "الموقف الروسي لا يستند على العواطف، التي ليست ملائمة في مثل هذا الوضع جد معقد". وتوجه بوتين الذي تولى الرئاسة قبل ثلاثة اسابيع، الجمعة الى المانيا وفرنسا التي قال رئيسها فرانسوا هولاند الثلاثاء انه يأمل في اقناع بوتين بتغيير الموقف الروسي. في المقابل اتهمت واشنطنروسيا والصين بالوقوف "في الجانب الخطأ لمسار التاريخ" فيما يتعلق بالأزمة السورية. وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس موسكو من ان موقفها سيساهم في حرب اهلية في سوريا. واعتبرت موسكو انه "من السابق لأوانه" قيام الاممالمتحدة باتخاذ اجراء جديد ضد سوريا، ودانت الطرد "غير البناء" لسفراء دمشق في مواجهة جديدة مع الغرب بعد مجزرة الحولة. وبالنسبة للمحللة السياسية ماريا ليبمان من مركز كارنيغي في موسكو، فان تصلب لهجة موسكو مرتبطة بعودة فلاديمير بوتين الى الكرملين. وتعتبر ليبمان ان بوتين، رجل الاستخبارات السابق "لن يقبل بالضغط على روسيا ايا تكن المبررات". الجامعة العربية تدعو الصين لحمل دمشق على تنفيذ خطة عنان ودعا وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس وزراء الجامعة العربية الصين الى "الضغط على الحكومة السورية" لحملها على تنفيذ خطة كوفي انان. وقال الصباح ان "وقف العنف وقتل المدنيين في سوريا يظل مطلبا فوريا ونامل في هذا الصدد ان تساعد جميع الاطرف في المجتمع الدولي على انجاح مهمة المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والاممالمتحدة الى سوريا كوفي انان". وادلى الوزير الكويتي بهذه التصريحات في افتتاح الدورة الخامسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي بمدينة الحمامات التونسية. كما طالب رئيس الدورة ب"اطلاق سراح المعتقلين وسحب الآليات العسكرية من المدن وبدء المسار السياسي لحل الازمة السورية".