وصل المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، أمس، إلى العاصمة السورية دمشق، غداة إدانة مجلس الأمن لمجزرة الحولة، من أجل البدء في المباحثات المقررة اليوم مع الرئيس السوري بشار الأسد، وعدد من كبار الشخصيات السياسية في البلاد. وقال عنان إن مذبحة الحولة بحمص تؤكد على ضرورة قبول الأطراف المتنازعة مبدأ الحل السلمي لتفادي دخول البلاد في حرب أهلية، داعيا ''كل من يحمل السلاح من الأفراد للتخلي عن سلاحه''. وتأتي هذه التصريحات على خلفية الاستياء والتنديد الدوليين من المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل في مدينة الحولة بمحافظة حمص، والتي أجمع المجتمع الدولي على تحميل مسؤوليتها إلى السلطات السورية والجماعات المسلحة. واعتبرت الخارجية الروسية أنه بموجب قبول حكومة دمشق خطة كوفي عنان وجب عليها سحب الآليات العسكرية الثقيلة من المناطق السكنية، كما اتهمت الجماعات المسلحة وتنظيم القاعدة بالتحديد بالوقوف وراء إثارة الفوضى لإفشال خطة الحل السلمي، على حد قول وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في الندوة الصحافية التي جمعته أمس مع نظيره البريطاني. وأوضح وزير خارجية روسيا في سياق حديثه أن موسكو تدعم خطة عنان، مشيرا إلى أن الأولوية في الوقت الراهن هي إيقاف ''حمام الدم ولسنا نهتم بمن يحكم سوريا''، مضيفا أن حكومة بلاده تقوم بدورها في الضغط على السلطات السورية للمضي قدما في سبيل إيجاد حل للأزمة الدائرة، مستشهدا بتجاوب حكومة دمشق مع خطة كوفي عنان، غير أنه أدان في ذات الوقت ما أسماه ''محاولات إفشال الخطة''، متهما المعارضة الخارجية بالتعنت والإصرار على إسقاط النظام للبدء في الحوار السياسي. من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني، وليام هيغ، إن بلاده مستمرة في دعم خطة عنان، بالنظر لكونها الوحيدة القادرة على تفادي شبح الحرب الأهلية، فيما شدد على ضرورة التنسيق مع موسكو من أجل التوصل إلى حل يصب في ''مصلحة الشعب السوري''. من جانب آخر، أصدرت الخارجية الصينية بيانا دعت فيه إلى ضرورة فتح تحقيق شامل ودقيق لمعرفة من يقف وراء المذبحة، دون إدانة السلطات السورية. أما على مستوى ردود فعل المعارضة السورية، فقد اعتبر المجلس الوطني السوري المعارض أنه في حال تخلي المجتمع الدولي عن ''نصرة الشعب السوري فإن هذا الأخير سيلجأ إلى الاتكال على نفسه لإسقاط النظام بما أوتي من إمكانيات''، فيما أدانت جماعات الإخوان المسلمين السورية موقف مجلس الأمن الذي اعتبرته ''رسالة تجيز استمرار القتل''، كما وصف البيان مجلس الأمن ب''العاجز''، في حين أدان الموقف الروسي الذي قال عنه إنه منحاز للنظام السوري.