"الجزائر لا تنتج فقط الرياضيين والمغنين بل تنتج أيضا المبدعين والعلماء" احتضنت اول أمس، المكتبة الوطنية بالحامة، لقاء أدبي على شرف الكاتب والاديب الجزائري محمد بولسهول المعروف باسم "ياسمينة خضرا"، والذي نظمته منشورات القصبة، التي احتفت بصدور الطبعة الجزائرية من روايته الأخيرة التي تحمل عنوان "الفضلاء"، والتي ستكون في المكتبات الوطنية بداية من 24 أوت المقبل. تحدث الكاتب في هذا اللقاء الذي عرف حضور مميز لأصدقاءه وجمهور غفير قارئ لأعماله، عن روايته الجديدة الذي قال أنه تطرق فيها إلى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، الذي يعتبرها كمادة يستلهم منها إبداعه وأحداث روايته، وقال إنّه تعرض لحياة سكان الجنوب الغربي خلال سنوات العشرينيات من القرن الماضي بمنجم الفحم الشهير في منطقة "القنادسة" الذي نشأ فيها وترعرع. وتحدّث صاحب رواية "سنونوات كابول" عن طقوس الكتابة لديه، وأكّد على أهمية القراءة لأنها تنمي الإبداع لدى الكاتب، كما تحدث عن علاقته بالكتابة الروائية، وقال ياسمينة خضراء أنه يعشق اللغة العربية، وكان يحلم أن يصبح شاعرا، حيث ولع بشعر المتنبي، الذي قال عنه إنه أعظم شاعر عرفته البشرية، وأوضح أنه حين يكتب رواية جديدة لا ينتابه هاجس الورقة البيضاء، مشيرا إلى أنه يملك قدرة عجيبة على الكتابة الروائية. كما عبر في سياق حديثه عن اعتزازه بالأدب الجزائري، قائلا إن الروائي الناجح هو من يتحدث بخير عن زملائه الروائيين. كما وجّه بالمناسبة التحية لعميد الروائيين الجزائريين قدور محمصاجي، لإيمانه أن الاعتراف بفضل الأدباء المؤسسين مسألة هامة لكل كاتب يريد أن يصبح روائيا، وكشف ياسمينة أن روايته الأخيرة هي أفضل أعماله الروائية. وصرّح ياسمينة خضرا أنه يعتز بقرائه عبر العالم، قائلا إن أعماله الروائية المترجمة اليوم تجاوزت الخمسين لغة، وأشار صاحب "القاهرة زنزانة الموت" إلى أن القراء الذين اطلعوا على روايته الشهيرة "سنوات كابول" التي تناولت "الأزمة الأفغانية"، لاقت الأفضلية عن رواية الأفغاني خالد حسيني التي تعرضت للأزمة ذاتها. وأكد المتحدث أنه لايزال يكتب الشعر باللغة العربية، ويقرأه لزوجته، مقتنعا في ذلك بأن العربية هي أفضل لغة لكتابة الشعر، وأن الفرنسية خلقت لتكون لغة الرواية، وربط ياسمينة خضرا بين الكتابة والسفر، حيث يمكّن الخيال من فتح الأبواب الموصدة، واختصار المسافات، وتجاوز الحدود بين القارات والشعوب، والبداية عندما كان تلميذا شغوفا بالقراءة، وباكتشاف تجارب الكتاب الذين عوضوا حكايات أمه التي فارقها للدراسة، قدرة ياسمينة خضرا على الكتابة عن الآخر أدخلته العالمية، فقد قال له بعض الأفغان إنه أحسن من كتب عنهم في روايته، وكان السبب، حسب الروائي، عمق المعنى والقيم، كما كتب عن المكسيك، وقد حاول الكتابة عن ألمانيا الشرقية رغم أن بعض الناشرين الفرنسيين لديهم عقدة الجزائري الذي لا قدرة له على مخاطبة العالم، ولا يكتب سوى عن بلده، لكن العكس تحقق، وهنا قال ياسمينة خضرا إن الجزائر لا تنتج فقط الرياضيين والمغنين، بل تنتج، أيضا، المبدعين، والعلماء، وغيرهم من الكفاءات.